لقد وضع الله الغريزة في النفس ورسم لها طريقا تمشي فيه . . .
كما يمشي السيل في مجراه الذي أعد له . . .
ووضع فيه من السدود ما يمنعه أن يطغى عليه ويخرج عنه كما يخرج النهر أحيانا فيغرق الحقل ، ويهلك الحرث والنسل .
أما المجرى الطبيعي فهو الزواج . . .
وأما الطغيان فالبغاء والفساد . . .
إن ربنا لم يحرم شيئاً علينا إلا أحل لنا ما يغني عنه ويسد مسدَّه ، ويقوم مقامه.
حرم الزنا وأباح الزواج ، والذي يعمله المتزوج والمتزوجة هو الذي يصنعه الزاني والزانية .
فلماذا نوقد الأنوار في مقدمة الدار عند حفلة الزواج ، ونطبع البطاقات ، وندعو الناس إليها ، ومن أراد الفاحشة تسلل إليها في الظلام ، وابتغى لها الزوايا والخفية ؟
إنهما كمن يدخل المطعم وماله في جيبه ، فيقعد على الكرسي مطمئناً ، ويطلب قائمة الطعام متمهلاً ، فيختار ما يريد ، فيأتيه النادل به فيأكله مترسلاً ، هكذا المتزوج والمتزوجة ..
أما اللص فيخطف شيئاً من المطعم فيلحقه الناس يصرخون : ( حرامي حرامي ) فيلتهم الطعام وهو يعدو ، يبتلعه حاراً وربما اعترض في حلقه وغص به ، فأحس الغصة في صدره ، ثم لا يهنأ به ولا يكاد يسيغه ، هكذا الزاني والزانية..
فجئنا نحن فخالفنا فطرة الله فسددنا المجرى الطبيعي ، وأزحنا عنه الحدود ، وتركناه ينطلق كما يشاء، فيدمر البلاد ويهلك العباد .
قلنا للفتاة: الزواج ممنوع لأن الشاب ((الكفؤ)) نادر !!
أو لأن الآباء طمعوا بمهور النساء وجعلوا بناتهم تجارة للربح !! لا باباً للحياة الشريفة العفيفة . .
ورددنا الخاطب التقي الصالح الموافق . . .
وربما طمع الأب بمرتبها إن كانت موظفة فمنع زواجها ، يقول : ( بنتي وأنا حر فيها !) ، لا، لست حراً فيها ، إنها ليست شاة ولا بقرة تملكها ، تستطيع أن تبيعا أو تمسكها ، ولكنها بشر مثلك ، وإنا جعل الله لك الولاية عليها لمصلحتها ، ولتصونها ، ولتمنعها من الإقدام على ما يؤذيها في دينها أو لا ينفعها في دنياها ، فالولاية في الزواج كالكابح في السيارة يمنعها أن تنهار فتصطدم بالجدار.
من هنا ، مما يصنع بعض الآباء ، قلَّ النكاح ، وكثر السفاح ، وكانت الضحية البنت يجيء الشاب فيغويها فإذا (اشتركا) في الإثم ذهب هو خفيفاً نظيفا (في نظر المجتمع) ، وحملت هي وحدها ثمرة الإثم : ثقلاً في بطنها وعاراً على جبينها ، يتوب هو فينسى المجتمع حوبته ، ويقبل توبته ! ، وتتوب هي فلا يقبل لها هذا المجتمع توبة أبدا !!
ثم إذا أراد هذا الشاب الزواج ، أعرض عن تلك الفتاة التي أفسدها هو ، مترفعا عنها ، مدعيا أنه لا يتزوج البنات الفاسدات !!
فماذا تصنع الفتاة والزواج ممنوع ، والسفاح متاح ، والرغبة موجودة ، والروادع مفقودة ؟!
