أثر الخلافات الزوجية على الأطفال….!!!
الخلافات الزوجية مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية ، إذ لا يخلو منها بيت من البيوت في الشرق أو الغرب ، قديماً أو حديثاً فهي سنة الله في خلقه حتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخل من ذلك وقصصه صلوات الله عليه وسلامه مع بعض أزواجه تبين شياً من ذلك بل وصل الحد إلى أن تقفل بعض زوجاته دونه الباب ، فما أحلمه وأكرمه صلوات الله وسلامه عليه ، ورضي الله عنهن أجمعين والخلافات الزوجية نتاج طبيعي للتفاعل فالزوجان اللذان لا يحدث بينهما خلاف إما أن يكونا يعيشان حياة مثالية لم يصلها أغلبية البشر . وإما أن يكون يعيشان حياة سلبية لا تفاعل فيها ، يعيش كل واحد منهما عالمه الخاص به رغم وجودهما في بيت واحد .
وبما أن الأطفال يعيشون داخل الأسرة فهم عرضة لهذا الخلافات من بعيد أو قريب يكتوون بنارها وتمتد آثارها لتشملهم فيا تري هل من الخير أن يعلموا بهذه الخلافات ؟ بل هل من الخير أن يشهدوها ؟ وذلك ليعرفوا الحياة ويتعاملوا معها أم أن الخير للأطفال أن يكونوا بعيداً عن هذه الخلافات حفاظاً على صحتهم النفسية ، وبالتالي وجوب أن تكون الخلافات الزوجية في السر وفي خلوة الزوجين ؟
إننا نحاول في هذا المقال تبيان رأي العلم في هذه القضية من جانب كما نبين القواعد التي يحسن بالزوجين مراعاتها عند وجود خلاف حول مسالة ما إلا أن المقال سيقتصر في الحديث عن التعامل مع الخلافات الزوجية على ماله صلة بالأطفال ولن يتطرق للتعامل معا الخلافات الزوجية في ذاتها فهي موضوع مستقل بذاته لا تكفي فيه المقالات .
الآثار السلبية للخلافات على الأطفال .
إننا كثيراً ما نسمع ونقرأ عبر وسائل الإعلام المختلفة مقولة مفادها . أن الخلافات الزوجية ينبغي أن تكون بعيداً عن الأطفال وقد ينتاب الزوجين شعور بالذنب أو التقصير عندما يجدان أنفسهما يتجادلان أمام أطفالهما دون أن يشعرا وما ذلك إلا لأن الخلافات تحدث ردة فعل لوقف أحد الزوجين لا يمكن إرجاؤها ورغم ما في هذه المقولة من جوانب صحيحة إلا أنها ليست بعمومياتها ، والأمر يحتاج إلى تفصيل وقبل أن نتطرق لذلك يحسن أن نشير إلى الآثار التي يخشى منها على الأطفال نتيجة الخلافات الزوجية والتي بينتها بعض الدراسات فمن تلك الآثار .
1- إحساس الطفل بعدم الأمان :
في الوقت الذي تكون فيه الحاجة للشعور بالأمن من أهم الحاجات النفسية التي ينبغي توفيرها للطفل نجد أن الخلافات الزوجية تتعارض مع إشباع هذه الحاجة فالطفل نتيجة للخلافات خصوصاً عندما يحتدم النقاش وتعلوا الأصوات سيخيل إليه أن هذا البيت سينهار وبالتالي سيفقد من يرعاه ويهتم به . ويزداد أثر ذلك عندما يعي الطفل التركيبة الاجتماعية للأسرة ، وضرورة وجود الأبوين لقيام الأسرة ، والذي يظهر بوضوح بعد سن السادسة .
إن تهدد الحاجة للأمن النفسي عند الطفل يدفعه لوسائل متنوعة للهروب من هذا الوضع هروباً فعلياً أو نفيساً . فقد يغطي الطفل وجهه أو أذنيه ، وقد ينسحب لغرفة أخرى بعيداً عن ذلك الشجار . وقد ينخرط عندما تتكرر هذه الخلافات في سلوكيات تعويضيه مثل : زيادة اللعب أو البقاء خارج المنزل كثيرًا أي عدم الرغبة في الدخول للمنزل والبقاء فيه .
