صداقة البنت بأمها . 2024.

"الصداقة بين الأم وابنتها" …

كيف تبدأ ؟؟

من يوم الميلاد .. للابنة طبعا ..

باحتضان الأم لابنتها وإلصاقها لها أثناء الرضاعة بجسدها .. حيث تشعرها بالقرب والأمان ..

وعندما تكبر وتصبح في سن الثانية .. تكثر من مناداتها بحبيبتي .. غاليتي .. حبة قلبي …

ويوم تذهب للحضانة .. في سن الثالثة .. تحتضنها بقوة بعد عودتها وتعبر لها عن اشتياقها .. وأنها افتقدتها طوال فترة وجودها في الحضانة، تسألها عما فعلته في الحضانة وعن أسماء صديقاتها ومدرساتها وعن أحداث يومها .. وإن لم تسمعها وووووو

في سن الرابعة ويمكن قبلها .. تطلب منها أن تساعدها في المطبخ

وصدقوني بتطلع روح الأم في إصلاح ما فسد جراء مساعدتها _smil1:

لكن ما بنته بينها وبين صديقتها أقصد ابنتها من صداقة هو سيكون بمثابة أساس قوي ومتين لا تؤثر فيه عوامل التعرية والتجوية بمرور الزمن ولكن الوقت سيزيدها صلابة وقوة …

بعد ذلك تتحدث معها في أحداث يومها وستبدأ سلسلة من المشكلات اللذيذة التي ستجد الأم فيها ابنتها تلجأ إليها ولن تشعر بصعوبة في فهمها أو التأقلم معها أو الخوض في أعماقها لأنها ستصبح كالكتاب المفتوح ولن تشعر بنفسها ولا أنه مر وقت طويل وهما جالستان في الغرفة والباب مغلق عليهما تتسامران إلا عندما يفتح الأب الباب معاتبا للأم لأنها نسيت أن تصنع له كوب الشاي الذي طلبه منها .. قبل ساعات …

وحتى يصبح الأمر أسهل على الأم أن تستشير ابنتها في بعض الأمور الخاصة بها وتطلب نصيحتها .. ولتعمل بها أحيانا ..

ولا أكون إلا صادقة عندما أقول لكن أن أمي هي من تطلب نصيحتي
وعندما لا تعمل بها أحيانا تندم وتقول ليتني عملت بنصيحتك !!!!

هذا رأيي .. ولكن أضيف أن الأم بهذه الطريقة يمكن أن تكون صديقة لإبنها أيضا !!!

فمثلا .. في سن "جهاد" ــ الله يهديها ــ أحيانا أناديها وأقول لها تعالي ساعديني في المطبخ ومن فرط حبها في الاستكشاف ولأنها ترغب في قضاء وقت معي وأن تشعر بأنها كبيرة كفاية لتوكل إليها بعض الأمور التي لا يقوم بها إلا الكبار ولأنها تسعد بقولي لها :"البنت تساعد ماما" .. فإنها تستجيب بلا مشاكل أو تمنع ولأنها تحب أن تتميز عن أخيها بشيء ..

ولكن في سن الرابعة عشر مثلا .. إذا طلبت الأم من ابنتها نفس الطلب أو بالأصح أمرتها أن تساعدها في المطبخ فغالبا سيكون ردها الرفض لأنها ما عادت تجد في الطبخ والمطبخ متعة .. لأن في غالب الأوقات تحول الأم من نشاط مشترك بينها وابنتها إلى محاضرة في فنون الطبخ هذا شيء والشيء الآخر أنها توكل إليها ما لا تحب من الأعمال مثل تقشير البصل والثوم وغسل الصحون ..

فلماذا لا تطلب الأم من ابنتها أن تقلب الطعام على النار وتقشر هي البصل مثلا.. أو على الأقل تسألها هل تحبي أن تقشري البصل أم أن تقلبي الأرز على النار ..

ولأن أيضا الأم لا تُمتع البنت في المطبخ بأحاديث تحبها كأن تحدثها عن مواقف حدثت معها عندما كانت في مثل سن ابنتها أو تحكي لها عن أول طبخة ـ خربتها ــ أو طبختها …

لماذا لا تسألها رأيها في نوع الطعام الذي من الممكن أن يقوما بطبخه اليوم … ؟

بأشياء بسيطة قد تجتذبها وبنفس بساطتها قد تباعدها وتبعدها وتفقدها …

ففي سن الشباب أو على أعتابها تحب البنت التحدث عن الألوان أو الجمال أو الديكور كذلك الموضة أو حتى من الممكن أن تتاقش الأم مع ابنتها في بعض الموضوعات الحيوية (وليت الموضوع يكون محل نقاش بين الأب والأم والبنات والأولاد كل يدلي بدلوه ويقول رأيه ) كأن يتناقش الجميع في موضوع صار يملأ أغلب بلادنا العربية مثل "الزواج العرفي" دون أن يكون إسلوب الحديث من الأم والأب كنصائح مسلسلة أو أوامر على الأبناء تنفيذها .. فليطرح الموضوع ويقول الأب رأيه والأم رأيها والبنت والولد ومن لا يتحدث فليدفعوه لذلك .. "ما رأيك يا سعاد؟ أو ما تقول أنت يا علي؟"
وليبتعدا عن على الشباب أن يستفيدوا من خبرات الوالدين ..
لماذا لا تكون "آآآآه إن نظر الشاب إلى الشاب الذي دفع نفسه للفشل عندما تعاطى المخدرات" أو "هل قرأتم عن الشاب الذي مات من أول جرعة مخدرات حاول تجربتها؟" وإن لم يكن هناك قصة فليؤلفا ..
ولا بأس بتحقير الفتاةوالتي تصاحب شابا .. كأن تقول الأم "البنت التي تصاحب شابا بنت معقدة فاشلة .. رخصت نفسها وباعها ذلك الشاب ".

إذا .. لماذا تم فتح هذا الموضوع أو ذاك .. ولماذا صيغة حوار وليس نصيحة مباشرة ؟؟

ماذا يستفيد الولد؟ وبماذا ستخرج البنت من تلك الحوارات ؟؟

قد لا يلاحظ البعض أن الولد أو البنت يقوى ويصقل من خلال تلك الحوارات وسينفذ نصائح والديه الغير مباشرة ..

والأهم من ذلك أن يعرف الأب والأم في أي طريق يسير الأولاد من خلال طرحهم أفكارهم ..

عبق الورد .. موضوع جميل أثرته فعلا ووالله بعض الأفكار جاءت في ردودي لم أكن متنبهة لها من قبل أو لم تكن في بالي ولكن كثرة تفكيري في الموضوع جعل تلك الأفكار تتوالى وإن شاء الله ،بدأها من الآن فلماذا لا يكون محور حديثنا عن شيء صغير يناسب سن طفلاي ..
بالأمس قرأت لهما قصة الصحابي الجليل "أبي قتادة" وموقفه من الرسول في غزوة أحد .. .. واليوم على الغداء ذكرت ذلك لوالدهم أمام معاذ وجهاد .. ويالـفرحتهما وكل منهما يحكي ما يذكره من صنيع الصحابي ..

فلنبدأ من هنا ..