من عظمة الله سبحانه وتعالى وقدرته وإبداعه في شؤون خلقه بأن جعل كل مخلوق قادر على أن يتكيف مع البيئة المحيطة به وأمده بكل وسائل الحماية التي من خلالها يستطيع هذا المخلوق أن يدافع عن نفسه ويحافظ على جنسه لتستمر حياته ويستمر نوعه . وتختلف وسيلة الدفاع بإختلاف حجم الكائن ووسيلة الهجوم التي يتلقاها من قبل أعداءه المحيطين به في بيئته التي يعيش بها. فلكل مخلوق وسيلة دفاع سواء كان هذا الكائن من المخلوقات ذوي الخلية الواحدة مثل الأميبيا أو المخلوقات التي تملك أكثر من ملايين الخلايا وقد تصل إلى أكثر من تريليون خلية مثل بعض الثديات.
وقد خلق الله سبحانه الإنسان وكرمه على باقي المخلوقات الأخرى فقال في كتابه الكريم " ولقد كرّمنا بني آدم " وكذلك سخّر كل ماعلى الأرض لخدمة هذا الجنس البشري الذي وهبه الله سبحانه وتعالى بأن يكون خليفته على الأرض. لذا أمدّ الله عزّ وجل الإنسان وزوّده بوسيلة دفاع يتم من خلالها الدفاع عن نفسه من الكائنات الأخرى مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات والطفيليات وغيرها من الكائنات التي تسبب له الأمراض والضرر الخارجي أو الداخلي " أي خارج وداخل جسم وكيان الإنسان" . والحماية تتمثل بالجهاز المناعي الموجود في أجسامنا الذي يعجز الجسم الدفاع عن نفسه من أي إجتياح خارجي أو خلل وظيفي داخلي إلا بوجوده. فأجهزتنا المناعية تعمل ليلا ونهارا بقدرة الله القادر على كل شي ولكن بشرط، فما هو هذا الشرط؟
ويأتي الجواب الرباني بقوله تعالى " إنّ الله يدافع عن الذين آمنوا" فدفاع الله سبحانه وتعالى يأتي ملازما باتباع هذا الإنسان الضعيف لأوامر ربه وإجتناب نواهيه حتى لايكون عرضة للوقوع فريسة للفيروسات والبكتيريا وغيرها من الكائنات التي تصيبنا بالأمراض. فعندما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه " ولا تقربوا الزنا " منذا أكثر من ألف وأربعمائة عام كنا نظن أن الحكمة إنما لعدم إختلاط الأنساب ، ولكن مع تطور العلم وتقدم علم المناعة وإختراع المجاهر وتطورها نكتشف هنا عظمة الله سبحانه وحكمته ويتوضح لنا الإعجاز القرآني من تحريم الزنا واللواط بعد أن تم اكتشاف أكثر من أربعين نوع من الأمراض التي تسببها الفيروسات والبكتيريا والطفيليات التي تنتقل عن طريق الإتصال الجنسي سواء كان هذا الإتصال "Homosexual" أو "Heterosexual" أي الشذوذ الجنسي والإتصال الجنسي بين الرجل والمرأة. فأقوى جهاز مناعي هو ذلك الجهاز الذي يتماشى صاحبه وفق الشرائع الإلهية بإتباع الأوامر الربانية وإجتناب نواهيه ولا شك أن كل ماحرمه الله سبحانه في كتابه أو سنة نبيه إنما لحكمة هو يعلمها فربما تكون الحرمة لحماية للجنس البشري من كائنات لايمكن أن نراها أو ندركها بعقولنا في وقتنا الحاضر لنقص معلوماتنا حول الحكمة التي من أجلهاتم تحريمها.
وقد اهتم العلماء البيولوجيين وعلماء الميكروبات وغيرهم وكرسوا جهودهم وأوقاتهم لدراسة علم المناعة الذي تطور بتطور التاريخ البشري لمعرفة الجهاز المناعي للإنسان الذي خلقه الله لنا وأبدع في خلقه. فمم يتكون الجهاز المناعي في الإنسان؟
الجهاز المناعي هو المسؤول الأول عن حماية الجسم من الكائنات التي تحاول إجتياحه بشتى الطرق المتاحة لها فهو يمثل خطوط دفاعية متعددة للتصدي للفيروسات وغيرها. وجهازنا المناعي في غاية التعقيد في تركيبه فهو يبدأ بالجلد الذي يغلف الجزء الخارجي من أجسامنا ويحتوي على الغدد الدهنية والعرقية لتفرز مواد تحمي الجسم من بعض الكائنات وبعض السموم التي يمنع دخوله إلى الجسم فهي تعمل بمثابة الخط الدفاعي الأول لحماية الحصن من الخارج.
•ثم تأتي الخطوط الدفاعية التالية مثل الدموع والمخاط لطرد الأعداء من خارج الحصن حتى لايتوغل العدو الغازي ويحدث أضرارا تهدد صحة الإنسان.
•وهناك خطوط دفاع داخلية إما أن تكون عبارة عن قوات خلايا ثابتة أو متحركة للإنتشار السريع وتعزيز الدفاع ضد الهجوم الخارجي من قبل الجراثيم الغازية بعد إجتياحها خطوط الدفاع الأولى، وتتمثل الخطوط الدفاعية التالية كالآتي:
oالخلايا الليمفاوية التي هي القائد الذي يسيطر على الجهاز المناعي بأكمله فهي التي تستطيع أن تميز أي جسم غريب يدخل الجسم البشري وإرسال قوات الدفاع المتمثلة بالأجسام المضادة التي تقوم بقتال الأجسام
تحيــاتي وتقديـــري
~( الخنســـاء )~
و
و