تلتزم جانبه عندما تدهمه الصعوبات ، وتقف في صفه عندما يقف الجميع ضده ، وتعيد له بناء مقاومته وثقته بنفسه بان تظهر له انه لا سيء يزعزع ايمانها به .
ان الإيمان صفة نشطة إيجابية ، لا تقبل الفشل كنهاية محتومة
وتعمل دائما" على بناء الثقة المتبددة .
نعم ان التشجيع لازم للمرء لزوم الوقود للمحرك .. انه هو الذي يسيره ، ويشحن ذهنه وروحه بالطاقة على العمل . بل انه هو الذي يحيل الفشل نجاحا" ، والهزيمة نصرا" في أكثر الأحيان
أمثال هذه الزوجة يرين في أزواجهن صفات تغيب عن أعين الأزواج أنفسهم ، لكن الزوجات ينفذن إليها
بأعين الحب وبصيرته .
على أن الإيمان المجرد من العمل لا يجدي . ومن ثم فأن على الزوجات أن يبدين هذا الإيمان لا بالألفاظ وحسب بل بالأفعال التي تنم عن العطف والتقدير .
واليكم قصة نرى فورد وزوجته
في أواخر القرن الماضي ، استخدمت شركة الإضاءة الكهربائية في ديترويت عاملا" ميكانيكيا" شابا" ، كانت تنقده
أحد عشر دولارا" في الاسبوع لقاء عشر ساعات من العمل المتواصل كل يوم . وكان هذا الشاب إذا يعود الى بيته مساء
يقضي نصفالليل في حظيرة خلف منزله عاكفا" على محاولة
صنع نوع جديد من المحركات . أما أبوه ، الفلاح الكهل
فكان يرى ان هذا الذي يفعله ولده مستغرقا" فيه شطرا" كبيرا" من الليل ، انما هو ضرب من العبث ! بل لقد كان هذا أيضا" هو رأي جيران الشاب ، وأهل الحي الذي يقطنه ! كانوا يضحكون منه ، ويهزأون به ، ولم يتصور أحد منهم أن ما يفعله الشاب قد يسفرعن شيء ذي بال .
ضحكوا منه وهزأوا به جميعا" . الا زوجته ! فقد كانت تقضي معه الوقت في الحظيرة ، تسدي إليه المعونة . وتشد أزره
وعندما يحل الشتاء ، كانت تحمل له في يدها مصباح الغاز لتضيء له بينما أسنانها تصطك من فرط البرد ، ويداها تسري فيها الزرقة من شدة القرص . ولكنها كانت عامرة القلب بالإيمان ، واثقة بان ما يفعله زوجها سينتهي الى شيء رائع فريد
حتى لقد كان زوجها يسميها بالمؤمنة.
فلما انقضت ثلاث سنوات ، لم يتخلف الشاب فيها يوما" واحدا" عن العمل في حظيرته المبنيه بالطوب ، اشرف العمل على نهايته ، وتناهى الى سمع الجيران في يوم من أيام عام(1893 )
وكان الشاب يومئذ قد أشرف على الثلاثين
صوت غريب ، هرعوا على أثره الى نوافدهم فرأوا عجبا" !
رأوا الشاب الذي هزأوا منه .. وكان يدعى (هنري فورد)
وزوجته يركبان عربة تجري بلا خيل ! وشاهدوا بأعينهم
المحملقة المذهولة هذه العربة العجيبة تصل
الى نهاية الشارع ثم تقف راجعة!
وشهدت الدنيايومئذ مولد صناعة جديدة !..
صناعة قدر لها أن تترك اثرها عميقا" على المدينة الحديثة
وكان أبو هذه الصناعة هو (هنري فورد) . أما المؤمنة
فقد أستحقت عن جدارة ان تكون أم هذه الصناعة.
وبعد ذلك بخمسين عاما" سئل هنري فورد ، ماذا ينشد أن يكون لو عاش على الأرض مرة اخرى ، فأجاب : لا يهمني ماذا أكون
بقدر ما يهمني أن تكون زوجتي بجانبي في الحياة الثانية .
وقد لبث حتى مماته يسميها المؤمنة
ويود لو يمكث بجانبها الى الأبد
يزاج الله خير وما قصرتى
واتمنى ان تفيدنا بالمصدر
تحياتي
تووووووووووتة