تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » دعاءٌ يذيب صفائح الحديد و يُسكن الماء الجاري (حديثٌ مختلقٌ موضوعٌ) !

دعاءٌ يذيب صفائح الحديد و يُسكن الماء الجاري (حديثٌ مختلقٌ موضوعٌ) !

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..

أحبتي في الله-حفظكم الله ورعاكم-

إنه لمن المؤلم حقاً ذيوع الأحاديث الضعيفة و المكذوبة أو التي لا أصل لها في دواوين السنة النبوية بيـن الناس سيما في الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ، بينما نجد الأحاديث الثابتة الصحيحة مهملة منسيّة نادراً مَن يتبنّاها بالنشر والإذاعة، مع أن في الحديث الثابت والعمل بمقتضاه غُنية وكفاية عن سقيمه .

ومن دواعي الأسف أن يتناقل الناس-بحسن نية منهم-جملةً من الأحاديث الضعيفة و المكذوبة أو التي لا أصل لها عبر البريد الإلكتروني أو المنتديات دون التثبّت من صحة الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو عدم الصحة، فإذا سئل : لم نشرت الحديث الفلاني ؟ قال مبرراً : وصلني عبر البريد أو نقلته من احدى المنتديات !

إن وصول أي حديث إلينا عبر البريد أو المنتديات ليس بحجّة مقبولة لنشره ونسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل ينبغي التأكد من صحة ما يصلنا من الأحاديث وذلك بعرضها على أهل العلم وسؤالهم عنها، حتى لا يشملنا الوعيد الشديد فقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم :

(من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)

[أخرجه البخاري في صحيحه]

أعاذنا الله وإياكم من ذلك

وإليكم بيانٌ لحال أحد الأحاديث الإنترنتية المشهورة :

أولاً: (نص الحديــث) :

رُوي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه قال :

(من دعا بهذه الأسماء استجاب اللّه له اللّهم أنت حي لا تموت وأنت خالق لا تغلب وبصير لا ترتاب وسميع لا تشك وصادق لا تكذب وغالب لا تغلب وأبدي لا تنفذ وقريب لا تبعد وغافر لا تظلم وصمد لا تطعم وقيوم لا تنام ومجيب لا تسام وجبار لا تقهر وعظيم لا ترام وعالم لا تعلم وقوي لا تضعف وعلي لا توصف ووفي لا تخلف وعدل لا تحيف وغني لا تفتقر وحليم لا تجور ومنيع لا تقهر ومعروف لا تنكر ووكيل لا تحقر وقدير لا تستأمر وفرد لا تستشير ووهاب لا تمل وسريع لا تذهل وجواد لا تبخل وعزيز لا تذل وخافظ لا تغفل وقائم لا تنام ومحتجب لا ترى ودائم لا تفنى وباق لا تبلى وواحد لا تشبه ومقتدر لا تنازع)

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم :

(والذي بعثني بالحق لو دعا بهذه الدعوات والأسماء على صفائح الحديد لذابت ولو دعى بها على ماء جار لسكن ومن بلغ إليه الجوع والعطش ثم دعا ربه أطعمه وسقاه ولو أن بينه وبين موضع يريد جبل لاتسعت له الحيل حتى يسلكه إلى الموضع ولو دعى على مجنون لأفاق ولو دعا على امرأة قد عسر عليها ولدها لهون عليها ولدها ولو دعا بها والمدينة تحترق وفيها منزله لنجا ولم يحترق ولو دعا بها أربعين ليلة من ليالي الجمعة غفر اللّه له كل ذنب بينه وبين اللّه عز وجل ولو أنه دخل على سلطان جائر ثم دعابها قبل أن ينظر السلطان إليه لخلصه اللّه من شره ولو دعا بها عند منامه بعث اللّه بكل حرف منها سبعمائة ألف ملك من الروحانين وجوههم أحسن من الشمس والقمر يسبحون له ويستغفرن له ويدعون ويكتبون له الحسنات ويمحون عنه السيئات ويرفعون له الدرجات)

فقال سلمان : يا رسول اللّه أيعطي اللّه بهذه الأسماء كل هذا الخير ؟

فقال : (لا تخبره للناس حتى أخبرك بأعظم منها فإني أخشى أن يدعوا العمل ويقتصر على هذا)

ثم قال : (من نام وقد دعا فإن مات مات شهيداً وإن عمل الكبائر وغفر لأهل بيته ومن دعا بها قضى اللّه له ألف ألف حاجة) .

ثانياً: (درجة الحديث ومقالات العلماء فيه) :

هذا الحديث كذبٌ مفترى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يخلو سندٌ من أسانيده من كذّاب أو وضّاع ، وفي متنه كلماتٌ ركيكةٌ يتنزه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن مثلها .

