إنما جعل بين الصلوات الخمس أوقات وفصل بينها بأزمان لترتاح النفس وتستعيد نشاطها وقوتها ثم تقبل على العبادة بنهم ورغبة وشوق ، وهذه عبرة للعبد في أموره فينبغي ان لايجهد نفسه ويواصل العمل طيلة الوقت فتنقطع به وتمل العبادة وتكره الطاعة ، بل ينبغي له ان يكون ماهراً في قيادة نفسه لطيفا معها حتى يحيا حياةً طيبة مع طاعة مولاه ،وكان بعض العباد يرتاح من الأوراد في بعض الوقت ليتقوى على أوراده فتكون الراحة في حقه عبادة .
لاتثق بمدح الناس ولاتخشى بذمهم ، فكل يوم لهم مذهب يرضون لأغراضهم ويغضبون لها ، فعامل أنت واحداً أحداً فرداً صمداً واترك غيره ، لأنه سوف يقبل لك بقلوبهم على رغم أنوفهم
لاتنخدع بكثرة الإخوان والأصدقاء وقت الرخاء فإنهم ذباب طمع ، ولن تجد منهم وقت الأزمة إلا قليلاً ، فخالطهم بالمعروف ولا تثق إلا بالله
لاتحتقر رأي أحد مهما كان ، فإني استفدت من أناس ليس عندهم علم كثير ولايشار لهم بالبنان وليسوا في أماكن مرموقة ، ولكن عندهم من سداد الرأي ما يفوق كبار الناس ، ولله في خلقه أسرار .
ولله الخيار فيما قضى،
{إن مع العسر يسرًا}،
{واصبر وماصبرك إلا بالله}،
{أمن يجيب المضطر إذا دعاه}،
{حسبنا الله ونعم الوكيل}.
هذه الكليات الشرعية السالفة،… معتقد للمؤمنين بربهم، ….إذا اصابتهم المصائب، وداهمتهم الشدائد،
فهم يعلمون أن ماحصل قد ُكتب من قبل،
فليس هناك إلا التسليم وأن الخيرة لله،
فليس معهم إلا الثقة بحسن اختياره،
وأن اليسر يعقب العسر، فهم على بوابة الانتظار،
وأن أعظم علاج لهم في المحنة هو الصبر، فهم في عيادته يتداوون،وأن الله يجيب الداعي، فأكفهم مرفوعة إليه،
وأنه يكفي عمن سواه، فهم يتوكلون عليه جل في علاه
علاج المصيبةحسن ظن لا يغلبه يأس،وثقةلا يغلبها قنوط،وصبر لا يهزمه جزع،
وتفاؤل لا يعرض عليه إحباط، وتسليم لا يخامره اعتراض
المصيبة تهون عند تذكر أجرها،وتلمح عاقبتها، وانتظار زوالها، وتوقع الخلف منها،والـتأسي بالمصابين
، والعزاء بما بقى من دين،
والسلوة لأنها من رب العالمين
والمصيبة مطرقة تسحق فرعون النفس، وسيف يذبح نمرود الكبر، ونار تحرق حطب الشهوات،
وليموت بلهبها أبو لهب العجب.
المحنة
سبع والسبع لايأكل الميتة،وتاج لا يلبسه الخدم، وسيف لا يحمله الجبناء،ومنبر لا يصعده أهل العي والحصر.
أحق الناس بالفوز من عانى في السير، وأجدرهم بالأمن من هانت عليه الشدائد، وأحظاهم بالزلفى من تجرع الغصص،
وأسعدهم بالقبول من صبر على قرع الباب.
لكل شيء ثمن، وثمن الدر مشقة الغوص إلى القعر،
ولكل شيء قيمة، وقيمة النصر تلقي الجراحات، ومعركة الحياة..
ولكل محبوب ضريبة
، وضريبة النجاح دمع حار، ودم فائر وجفن مسهد،وجسم مجهد، وقلب مفجوع.
المحنة عمرها أقصر من النعمة،وأجرها أكبر من العافية،
وتجربتها أعظم من الحياة، ونفعها أجل من السلامة،
المحنة معها الإعتبار والتذكر واليقظة، معها الرصيد والثناء والتاريخ
منقـــــــــــــــــــــــــــــــوول
بارك الله فيك و نفع
سعدت بطلتك العطرة