تكون الحالة سيّئة عندما يحتاج الطفل بقوة إلى الحلم ، ولا تعطيه ظروف الحياة ما يحتاجه . عندها يكون الرفيق الخيالي مجرّد تهرّب له . في هذه الحالة يحتاج الطفل إلى صديق حقيقي وإلى عائلة حقيقية أي متفهمة .
هل يعتقد الطفل حقيقة بوجود هذا الرفيق الوهمي ؟ نعم ولا .
وفي جميع الحالات تبقى صورة هذا الرفيق غير واضحة ومعالمه متغيّرة كثيراً والأدوار التي يأخذها تختلف يوماً عن يوم . مخيّلة الطفل لها حدودها ولا يمكن أن تتغلّب على الواقع الملموس .
(*) علاقة الأهل مع خيال الطفل (*)
أن دور الأم في اطلاق طاقات مخيلة الطفل وانماء هذه المخيلة ، هو مهمّ وحساس جداً . لأنه قد يؤثر سلبياً أو ايجابياً على انسياب الطفل مع الأجواء والشخصيات التي يولّدها خياله . عليك سيدتي ان تتفادي السخرية والضحك من خيال طفلك خاصة ،
عندما يطرح عليك سؤالا ، مثل : « أين يقع كوكب معيّن يسكنه البطل سوبرمان ؟ » من الخطأ إعادة الطفل إلى رشده وواقع الحياة بأن تنفي وجود هذا الكوكب وذاك البطل .
مثل هذا التصرف يجعلك تقطعين انطلاقة طفلك في لحظة واحدة وتهدمين ما بناه خياله في ساعات ، وربما أيام . وهذا يذيق الطفل مرارة الخيبة ويخفف من ثقته بنفسه ويدفعه إلى تعطيل خياله .
إذن كيف تتصرفين في مثل هذه الحالة ؟
أفضل ما تقومين به هو انتهاز فرصة ذكر الطفل للكواكب فتحدثيه عن حقيقة وجود كواكب كثيرة في الفلك . وإذا كان بلغ سنّا تمكنه من استيعاب بعض الحقائق العلمية فبامكانك أن تشرحي له بعض المعلومات حول دوران الكواكب وسرعة الضوء إلى غير ذلك ؟ وإذا كان طفلك يمثل دور طبيب أو شرطي وهو يلعب ، فلا تسخري منه ، بل اعطيه فكرة عن دور هاتين الشخصيتين ، مشاركة اياه في لعبته .