تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تأثير الامراض الجلدية على الفرد والمجتمع

تأثير الامراض الجلدية على الفرد والمجتمع 2024.

Quality of life

نظراً لشيوع الصدفية والبهاق وإصابة نسبة كبيرة من الناس بهما فإن لذلك التأثير الكبير على حياة المصاب والبيئة المحيطة به وهناك العديد من الضوابط التي تنظم مدى تأثير ذلك منها شدة الإصابة وانتشار المرض وطبيعة المجتمع والناس المحيطين بالمريض إضافة إلى وجود معرفة مسبقة للمرض لدى الناس .

فكلما زادت المساحة المصابة من الجسم كلما انعكس ذلك بشكل سلبي على المريض مما يؤدي إلى ظهور مشاعر الإحباط والاكتئاب لديه كما أن شدة الإصابة تلعب دوراً كبيراً في هذا الأمر فمثلاً البهاق الذي يصيب مناطق صغيرة من الجسم وبأماكن غير ظاهرة للعيان يكون له تأثير أقل وطأة من ذلك الذي يكون منتشراً على مساحة كبيرة من الجسم أو يظهر على الأماكن المكشوفة والتي يمكن أن يراها الناس ، وكذلك هي الحال بالنسبة للصدفية فكلما ازدادت انتشار الإصابة وازدادت شدتها ازداد التأثير السيء لذلك على حياة المريض وتصرفاته وعلاجه مع باقي أفراد المجتمع ، فالإصابة الخفيفة يمكن السيطرة عليها بسهولة ولكن المنتشرة الشديدة فمن الصعب السيطرة عليها وتكون بمثابة العبء الكبير الذي يثقل كاهل المريض .
أما من جهة المجتمع فإن الجهل بحقيقة المرض ( سواء البهاق أو الصدفية ) وعدم معرفة أسبابه الحقيقية وكيفية التعامل معه تعتبر من أكثر الأمور سلبية على كل من المريض والناس المحيطين به .
فمن جهة يعتقد الناس أن هذين المرضين معديين رغم أن الحقيقة تنفي ذلك حيث لا يمكن أن ينتقلان عن طريق المصافحة أو التماس بين المصاب والسليم ، كما أن الخوف من العوامل الوراثية قد يدفع العديد من الناس للإعراض عن تزويج المصاب ذكراً كان أم أنثاً خوفاً من انتشار المرض بين العائلة ، إضافة إلى نظرة الناس الأصحاء للإنسان المريض لا تخلو من الاستغراب والاشمئزاز وهذا كله يكون دافعاً للمصاب للانعزال والانغماس في الوحدة والبعد عن المجتمع مما ينعكس سلباً على حياة المجتمع عامة نظراً لأن هذا الأمر يؤدي إلى تمييز فئة كبيرة من المجتمع فتصبح عاطلة عن العمل ويفقد المجتمع الفائدة منها وبالتالي تصبح عبئاً وتسيء لاقتصاد الوطن .
ومن هذه النقطة كان لا بد من الاهتمام بالمصاب بالصدفية أو البهاق وتعزيز ثقته بنفسه ومحاولة إعادته بشكل فعال للمجتمع للاستفادة منه في بناء الوطن بدلاً من تركه وحيداً وعزله وبالتالي إصابته بالعديد من الأمراض النفسية ذات الآثار السلبية الخطيرة .
ومن هنا نجد أن نظرة الناس الخاطئة والجهل الذي يعتري المجتمع يدفع المريض المتهم بنظر المجتمع إلى الشعور بالإحباط والعدائية تجاه الناس وإلى فقد الثقة بنفسه والإصابة والإكتئاب ويتحول لعنصر سلبي وغير فاعل في المجتمع .

ووجود مراكز متخصصة لعلاج البهاق والصدفية والتي تقدم الدراسات والعلاجات المختلفة للمرضى والتي توضح الحقيقة العلمية الجلية للمرض والبعيدة عن الأخطاء الشعبية والأفكار السيئة التي قد تكون حصيلة التداول بين الجهلة من الناس ، وبالتالي تضع المريض والسليم في خانة واحدة في سبيل التطوير ولإيجاد الحل المناسب للمرض ولفك الالتباس والغموض وهذا كله يعود بالفائدة والخير على المجتمع .

من الآثار السلبية المحتملة والتي تؤثر على حياة المريض وتنعكس على عامة الناس :
1. طبيعة المرض المزمنة تؤدي إلى الملل والإحباط من استمرار العلاج نظراً لأنه يحتاج لفترة طويلة من الزمن .
2. خوف الناس من العدوى يؤدي إلى ابتعادهم عن المصاب وبالتالي شعوره بالعزلة وأنه غير مرغوب به .
3. خوف المريض من الظهور أمام الناس حتى لا يتعرض للعديد من الأسئلة المحرجة عن مرضه أو لنظرات الاشمئزاز التي قد يكون لها الأثر العظيم في نفسه مما يولد لديه العدائية للناس والمجتمع .

4. تمييز المصابين عن أخذ دورهم الفعال في المجتمع يؤدي إلى انعكاس سلبي خطير على المستوى الاجتماعي والاقتصادي
5. إصابة المريض بالعديد من الأمراض النفسية التي قد تدفعه للانتماء وفقد السيطرة على نفسه مثل الإكتئاب و رهاب المجتمع .

ما هي الخطوات التي قد تساعد في السيطرة على ذلك :
1. تثقيف المريض والناس الآخرين حول المرض ( طبيعته ، علاجاته ، انعكاساته ) بشتى الوسائل المتاحة كالمحاضرات والندوات العلمية التلفزيونية وعن طريق الصحف والمجلات بطريقة علمية ومدروسة لإزالة الغموض والالتباس .
2. شرح وسائل العلاج المتاحة بشكل مفصل ومفهوم وتعريف المريض بأن العلاج يحتاج للصبر والمثابرة .
3. إقحام المصاب بالأعمال الاجتماعية وجعله عنصراً فعالاً بدلاً من عزله وإبعاده عن أخذ دوره الحقيقي بين أفراد من الناس .
4. إنشاء المراكز العلمية ومراكز البحث لتطوير ثقافة المرض ولإجراء الأبحاث التي تنصب في سبيل إيجاد العلاج المناسب وتقلل من الآثار السلبية للمرض والتي تنعكس على المجتمع .

المركز الوطني لعلاج البهاق

لآسف مجتمعاتنا تهتم بالمظاهر فقط

وتنسى الجوهر

ويارب يشفي جميع مرضى المسلمين والمسلمات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.