عند ذهابنا للعمرة .. هناك صارت لي مشكله وهي أني فقدت أهلي..
كنت أبلغ من العمر عشرين عاما ولم يكن عندي خبره بأي شي
فقط قالوا لي أتبعينا فتبعتهم جاهلة..
أخذوا حذائي وحقيبتي وقالوا لي ممنوع هذه الأشياء
وفجأة أختفوا ولم أراهم، تضايقت كثيرا
وصرت أبحث عنهم بين الجموع وكان وقتها رمضان كنا صائمين
وللتو واصلين من المطار
حجزنا الفندق ووجبة الإفطار وأيضا حجزنا المواصلات وكل شي
لكني لم أنتبه لمدى الزحمة هناك.
أذن العصر فصليت مع الجموع
وذهبت للصفا والمروى وبحثت عنهم هناك كنت أبكي ..أبكي بشده
وشعرت وقتها بأن كل همي أن أجدهم وأتوسل الله بشده أن أجدهم
مشيت كثير وطفت كثيرا وأنا أبحث عنهم
عندها أذن المغرب ..صلينا وكنت شديدة الجوع لكني لم أهتم
ولا أذكر الا تلك الدموع والألم والحزن.
ثم صلينا العشاء وأيضا كنت تائهة لم أجدهم
عندها وجدت رجل يوزع التمر على المارين في الصفا والمروى
اخذت منه تمرا لا تدرون مدى لذتها وحلاوتها وأنا التي كنت أكره التمر وقتها
(( لا تدرون كم هذا الرجل عظيم ))
أنه أعاد لي التوازن في كيمياء جسمي وجسم أي جائع
ربما لو رآه إنسان ميسور الحال سيستهزئ من عمل هذا الرجل
ويقول ما هذا المعتوه الذي يوزع تمر..
لا يدرك الجوع الا من عاشه وتألم منه…!
وعند الساعة التاسعه ليلا…وجدت أهلي
ولكني لم أنسى ولن أنسى تلك اللحظات..
همسة…
لا تستهينون بالمال القليل للصدقات
أو بتوزيع التمر أو الماء على الفقراء بأي مكان
ربما دعاء واحد منهم يدفع عنكم كربات كثيرة ويمد في رزقكم أمدا طويلا…
فـ مــد يد العون للمحــتاج طعم آخــرر..
و تعبئــة الكؤوس بالمــاء وتوزيعهــا ع المصلين طعم عـــذب..
و كذلك للتمــر الذي مــده لكـِ ذلك الرجل وكـأنه امــدكـ بالحيــاه من جديد "طعم مليء بالأمتنــان "
و يذهــب كل عنــاء ويبقى الشعور بالفضل و الإمتنــان لأنـاس قاسمونــا همنــا و خوفنــا وهم لآ يشعرون!!
درس رائع جميعنــا نحتــاجه,,
وتقبل اللـه عمرتكم و الحمدلله ع سلآمتكـ :032:
جزاك الله خيرا أخيتى
وتتوالى الدروس للعظه والعبره
وقد صار معى مثلك
فقدت أمى أمام الحرم وغابت عنى وغبت عنها
ومع إزدياد الزحام توحدت الوجوه أمامى وصار من المستحيل رؤيتها
وكان بين صلاه المغرب والعشاء وأنهكت تعبا من مشقه البحث عنها وزاد همى من قلقى عليها لا أدرى من الذى فقد الأخر أنا أم أمى
وفى أثناء البحث كادت سيده عجوز ان تسقط من على كرسيها فتلقفتها يدى والحمد لله نجاها من ان تكون طريحه الأرض أخذت فى الدعاء لى بما طاب من الكلام
صليت العشاء وووجدت أمى أمام زمزم تنشد ضالتها وتقابلت الوجوه مره أخرى
أكثرن من صنائع المعروف ولا تحقرن منها شيئا لعلها تكون سترا لنا من النار
حمد الله على سلامتك أم عبد الطيف
تسلمي يا قمر
موضوع رائع
صحيح العمل البسيط دائما اجره كبير ونحن نغفل عنه
مثلا اماطة الاذى عن الطريق
جزاك الله خير
كل الأعمال مهما كانت صغيرة .. إلا إن أجرها عند الله عظيم