يرى اختصاصيو الأطفال، أنه يجب عدم اخفاء الأخبار الحساسة عن الأطفال، خصوصاً تلك التي تعنيهم، لكن الحكمة تقتضي إخبارهم في الوقت المناسب..
وعن أفضل الأوقات لإفشاء خبر الطلاق، تقول شهيناز عبد الفتاح، استاذة رياض الأطفال: «لا يفضل أن يفشى مثل هذا الخبر أثناء تناول الطعام في المطعم، ولا أثناء وجود الأطفال في المدرسة، فيجب أن يعلن في المنزل نظراً لأهميته، ولما قد يثيره في نفس الطفل من أحاسيس مؤلمة، ويجب كذلك أن نعطي الطفل الفرصة ليمتص تأثير هذا الخبر ولإلقاء الأسئلة أو للبكاء إذا شاء ذلك».
تحدثي بهدوء
وتضيف الدكتورة شهيناز قائلة: نتوقع أن تكون مشاعر الأم هادئة مستقرة تجاه هذا الخبر، لذا فلا مانع من أن تظهر لطفلها إحساسها بالغضب أو الأسف لحدوث الطلاق، شرط أن تكون هادئة أثناء إخباره بقدر الممكن، كذلك لا بد أن يحرص الزوجان على اشتراكهما في إفشاء هذا الخبر بأن يجلسا معاً مع طفلهما ويعرضا عليه أسباب هذا الانفصال لأن إعلانه من طرف واحد يجعل الطفل في حيرة، وقد يعتقد أن الطرف الآخر الغائب ليس جاداً في اتخاذ هذا القرار أو قد يتراجع عنه. وفي حالة عدم إمكانية ذلك فيجب أن يلتزم الطرف الغائب بمحادثة طفله مباشرة في هذا الموضوع.
الصراحة والمباشرة
كذلك يجب القيام بإفشاء هذا الخبر في وجود كل الأبناء، لأن هذا التجمع يساعدهم بشكل أفضل على امتصاص آثاره النفسية عليهم لما يتيح للأطفال الصغار الفرصة لطلب المساندة من الأطفال الكبار وتوضيح الأمر لهم.
عندما يتحدث أحد الطرفين حول هذا القرار، فإنه يجب أن يهدف إلى ثلاثة أمور، وهي: أن يتم التأكيد للطفل أن معين الحب والعناية به من الطرفين لن يتوقف، كذلك تلطيف إحساسه بالأسف لهذا الخبر، اضافة إلى تخفيف الصدمة التي يتعرض لها عندما يتغير نظام حياته بسبب هذا الانفصال.
أسئلة حرجة
بعد تعريف الطفل بهذا الخبر، فإنه من المتوقع أن يسأل عن سبب الطلاق: «لماذا تم هذا الطلاق مع وجود حب قبل الزواج؟».
لا ينبغي تعريف الطفل بكل الأسباب الشخصية المؤلمة التي أدت لاتخاذ قرار الطلاق، سواء حالة زواج الأب من امرأة أخرى أو في حالة ادمان وغيرها.. إنما يجب التأكيد والتركيز على أن هذا القرار لم يأت بسرعة إنما جاء بعد محاولات عديدة، لكنها لم تنجح.
يمكن للأم مثلا أن تقول «لقد حاولنا عدة مرات وعلى مدى سنين طويلة أن نعالج المشكلات، لكن من دون جدوى، ولقد فكرنا كثيراً في اتخاذ هذا القرار، ووجدناه الحل الوحيد لإنهاء مشكلاتنا المزمنة»..
وإذا أصر طفلك على معرفة بعض التفاصيل، فأخبريه بأنها أمور شخصية ثم انتقلي بالحديث لناحية أخرى بعيدة عن المسببات. ووضحي له تفاصيل التغيرات المقبلة، مثل الشروع في المعيشة مع جدته أو الشروع في بيع شقة الزوجية وغيرها..
لكل عمر لغة
الأطفال من عمر ثلاث إلى خمس سنوات، لا يمكنهم عادة أن يلموا بالنواحي المختلفة لقرار الطلاق وتأثيره فيهم، فقد يكتفي الطفل بمجرد الأسف على ذلك وربما يتصور أنه شخصياً سبب رحيل الأب والأم، وقد يظهر رد فعل الطفل في شكل تبول في الفراش أو مص الأصابع، وذلك بسبب إحساسه بالخوف وعدم الأمان. ويجب على الأم أن تصبر عليه، فهذه الأعراض تزول غالباً مع الوقت.
أما الأطفال من سن 6 سنوات إلى 11 سنة، فإنهم يعرفون تماماً معنى الطلاق، وقد يعاني الطفل من صداع أو آلام بالمعدة وهذه التأثيرات تقلل بالطبع من قدرته على التركيز وقد يظهر طفل العاشرة غضبه في صورة ما تسمى بالعدوانية السلبية، فقد يتجاهل أباه عندما يجيء لزيارته بعد الطلاق ولا يحدثه بحرارة كما كان يحدث من قبل، لذا يجب أن يتعامل كل من الأم والأب مع ردود أفعال أطفالهما في هذه السن، بصبر وتفهم وتقدير.
منقول
وتسلميييييييييييييييين على هذه النقل
تحياااااااااااااتي
الف شكر لتواصلج ،،