قال الله تعالى في محكم تنزيله: ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءُ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) .
تتعدد طرق تعامل الوالدين مع أبنائهم عبر اتباع أساليب التنشئة الاجتماعية والتربية الأسرية معهم، فمنهم من يتسامح ومنهم من يتعامل بتسلط، ولا شك أن كل طريقة تربوية تنعكس إيجاباً أو سلباً على الجوانب الشخصية والاجتماعية للطفل، وتؤثر على حياته المستقبلية وشخصيته وسلوكه ونمط تفكيره على المدى البعيد.
ومن السلوكيات التربوية الخاطئة التي يتبعها الوالدين مع ابنهم هي السخرية عليه والحط من قدراته وصفاته، كأن يقوم الوالدين أو أحدهما بالتوبيخ عبر مجموعة من الألفاظ البذيئة التي تصف هذا الابن بالسلبية وتحقر من مستواه وتقلل من قدراته وأهمية وجوده، ولا تنظر لما يقوم به بعين الاهتمام، إضافة إلى عدم الاهتمام بهذا الطفل وبأي سلوك يقوم به والتقليل منه وعدم تعزيزه وتنميته، وتصيد أخطائه وتضخيمها والتركيز عليها دون النظر إلى الايجابيات ولو كانت قليلة.
وقد تكون السخرية موجهة نحو صفات جسمية ليس للابن ذنب فيها كالبدانة أو النحافة، أو نحو أحد أعضاء الجسم، وقد تكون نحو سلوكيات معينة كطريقته في الطعام أو اللباس أو المشي، أو نحو اهتماماته وميوله، أو أصحابه، أو نحو تحصيله الدراسي، أو سماته النفسية والانفعالية واستجابته للمواقف الاجتماعية كالخجل والقلق والتردد وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى متابعة الأسرة ومساندة الابن، الأمر الذي جعل البعض يدرج السخرية تحت فئة العنف النفسي نحو الأطفال، لما تتركه من بصمات على حياته المستقبلية، وتوقع الأذى النفسي فيه.
ويؤدي هذا النوع من التعامل السلبي مع الابن إلى نظرته السلبية لذاته، وبناء صورة مشوهه عن نفسه، فهو لا يستطيع إلا رؤية الأخطاء والعثرات وجوانب الضعف التي يسلط والديه عليها الضوء ويصفونه بها، ولا يستطيع رؤية قدراته وإمكاناته مهما عظمت، حيث يميل سلوكه إلى التردد وعدم الثقة بالنفس، وأحياناً الميل للعزلة والانسحاب تجنباً للآخرين وانتقاداتهم، فهو يتوقع أن ينظر له الآخرون كما ينظر له والديه, بل لا يستطيع سوى النظر إلى ذاته إلا عبر المنظار الذي يراه فيه والديه وحكموا به عليه، وتبدأ الفجوة بين ذاته المدركة وذاته الحقيقية بالاتساع .
وقد يخلق الأمر أيضاً عند الابن نظرة مضادة نحو الأسرة والمجتمع، وإحساساً بالظلم والإجحاف، فيميل إلى اتباع السلوكيات العدوانية نحو الآخرين الذين لا يتفهمونه ولا يقدرونه، ولا يسمحون له بإيجاد مكان بينهم، ونظراً لمشاعره الداخلية التي تعبر عن رفض الحالة النفسية التي يعانيها، فقد يؤدي ذلك إلى التعبير عن هذا الرفض عبر سلوكات غير مقبولة اجتماعياً، كإتلاف الممتلكات العامة أو الاعتداء على ممتلكات الآخرين أو الميل إلى الانتقام.
ومن المعروف أن الوالدين هما النموذج والقدوة الأولى للطفل، ويكتسب الطفل منهما الكثير من السلوكيات ويحمل الكثير من القيم الاجتماعية التي يتخذها أسساً لحياته المستقبلية، إلا أن انهيار هذا النموذج المثالي وعدم الثقة به يؤدي إلى افتقاد الابن للمثل الأعلى، فيشعره بأنه في بحر متلاطم الأمواج يريد من يقوده إلى بر الأمان، فلا يجد من يأخذ بيده ويرجع إليه في تفسير مختلف القضايا والقيم الاجتماعية التي يعيشها، فيتخذ قدوته الخاصة التي قد تكون بعيدة عن القيم والتقاليد الاجتماعية.
إن من يتبع هذه الطريقة التربوية الخاطئة من الآباء عليه إعادة النظر فيها، لما تترك من آثار نفسية على الطفل وشخصيته كما أسلفنا، ومن أجل تصحيح ذلك نورد بعض التعليمات التربوية للأسرة في تعاملها مع الابن الذي مت السخرية نحوه:
– إعادة ثقة الابن بذاته، عبر مدح قدراته وسلوكياته، والتركيز على جوانب القوة، وعدم تضخيم جوانب الضعف.
– نعته بالألفاظ الإيجابية التي تنمي في نفسه الطموح، والتقدم، وتذكره بقدراته، وتزيد من دافعيته.
– الاهتمام به وبانفعالاته ومشاعره، وإتاحة المجال له للحديث عما يشعر، وعن مشكلاته التي يواجهها ومساعدته في حلها وتفهمها.
– تفهم السلوكيات السلبية التي قد تصدر عنه ومساعدته في إيجاد حلول لها.
– الحفاظ على القدوة الحسنة والنموذج الصالح أمام الابن، عبر مجموعة السلوكيات الايجابية التي يمارسها الوالدين عملياً في الأسرة.
– الإكثار من عبارات المديح والمعززات اللفظية والمادية والاجتماعية عند قيام الابن بالسلوكيات المرغوب فيها.
– مساعدته على اتخاذ قراراته بنفسه، وبناء العلاقات الاجتماعية السليمة مع أقرانه.
– توجيهه نحو ممارسة الأنشطة الهادفة، وتنمية ميوله واهتماماته الرياضية والفنية والعلمية
– نعته بالألفاظ الإيجابية التي تنمي في نفسه الطموح، والتقدم، وتذكره بقدراته، وتزيد من دافعيته.
– الاهتمام به وبانفعالاته ومشاعره، وإتاحة المجال له للحديث عما يشعر، وعن مشكلاته التي يواجهها ومساعدته في حلها وتفهمها.
– تفهم السلوكيات السلبية التي قد تصدر عنه ومساعدته في إيجاد حلول لها.
– الحفاظ على القدوة الحسنة والنموذج الصالح أمام الابن، عبر مجموعة السلوكيات الايجابية التي يمارسها الوالدين عملياً في الأسرة.
– الإكثار من عبارات المديح والمعززات اللفظية والمادية والاجتماعية عند قيام الابن بالسلوكيات المرغوب فيها.
– مساعدته على اتخاذ قراراته بنفسه، وبناء العلاقات الاجتماعية السليمة مع أقرانه.
– توجيهه نحو ممارسة الأنشطة الهادفة، وتنمية ميوله واهتماماته الرياضية والفنية والعلمية
م ن ق و و و ل لعيونكم