– – – – – – – – – – –
تبدأ ( الرغبة الجنسية ) في سن خمس عشرة تقريباً وتكون أشد ما تكون في هذه العشر سنين ، إلى سن خمس وعشرين ، فهل يستطيع الشاب أن يتزوج في هذا السن؟!!! وكيف؟!!! ونظام التعليم يبقيه على مقاعد الدراسة ، بل قد يبقيه إلى ما بعدها …
فماذا يصنع في هذه السنين ؟؟!!
وإذا هو فكر في الزواج فمن أين له المال ، وهو لا يزال – وهو في سن الرجال- من جملة العيال ؟؟!!!
شاب طويل عريض يلبس أفخم الثياب ، ولكنه لا يحصل قرشاً!!
مع أن ابن عشرين كان قديماً – قبل ستين أو سبعين سنة – صاحب عمل وكسب وأبا لأولاد .
وإن هو وجد المال فهل يدعه الآباء يتزوج؟
آباء البنات هم سبب المشكلة : يسهلون للبنت من حيث لا يدرون كل سبيل إلا سبيل الحلال ، إذا جاء من ترتضى أخلاقه ، ويرضى دينه ، ويكون من أهل الأمانة ، لقي منهم ما يلقى الأسير العربي في إسرائيل!!
أهلكوه بالمطالب الثقال ، من المهر الكبير ، والتكاليف الباهظة ، والحفلات المتكررة ، والهدايا العديدة ، حتى يمل فينهزم.
أو يصبر فتستنفد هذه العادات كل ريال كان قد ادخره لهذا اليوم (الأسود)!
فيدخل بيت الزوجية مفلساً ، فيبدأ الخصام من أول يوم، ومتى دخل الخصام بيتا خرجت السعادة من ذلك البيت.
ومن الآباء من يدع ابنته تخرج فاتنة متزينة ، يراها كل وغد وذئب ، فإذا أراد الخاطب أن يراها الرؤية الشرعية التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أباها عليه ومنعها منه !!
بل حتى لو وجد المال وتوفرت كل المتطلبات وفكر ( الشاب ) وهو في ريعان شبابه بالزواج ، قال أهل الفتاة : لايزال صغيراً!!، وإن كانوا على قدر كبير من الأدب قالوا: تريد الفتاة إكمال الدراسة.
بل حتى أهل الشاب غدوا عائقاً دون زواج ابنهم ، بالتندر عليه أنه صغير السن ، وأنه (قوي الشهوة) وربما قالوا ( عابد الشهوات ) ونسوا أن قمة غليان واشتداد الشهوة إنما يكون في هذا السن.
ولما طلب شاب من أمه أن تبحث له عن فتاة صالحة ، تخلت عنه وقالت ابحث أنت بنفسك !! فاجتهد الشاب وحصل بطريقة رقم إحدى معلمات ((تحفيظ القران)) في إحدى الدور النسائية وهذه المعلمة اشتهرت بـ(فضلها) و (دينها) ، فقص لها حاله والتمس منها أن تساعده في البحث عن فتاة صالحة ، فماذا كان ردها ؟ ما كان منها إلا أن اقفلت الهاتف في وجهه!! فاتصل بها ثانية فقالت له بالحرف الواحد: (ما أقل حياءك)!!
ولا ندري من كان بحق قليل الحياء؟
بل تعدى الأمر إلى بعض الدعاة والمربين وذلك بأن يوصوا ((طالب العلم)) بتأخير الزواج كي يحصِّل ((طالب العلم)) العلم الغزير والفقه الرصين ، الذي لن يحصله المتزوج بالطبع!!
ولا أدري إن كانوا قد سمعوا بحديث ((من استطاع منكم الباءة فليتزوج))
تيسير الزواج ((المبكر خصوصاً)) هو سد منيع أقامه الشرع في طريق الحرام ، فهدمناه لما صعبنا النكاح ، وبذلك سهلنا السفاح علمنا بذلك أم لم نعلم
ولما هدمنا السد المنيع ..