هذه الآثار قد تمتد لسنوات فقد تؤثر على سلوك هذا الطفل حتى عندما يكبر ويصل للمراهقة . فهناك دراسات بينت أن بعض حالات الهروب من المنازل ، وبعض حالات الرغبة في الزواج من أول خاطب بالنسبة للفتيات دون تروي قد يكون وارءها بيئة غير آمنة نفسيًا . فقد تنشد مثل هذه الفتاة الأمان في بيت آخر .
2- تشويه صورة الأبوين أو أحدهما في عقل الطفل :
في الوقت الذي يحمل الطفل صورة ذات مكانة خاصة لوالديه فإن شجار والديه لاسيما عندما يتضمن سبا أو تحقيرًا لأحدهما فإن ذلك يؤذي الطفل ويشوه الصورة التي يحملها عنه مما قد يكون لها من الآثار السلبية الشيء الكثير .
3- شعور بعض الأطفال بالذنب :
أظهرت بعض الدراسات أن نسبة من الأطفال يشعرون بالذنب وتأنيب الضمير عندما يحدث خلاف بين أبويهم ، ومع أنه من غير المؤكد سبب هذا الشعور فمن المعتقد أنه قد يكون عائدًا لكون كثير من الخلافات تدور حول تربية الأبناء أو بعض تصرفاتهم [1] .
4 – تكوين موقف عدائي لأحد الوالدين :
فمن خلال ما يسمع من جدال قد ينحاز الطفل لأسباب مختلفة لأحد الوالدين مما ينتج عنه عداء للآخر .
الآثار الإيجابية للخلافات الزوجية أمام الأطفال :
قد يستغرب القارئ هذا العنوان ، وله الحق في ذلك ؛ لكن خلافات الأزواج أمام أطفالهم قد يكون لها بعض الآثار الإيجابية كما ظهر من بعض الدراسات النفسية ، تتمثل في تعلم الأطفال الحياة الواقعية ، كما تعلمهم طريقة التعامل مع مثل هذه المواقف . كما أن عدم الخلاف أمام الأطفال إطلاقًا قد تكون له آثار سلبية ؛ لأن ذلك يحرمهم من معرفة الحياة الواقعية وكيفية التعامل معها ؛ ولكن لكي تتحقق الآثار الإيجابية للخلافات الزوجية لابد من توافر بعض الشروط والانتباه لبعض الجوانب عند حصول خلافات بين الزوجين نلخص أبرزها فيما يلي :
1- أن لا تكون الخلافات الزوجية أمام الأطفال هي الحالة الغالبة ؛ إذ لا بأس أن يرى الأطفال خلافًا بين الحين والآخر ؛ لكن لابد أن يروا حالات الصفاء والود بين الزوجين أكثر .
2- أن يكون الخلاف خلافًا يتجادل فيه الزوجان لإثبات صحة رأي كل منهما أو الدفاع عن نفسه . ولا يتحول إلى سباب أو شتام ، أو أن يحاول كل طرف إيذاء الطرف الآخر بالإهانة أو السب أو الضرب أو نحو ذلك ، أو التذكير بأخطاء أو عيوب سابقة .
3- الحذر من إقحام الأطفال في القضية ، فقد يميل أحد الأبوين – خصوصًا الأم – إلى استمالة أطفالهما ليكونوا في صف أحدهما . هذا الموقف له آثار خطيرة على نفسية الأطفال ويضعهم في موقف صعب ؛ إذ عليهم أن يختاروا بين أحدهما .
4- أن ينتهي الأمر بحل الخلاف بالوصول إلى حل يرضي الطرفين وذلك أمام الأطفال . وهذا في غاية الأهمية ؛ إذ من خلال ذلك يتعلم الأطفال أسلوب حل المشكلات ، كما يتعرفون على الواقع أيضًا .
أما إذا كان الزوجان غير قادرين على ذلك فمن الخير لأطفالهم ألا يشهدوا تلك الخلافات .
د. عمربن عبدالرحمن .
اقتباس | المشاركة الأساسية كتبها هنوفه الحلوه |
تسلمين وننتضر جديدك | ||
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الله يخليك يا اختي
اسعدني مرورك
جزاكي الله الف خير
والله يهدي كل الازواج ويبعد المشاكل والخلافات
مشكووووووووووووورة موضوع مهم ومفيد جدا ,,
الله يخليكم و يجازيكم بالمثل يا اخواتي
اسعدني مروركم العطر
تسلمين وننتضر جديدك