كل يوم نرى العديد من المشاريع التي ترى النور وتنطلق لأرض الواقع، بعض من هذه المشاريع يكتب له النجاح والاستمرار فيما يسقط الكثير منها وتدفن حتى قبل أن ترى النور في بعض الأحيان. كثيرون هم الذين ينجحون ولكن قد يستغرق هذا النجاح مع البعض عشرات السنين حتى يتمكن من الوقوف على قدميه والسير بثبات، فيما قد يستغرق مع البعض الآخر وقتاً أقل بكثير, ويتمتع بالتالي بمميزات النجاح قبل غيره, والسبب في ذلك يكمن، بعد توفيق الله، في تحديد الهدف وطرق السير والتوجه نحو هذا الهدف.
تقول الدكتورة آمال سعيد اليوسف المتخصصة بعلوم الاقتصاد: إنّ من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها أي مستثمر ناجح وقبل أي مهارة أخرى مطلوبة هي مهارة تحديد الأهداف. ولابد لكي نتقن هذه المهارة أن نعمل على تقسيم الأهداف كما يلي:
– أهداف كبرى كلية عامة دائمة أو طويلة الأمد, وهي بالنسبة للإنسان كالبوصلة المصححة لسيره باستمرار، وتحدد هذه الأهداف قبل أن يخطو الإنسان أي خطوة استثمارية وتكون بالتالي الخطوط العريضة التي يسير بخطى استثمارية بينها فلا يتجاوزها ولا ينساها.
– أهداف صغرى جزئية ومرحلية وخادمة للأهداف الكبرى, وبمعنى آخر نستطيع القول إنها مكملة ومؤدية لتحقيق الأهداف الكبرى الرئيسية.
وإذا نجحتِ بتحقيق وامتلاك مهارة تحديد الهدف عليكِ أن تسعي لتحقيقه وتعملي على ذلك بما يلي:
– توفير المعلومات اللازمة لتحقيق الهدف، وذلك بالعمل على ذلك وعدم تأجيل أو تتفيه الموضوع, فالمعلومات إن لم تكن سبيلاً لتحقيق الهدف فقط فهي أيضاً سبيل لاستمرارية النجاح بإذن الله.
– الإيمان بالهدف وقيمته وأهميته وأولويته على غيره وأنه يضيف للحياة والاستثمار جديداً, والقناعة الجازمة بذلك وعلى قدر إيمانكِ بأهمية هدفكِ وضرورته لكِ يكون مقدار إبداعكِ ودأبكِ وسعيكِ وتجنيد جميع طاقاتكِ للوصول إليه .
– لابد لكِ من دراسة العواقب والآثار المترتبة على تحقق هذا الهدف بالنسبة لكِ وبالنسبة للآخرين, والتأكد من صلاحيتها وإمكان تحملها .
– من المفترض والمهم جداً أن تتصوري الهدف وأن تحققي تصوراً واضحاً إيجابياً كما تمنيتِ له أن يكون بجميع حواسكِ, وأن تتخيلي نفسكِ وأنتِ تعيشين مرحلة النجاح وتحقيق الهدف بكل تفاصيله, وتستمتعي بذلك لأنّ ذلك من شأنه أن يحفز طاقاتكِ ويشحذ هممكِ ويوجه تفكيركِ نحو الإبداع في كيفية الوصول للهدف بإذن الله تعالى.
– لابد قبل كل شيء أن يكون الهدف ممكناً أي أن يكون واقعياً لا خيالياً وهمياً لأنّ الكثير من الناس يعيشون حياتهم في سماء الأوهام والخيالات علماً بأنه ليس هناك ماهو مستحيل أو خيالي في عالم الاستثمار, كما أنّ آخرين يعيشون أسرى الواقع الحاضر لا يتجاوزونه، فيجب أن يكون الهدف مناسباً لكِ وباستطاعتك إنجازه، وأن تمتلكي أو تقدري على امتلاك ما تحتاجينه من موارد لتحقيقه .
