جلس أمامي وعلامات الضيق تنطق بها جوارحه
– السلام عليكم
– عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. خير يا أخي لم أراك حزينا
كان يضغط بإبهام يده على إبهام يده الأخرى بشده وهو يقول
– طلقت زوجتي
– لا حول ولا قوة إلا بالله .. ماذا حدث؟
أحسست بألم يعتصر صدره وهو يتكلم
– بعد كل ما فعلته لها .. بعد كل ما ضحيت به من أجلها .. أحلامي وآمال عمري التي طالما خططت لها وعشت من أجل تحقيقها .. أجلتها وربما تخليت عنها .. من اجل أن ارتبط بها .. تحملت من اجلها هم الدين والعيش في مستوى اقل من من هم حولي .. حرمت نفسي من كل ما يتوق له الشباب في سني .. السفر وامتلاك ما اشتهي ووووو .. صرت اكتفي بالسماع عن هذه الأمور من زملائي وإقربائي دون أن اسمح لنفسي حتى في التفكير في فعلها .. رميت نفسي في حفرة عميقة من اجلها ..
– الرجل يجب أن يضحي من اجل عائلته ومن يحب
– …. ومن يفعل المعروف في غير أهله
قاطعته
– لا تقل هذا .. لا تقل هذا .. أنت أكبر وأرقى من أن تصف من تحب بهذا
نظر إلي بعين حزينة
– يا صقر .. لم اطلب إلا شيء واحد .. حياة هادئة .. يبقى لي فيها احترامي كرجل وكرامتي
– أقدر إحساسك .. فهلا حكيت لي ما حدث
– ما حدث .. ما حدث هو أني أشقى ليل نهار في محاولات متكررة للخروج من المأزق المالي الذي أنا فيه .. فأبحث عن كل وسيلة لتحسين دخلي .. واعمل في عدة اتجاهات أغلبها لا أحبها ولا ارتاح فيها لكني افعلها مرغما .. واشقي نفسي في التفكير الدائم في الحلول والحلول البديلة عندما تفشل الحلول أو يفشلها من أثق بهم…
– لا حول ولا قوة إلا بالله
– كل هذا التعب الجسدي والضغط النفسي .. أليس من حقي أن أعود إلى بيت هادئ .. والى زوجة بشوشة .. تزيل عني الهم .. وتعيد إلي الروح التي أحرقتها الحياة
– هذا حقك
بدأ ينظر إلى زجاج المقهى الخارجي بعينين شاردتين وهو يقول
– عندما عدت لها مرهقا متعبا منهك الروح والجسد .. وجدتها كعادتها جالسه أمام التلفاز وتتابع مسلسلها المفضل .. لم تأبه بدخولي البيت .. ولم يتحرك فيها شيء .. وكأني غير موجود
– ….
– أحسست بضيق .. على الأقل كان بإمكانها التمثيل بفرحتها بوجودي ..
تسلمى
الله يهدي الزوجات