الأضحية إحدى الشعائر الإسلامية التي أمر بها الله عز وجل القادرين من المسلمين في عيد الأضحى، والتي تعد واحدة من مظاهر البهجة والفرح للمسلمين في يوم من أحلى أيامهم … وحتى يضمن الإسلام سلامة البشر والحفاظ على صحتهم فإن شروطا وضعتها الشريعة الإسلامية في الأضحية المختارة منعا للعبث والغش، مثل أن لا تكون الأضحية عوراء أو عوجاء أو عمياء أو بها جرب أو تولاء (أي التي تلف حول نفسها) كما يجب أن يكون سنها حوالي 6 أشهر في الضأن وسنة في الماعز وسنتين في الأبقار والجاموس و5 سنوات فأكثر في الجمال.
كيفية الذبح والدكتور هريدي
يضيف الدكتور هريدي مستشار صحة البيئة وخبير فحص اللحوم بوزارة الزراعة المصرية أنه بالإضافة للشروط الشرعية للذبح يجب أن نأخذ في الاعتبار أيضا شروط من سيقوم بذبح الأضحية، فيجب أن يكون مسلما، وأن تكون الآلة المستخدمة في الذبح حادة، وأن يذكر اسم الله مقرونا بالله أكبر، وأن يراعي قطع مجرى النفس (القصبة الهوائية) ومجرى الطعام والودجين (مجرى الدم) في العنق، ويكون القطع من بطن الرقبة وليس من القفا وعند النقرة الأولى، مع مراعاة إذا كانت الأضحية من الأبقار أو الجاموس أو الخراف أو الماعز يرقد الحيوان على الجانب الأيسر ومستقبل القبلة، أما الجمال تكون واقفة ومعقولة يدها اليسرى الأمامية، كما يراعي أن تترك الأضحية بعد الذبح لمدة 6 دقائق كي تتم عملية الإدماء؛ لأن عدم الإدماء يجعل اللحوم مدممة وغير صالحة للاستخدام .
حفظ اللحوم بعد الذبح
وينصح الدكتور هريدي بتناول الرئتين والكبد والكرش والأمعاء والرأس والأرجل في صباح أول أيام العيد، مع ضرورة ترك لحوم الأضحية أو أي ذبيحة في الثلاجة في فصل الصيف أو في الجو في فصل الشتاء لمدة 12 ساعة حتى يتشكل الطعم الجيد للحم، وهو أفضل من الذبح والطبخ مباشرة، وذلك بتكوين حامض اللاكتيك فيكسر النسيج الضام وتكتسب اللحوم طعما جيدا.
وينصح الدكتور هريدي بالاعتدال في تناول اللحوم في الأعياد وغير الأعياد؛ لأن الزيادة في تناول اللحم تسبب زيادة في مادة "الأمونيا" والتي تتحول إلى "بولينا" مما يتعب الكبد والكلى ويسبب مرض النقرس. لذلك ينصح بتناول الفواكه والخضار مع الوجبة؛ لأن بهما مركبات مضادة للأكسدة، وبالتالي تمنع عمل الشقائق الحرة أو ما تسمى بالجذور الأكسجينية التي تدمر خلايا الجسم .
حالات مرضية بذبيحة العيد
ويختتم الدكتور فؤاد بأن هناك احتمالات حالات مرضية في خروف العيد لابد أن نأخذها في الاعتبار.
وتتمثل في:
– إذا كان الخروف الحي درجة حرارته من 40 إلى 41 درجة مئوية فإن عملية الإدماء لا تتم كاملة، ويترك كثير من الدم في لحوم الأضحية، ويكون اللحم أحمر داكنا وصابوني الملمس، وفي هذه الحالة تكون اللحوم غير صالحة للاستخدام الآدمي.
– إذا وجد تجبن في الغدد الليمفاوية وتكون مثل البصلة في تجبنها، وهذا يدل على الإصابة بمرض السل الكاذب، وهو غير معد للإنسان ومختلف تماما عن مرض السل، فإذا كانت الإصابة محدودة في غدة وما حولها يصرح بباقي اللحوم، أما إذا كانت كثيرة ومنتشرة فتعدم الأضحية.
– إذا اكتشف وجود بصلات الديدان الشرطية للأغنام: Cysticercosis وهي كيس حويصلي يراوح حجمه من حبة العدس إلى حبة الصنوبر ويوجد بعضلة القلب أو الحجاب الحاجز أو العضلات. وهي أما أن تكون حية أو ميتة متجبنة، فإذا كانت واحدة تكون إعدام الحويصلة مع جزء من النسيج المحيط بها. والإعدام إذا كانت الإصابة منتشرة وكثيفة في العضلات أو كانت الأضحية هزيلة.
– الساركوسست: وهي حويصلات مثل الصنوبر تسمى ساركوسست tenella sarcocystosis طولها حوالي ا سم وبيضاء، إذا كانت الإصابة خفيفة يعدم الجزء المصاب، أما إذا كانت الإصابة منتشرة وكثيفة تعدم الأضحية كلها.
– وأخيرا الديدان الكبدية الفاشيولا fasciola وتظهر عند قطع الكبد وجود تليف، فيعدم الجزء المصاب من الكبد كله حسب انتشار الإصابة به.
أثر تناول اللحوم على الكبد
وعن أثر تناول اللحوم على مرضى الكبد والجهاز الهضمي يقول الدكتور محمد محمد توفيق ـ أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية الطب جامعة القاهرة ـ إنه بالنسبة لمرضى تليف الكبد فينصح بتناول وجبة واحدة من لحوم الأضحية الحمراء الخالية من الدهون على أن تكون مطهية جيدا سواء مسلوقة أو مشوية. أما بالنسبة للحوم المحمرة فيفضل عدم تناولها من قبل مرضى الكبد، وكذلك الإقلال من اللحوم الدسمة، وإذا تناولها المريض يجب أن يمارس رياضة المشي؛ حتى لا تسبب مرض تصلب الشرايين في القلب أو المخ أو شبكية العين. أما مرضى غيبوبة الكبد فينصح بعدم تناول اللحوم وأن تستبدل بها اللحوم البيضاء. وكذلك مرضى ضغط الدم ومرضى النقرس؛ وذلك حتى لا تؤدي اللحوم إلى ارتفاع ضغط الدم، وبالنسبة لمرضى النقرس حتى لا تؤدي إلى التهاب المفاصل, أما مرضى السكر فينصح بتناول اللحوم الحمراء، أما بالنسبة للأفراد العاديين فلا يضرهم لو تناولوا من اللحوم الحمراء كمية معتدلة دون إسراف أو مبالغة، وليكن معروفا إن اللحوم الحمراء هي مصدر جيد للحديد.
ويتفق الدكتور محمد عمرو حسين ـ أستاذ التغذية وعميد معهد التغذية الأسبق بالقاهرة ـ مع الدكتور توفيق في أن اللحوم مصدر للبروتين الحيواني، وبالتالي فإنها تمد الجسم بالحديد أكثر من المصادر النباتية، وهي مصدر هام للفيتامينات والأملاح المعدنية الأخرى الهامة للجسم؛ لذلك ينصح الأفراد بتناول اللحوم الحمراء والإقلال من اللحوم الدسمة؛ لأن الإفراط في الدهون يؤدي إلى زيادة الكوليسترول في الجسم مع الشعور بصعوبة الهضم، وخطورة السمنة التي تقف وراء عدد كبير من الأمراض التي تهدد الحياة أو تقلل من نوعية الحياة.
نقل للفائده
عذبة الأحساس
:clap::clap:
الله يعطيك العافية
تحياتي