– يجب أن يكون مجدياً إذ لا يكفي أن يكون ممكناً بل لابد أن يكون الهدف عند تحققه أعظم نفعاً وفائدة وأهم وأعلى قيمة من الثمن الذي يقدم للوصول إليه وهذا يستدعي معرفة مقدار الثمن من الوقت والمال والجهد والعلاقات وغير ذلك, وهل أنتِ مستعدة وقادرة على دفعه؟ وما هو الوقت المناسب لتقديم أجزاء ذلك الثمن؟ وهذا هو المعني الحرفي للنجاح؟ فلابد أن يكون العائد أكبر لكي نتمكن من الاستمرار وجني الفائدة .
– ومن المفترض أن يكون هدفكِ قبل أي شيء مشروعاً ولا يتعارض مع أي قوانين في أي دولة.
– وعليكِ أن تعلمي أنكِ المسؤولة الأولى عن تحقيق هدفكِ, وأنّ جهود الآخرين في سبيل ذلك لا تتجاوز المساعدة التي لابد من تحديدها ومعرفتها والتأكد من إمكانية حصولها والسعي لتوفيرها .
– عليكِ أيضاً أن تحددي في خطتكِ موعداً زمنياً للوصول لهدفكِ, وأن يمثل هذا الموعد بالنسبة لكِ خطاً أحمر لا ينبغي تجاوزه, وأن تصوغيه دوماً بطريقة تمكنكِ من قياس قربكِ من تحقيق الهدف, وكم نسبة ما أُنجز منه في أي مرحلة من مراحل سيركِ إليه.
– لابد لكِ أن تتعرفي بالتفصيل على العوائق التي تتوقعين أن تعترض طريقكِ وكيف يمكن تجاوزها سواء كانت مادية أو بشرية فردية أو اجتماعية.
– اسعي بشكل دائم إلى استشارة الخبراء والإكثار من طرح الأسئلة عليهم لتوظيف خبراتهم والاستفادة منها في كل نواحي استثماركِ, ولا تعتمدي على نفسكِ فقط في اتخاذ قراراتكِ, وحاولي أن يكون هذا هو أساس اتخاذكِ لكل قراراتكِ.
– اعملي على تجزئة الهدف الكبير لأهداف أصغر كلما حققتِ واحداً منها يشعركِ ذلك بشكل حقيقي أنكِ اقتربتِ أكثر من إنجاز الهدف الأكبر في صورته النهائية.
– لا تطلعي على أهدافكِ من لا حاجة ولا فائدة لكِ من معرفتهم, وحاولي دوماً أن تبقي أسرار عملكِ بينكِ وبين فريق عملكِ, وفي أضيق الحدود. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان).
وأخيراً أجيبي عن هذه الأسئلة بشكل شبه دوري:
1 ماذا تريدين؟
وأخيراً أجيبي عن هذه الأسئلة بشكل شبه دوري:
1 ماذا تريدين؟
2 أين تريدين ذلك؟
3 متى تريدين ذلك؟
4 مع من تريدين ذلك؟
5 كيف تعلمين بالتحديد أنكِ حصلتِ على ما تريدينه؟
6 ما الأمور الإيجابية التي تحصلين عليها من وضعكِ الحالي؟
7 كيف تحافظين على هذه الإيجابيات بعد تحقق هدفكِ؟
8 كيف يؤثر تحقيق هدفكِ على جوانب حياتكِ الأخرى؟
9 ما الظروف التي قد تجعلكِ لا تحبذين تحقق هدفكِ؟
10 ما الذي منعكِ في الماضي من تحقيق هدفكِ؟
11 ما الموارد والإمكانات التي تملكينها للوصول لهدفكِ؟.
منقول من مجلة سيدتي
… لاتنسون سحوبه من التقييم ..