قلنا للمغريات والمغويات : انطلقي …
فانطلقت سيلاً عرمرماً لا يبقي ولا يذر إلا من رحمه رب البشر
هذي هي الحال …..
فأنا أسأل الآن
أسأل بأعلى صوت
أسأل وكلي حسرة على حالنا المزري
هل الذنب ذنب الفتاة وحدها ؟؟؟؟!!!!!
هل هو ذنب الشاب وحده وقد وجد الغريزة قوية في نفسه والزواج متعذراً أو متعسراً ، والسفاح سهلاً ، والمغريات والمغويات من كل جانب؟!
فكيف تريدون أن يصبر أو يقاوم ؟!
وكيف تريدون أن ينصرف إلى درسه أو كتابه؟!
إنه إن نجا من الكبائر من زنا أو لواط أو سحاق ، فنادرا ما ينجو من تبعات ذلك الحرمان ، من سلوكيات مشينة مع النفس ، أو حتى (على الأقل) ما ينتج عن ذلك من الحيرة والقلق والصراع النفسي والتوتر والاكتئاب ..
إنها مشكلة ينبغي أن تتظافر لحلها الجهود وتجند الجنود وتسخر الطاقات ..
إن الفساد ماشٍ إلي وإليك ، إلى ابني وابنك وبنتي وبنتك ، إنها النار تمشي في الديار !! إنه السيل يجتاح كل شيء !! إنه الطاعون ينتشر في كل مكان !! ونحن قاعدون نتفرج ، لا نحاول إطفاء النار بل نحن نلقي البنزين عليها ونأمل أن لا يمسنا الحريق!!
فكيف لا نحترق ونحن نضع البنزين فوق النار؟! .. كيف؟! .. كيف يا أيها العقلاء؟! …كيف؟!!
أرجو الإجابة ؟!!
وإن لم تكن هناك إجابة وهذا (اليقين)!!
فهناك سؤال آخر
كيف تحل هذه المشكلة؟!
كيف نقنع المجتمع بغباءه ؟؟
ما الطرق المتاحة لكل فرد في حل هذه المعضلة ؟!
السؤال مطروح ، والإجابة منتظرة من الجميع
(كثير منه مستفاد من كتاب ارحموا الشباب لعلي طنطاوي)
ان اراد الولد الزواج عارضه اهله,, و ان لم يرد الزواج اجبرووه عليه!!
ان ارادت البنت الزواج قالو اهلها.. هذا الشاب لا يناسبك .. و انتي لا تزالين صغيره الخ
و ان لم ترد اجبرووها على الزواج!!
و هناك البعض من الشبااب الذي يريد ان يتزوج من فتااه تشبه الممثله او المغنيه الفلانيه .. يعني شروط تعجيزيه؟؟
و بعض البنات يريدون الزواج برجل من عائلة معروفة، ولديه مركز اجتماعي مرموق ويتمتع برخاء مالي ولا ينقصه شيء،
و نسى الجميع الرجل و الفتاة المتدينين الذين يخافون الله .. هل المال و الجمال افضل من الدين؟؟ نحن لا ننكر الجمال لكن لما نقدمه على الدين ؟
إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض )
الترمذي (1084)
انا الان اريد اجابه على هذا السؤال :
زواج الشباب والفتيات المبكر .. ما الذي يمنعه ويعوقه؟ :eek2:
لا ننسى بان الزواج رحمة (وجعل بينكم مودة ورحمة)
والرسول صلى الله عليه وسلم حث على الزواج و الستر ، فهل من المعقول انه يحث على الظلم؟! طبعا لأ!!
و اخيرا اقول بان علينا التوكل على الله اولا .. و ان نستخدم عقولنا قليلا لنتغير للاحسن و نحاول حل هذه المشكله المنتشره في مجتمعنا هذا
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
جزاك الله كل خير اختي الكريمه على نقل الموضوع المهم لنا
و كل عام و الجميييع بخير
تحيااتي