إن هناك فئة من الناس ظنوا أن ما تشتهيه نفوسهم من اللهو؛ فهو مباح، ولو كان فيه معصية لله، ولقد ضلوا وما كانوا مهتدين، ولذلك تقلبوا في المعاصي وألفوها من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
فإن نظرت إلى بعض مناسبات الأفراح كمناسبات الزواج مثلاً؛ وجدت فيها من اللهو المحرم ما الله به عليم؛ من رفع أصوات النساء بالغناء المحرم، وغير ذلك من المحرمات، والإسراف المبالغ فيه في إعداد الولائم والتصوير والاختلاط بين الجنسين. وكذلك بعض الأسر تقضي أوقات فراغها الكثيرة أمام آلات اللهو المحرم بحجة الترفيه، فيسمعون الأغاني المحرمة، ويبقون حتى ساعة متأخرة من الليل، فيستخدمون نعمة السمع والبصر والمال فيما حرم الله، وينشئون الصغار على ذلك، وكل هذا باسم الترفيه وقضاء وقت الفراغ.
إن الإسلام لا يحرم الترفيه لكن الإسلام يضع للترفيه ضوابط شرعية، منها:
1- أن لا يكون المستعمل في الترفيه محرماً كأدوات اللهو والتصوير أو أن يكون من الميسر والقمار.
2- أن لا يشتمل الترفيه على محرم كالاختلاط أو النظر المحرم وألا يكون في مكان يعصى الله فيه.
3- أن لا يصد عن ذكر الله وعن الصلاة.
4- أن تسلم أماكن الترفيه من المحرمات.
5- أن يكون الترفيه مع الأخيار والصالحين وليس مع الفجار الضالين.
6- أن يحتوي الترفيه على ما يذكر بالله والدار الآخرة.
7- أن يكون مفيداً للإنسان في دينه ودنياه، وله هدف ينمي الفكر ويقوي الجسم.
فالأمة بحاجة إلى الاستفادة من طاقاتها المهدرة وأوقاتها الضائعة فلماذا لا يكون الترفيه طريقاً للبناء.. لبناء الآخرة والدنيا؛ فيتعلم الشباب السباحة واكتساب المهارات وتصقل مواهبهم وتتعلم الشابات الطبخ وتدبير المنزل والخياطة.
إننا نعيش حياة الضياع والفوضى في حياتنا اليومية فهل نبحث عن أسباب الضياع؟ إن من الناس من يبحث عن وسائل للترفيه وهو لم يعرف الجد يوماً واحداً بل ساعة واحدة.
ولا بد أن يكون المرفه عن نفسه ملتزماً بحدود الله تعالى فلا يقع في الحرام ويجب عليه أن يحفظ نفسه ونساءه. يحفظ النساء من التبرج والسفور, ويحفظ نزهته ورحلته من المحرم، ويحافظ على طاعة الله ويتفكر في مخلوقات الله. ولا تدخل السرور على نفسك بمعصية الله؛ فشهوة ساعة تورث حزناً طويلاً.
منـــقول