الإحساس بالجوع لا يعبّر عن رغبة في تناول الطعام،، 2024.

ينقسم الجوع إلى أنواع عدّة، فكل إحساس بالجوع لا يعبّر عن رغبة حقيقية في تناول الطعام. وتؤكد دراسات علم النفس أن الجوع العاطفي مسؤول عن مظاهر الرغبة في تناول الطعام، إذ يتحوّل هذا الأخير إلى وسيلة للهروب من المشاكل اليومية والحياتية..

تعرّف المعالجة النفسية الهام أبو بكر أن الفرد الذي يلجأ إلى الطعام للهروب من مشاكله، غالباً لا يستطيع مواجهة المواقف التي يتعرّض لها. وهو سلبي تجاه ما يمر به من محن وأزمات نفسية أو اجتماعية. كما أنه لا يستطيع التخلّص من تجاربه السابقة، ويسهل التأثير عليه. وهو لا يقاوم الإغراءات بل على العكس يستجيب لها، ويعتبر نفسه ضحية أمامها.
وتقسم أنواع الجوع إلى: جوع جسماني وهو جوع حقيقي وجوع عاطفي وهو جوع غير حقيقي. فعندما يأتي الجوع من الجسد، ترسل المعدة إشارة الى الدماغ تبلغه الرغبة في تناول الطعام. وترافق هذه الإشارة أعراض جسدية تظهر على هيئة معدة فارغة، وقد تصدر صوتاً أو ألماً بسيطاً وإحساساً عاماً بالجوع ورغبة في تناول الطعام.

الطعام رغم
عدم الجوع

ومن أهم أعراض الجوع العاطفي أنه لا يكون مصحوباً بالأعراض السابقة بل على العكس يشعر الشخص برغبة في تناول الطعام دون الإحساس بالجوع، ويصاحبه إحساس بالملل أو الفراغ. وغالباً ما تكون الحالة النفسية للفرد لدى إحساسه بالجوع العاطفي تتأرجح من الحزن الى السعادة الى القلق أو التوتر. وغالباً ما تجعل هذه الحالات الفرد يبحث عن الطعام للتخلص من هذه الأعراض.

أخطاء بالجملة

في المقابل، تذكر مسؤولة قسم الحمية في مركز «الرثوية» أريج محمد «أن الجوع الحقيقي هو شعور الإنسان بحاجته إلى الطعام حتى يمد جسده بالطاقة والقوة الضروريتين، وكذلك حتى يستطيع القيام بأمور الحياة العادية من جهد جسدي وذهني». وتضيف: «من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالجوع الحقيقي عند فقدانه أي وجبة رئيسية من الوجبات التي اعتاد على تناولها بشكل منتظم ويومي، أو إذا بذل مجهوداً جسدياً كبيراً».
وتوضح أن أهم الأخطاء التي نقع بها أثناء شعورنا بالجوع الحقيقي هي:
< الأكل دون وعي ودون الانتباه لنوعية ما نتناوله من طعام.
< شرب الماء، أثناء الأكل، لأن ذلك يزيد من حجم واتساع المعدة وبالتالي زيادة الرغبة في الطعام.
< تناول كل من الفاكهة والحلويات أثناء أو بعد الوجبة الرئيسية مباشرة، ما يسبّب عسر الهضم وتهيج القولون.
< تناول الطعام دفعةً واحدة بعد فراغ المعدة لساعات طويلة، ما ينتج عنه الإصابة بقرحة المعدة ويسبب التخمة. والبديل الصحي الإلتزام بمواعيد تناول الطعام حتى تسهل عملية الهضم.
< تناول المشروبات أو العصائر أثناء الطعام، والبديل الصحي شرب النعناع بعد تناول وجبة الطعام بـ 15 دقيقة لأنه يسهل عملية الهضم.
وللتعرف على الجوع الحقيقي، اتبعي التالي: حاولي التعرّف أولاً على نوع الجوع الذي تشعرين به، وذلك عبر اختبار صغير؛ تناولي كوباً من الماء وانتظري عشر دقائق، فإذا ما أحسست بالشبع فهذا يعني أنه «جوع كاذب» أما إذا لازمك الإحساس بالجوع فهذا يعني أنه حقيقي.

خطوات تساعدك في التغلب
على الجوع العاطفي

عندما تشعرين بالرغبة الملحّة إلى الطعام، قومي بما يأتي:
< حاولي، بقدر استطاعتك، تأجيل تناولك للطعام لمدة ربع ساعة، واشغلي تفكيرك بأمور أخرى كمهاتفة صديقة أو أخذ حمّام دافئ أو ترتيب البيت…
< إذا لم تنجح الخطوات السابقة، حاولي الابتعاد عن مظاهر الإغراء بالطعام، واحرصي على عدم تناول الأطعمة التي تقبلين عليها بشراهة، وخصوصاً تلك المرتفعة في السعرات الحرارية كالمعجنات والحلويات.
< إذا كان لابد من تناولك للطعام، فحدّدي الكمية التي ستتناولينها واحرصي على أن تكون ذات قيمة غذائية عالية ومنخفضة السعرات الحرارية. وضعي كمية معقولة منها أمامك، وتناولي الطعام ببطء شديد وتلذذي بكل لقمة منه.

< من المهم ألا تشعري بالهزيمة النفسية. فإذا استسلمت لإغراء الطعام مرّة، تحدّثي عن ذاتك بشكل إيجابي وأكدي لنفسك إنها لمرة واحدة فقط وامنحي نفسك فرصة أخرى.
< لا تنظري للطعام على أنه شيء سلبي أو ممنوع لأن النفس إذا شعرت بأنها ممنوعة عنه ستندفع نحوه، ولن تستطيع المقاومة.
< لا تلجئي إلى أسلوب تجويع النفس بل احرصي على تناول وجبات خفيفة بين الوجبات الثلاث، ما سيقلّل من رغبتك بالإقبال على الطعام بشراهة.
< لا تجعلي أية وجبة تفوتك لأن عدم تناولك الطعام لساعات طويلة يحرّك شهيتك ويلازمك بشعور مزعج بالجوع ورغبة في تناول أي طعام تناله يداك.
< تناولي كمية كبيرة من الماء لأن الجسم إذا ما أصيب بالجفاف يعطيك إحساساً بالجوع. فشرب المياه يشعرك بالامتلاء ويجعلك أقل رغبة في الطعام.
< لا تحتفظي بطعام مغر وعالي السعرات الحرارية داخل البيت حتى لا تلجئي إليه وأنت جائعة، ولا مانع أن تتناولي ما تشتهينه من أطعمة ترغبينها لمرة واحدة كل شهر تقريباً.
< مارسي الرياضة بانتظام لأنها تزيل عنك الإحساس بالقلق، والذي بدوره يجعلك تقبلين على تناول الطعام.