وإليكم أقوال العلماء ممن وقفت عليهم :

1-قال الإمام أبو نعيم الأصفهاني في الحلية (8/55-56) :

" هذا حديث لا يُعرف إلا من هذا الوجه وموسى بن يزيد ومن دون إبراهيم وسفيان فيهم جهالة ومن دعا الله بدون هذه الأسماء بخالص من قلبه وثابت معرفته ويقينه يسرع له الإجابة فيما دعا به من عظيم حوائجه" .

2-وقال الإمام ابن الجوزي في الموضوعات (3/175-177) :

"موضوع" .

3-وقال الإمام الذهبي في تلخيص الموضوعات (861) :

"وهو مما تشهد قلوب الجهال بوضعه، فضلاً عن الفضلاء".

4-وقال الإمام ابن القيم الجوزية في المنار المنيف (ص45) :

"وهذا وأمثاله مما لا يرتاب من له أدنى معرفة بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكلامه أنه موضوع مختلق وإفك مفترى عليه".

5-وذكره الإمام السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/350-352) ونقل كلام ابن الجوزي نقل إقرار من غير إنكار .

6-وذكره الإمام ابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة (2/320-321) .

7-ونقل الإمام الملا علي القاري كلام ابن القيم في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (ص400) نقل إقرار من غير إنكار .

8-وقال الإمام العجلوني في كشف الخفاء :

" موضوع ومختلق مصنوع".

9-وقال الإمام القاوقجي الطرابلسي في اللؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له أو بأصله موضوع (ص121) :

"موضوع" ثم نقل كلام ابن القيم .

10-وقال محدث العصر الألباني في السلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (780) :

"موضوع" .

وبعد هذا البيان لحال الحديث فإنه لا يجوز ذكره أو نشره إلا مقروناً بأنه موضوع وكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وينبغي علينا أن نُقبل كل الإقبال على الأدعية الصحيحة الثابتة وما أكثرها ، ونعرض تمام الإعراض عن أمثال هذه الأدعية الركيكة المفتراة .

والله تعالى أعلى وأعلم .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

مع خالص تحياتي
أخوكم في الله/محب الخير

بارك الله فيك أخي في الله محب الخير
وجزاك الله خير الجزاء
والبعض هداهم الله يقرأ التعليق بأن الحديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم يدخل ليقرأ ويبدي إعجابه بالحديث دون أي اهتمام بما ذكر من بيان درجته
واعتقد بل أجزم أن من يبغي الأجر والمثوبة من الله تعالى بنشر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
لابد أن يتحرى ما صح من أحاديث ليؤجر بنشرها

وللفائدة أخي أنقل هذا السؤال

أرسل حديثا لينشر الخير ثم تبين له أنه حديث موضوع فماذا يعمل؟

أتاني على بريدي رسالة فيها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي نهاية الرسالة كالعادة يطلب الأخ المرسل بإرسال الرسالة إلى كل من تعرف لتعم الفائدة ، فقمت بإرسالها إلى أشخاص كثيرين ، ثم اتضح لي أن الحديث موضوع . أخبرني بعض أهل الخير أن أقوم بإرسال رسالة إلى كل من قد أرسلت له هذه الرسالة أخبرهم فيها أن الحديث موضوع . المشكلة أني لا أعرف من هم الأشخاص الذين أرسلت إليهم هذه الرسالة . هل عليّ أي ذنب أو أن علي الاستغفار ؟ علما بأن الحديث ليس فيه تشريع ، فهو عبارة عن قصة حدثت والرسول صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة وكان هناك أعرابي يطوف . . إلخ .

الجواب:

الحمد لله

نشر الرسائل الدعوية المشتملة على بيان الأحكام الشرعية ، أو المواعظ والقصص النافعة ، باب عظيم من أبواب الخير ، لكثرة المتلقين لها ، مع سهولة إرسالها .

لكن ينبغي التأكد من مضمون الرسالة ، وصحة ما فيها من الأحاديث ؛ لأن بعض الناس أساء التصرف في هذه النعمة ، فصار كحاطب ليل ينقل الأحاديث الموضوعة ، والقصص المكذوبة .

ولا يحل لأحد أن يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يعلم أن الحديث موضوع ، أي مكذوب ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ كَذَبَ عَلَي مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) رواه البخاري (1291) ومسلم (933) .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة صحيحه .

قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (1/71) :

" يحرم رواية الحديث الموضوع على من عرف كونه موضوعا ، أو غلب على ظنه وضعه . فمن روى حديثا علم أو ظن وضعه ولم يبين حال روايته ووضعه فهو داخل في هذا الوعيد ، مندرج في جملة الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويدل عليه أيضا الحديث السابق : ( من حدث عنى بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) .

ولهذا قال العلماء : ينبغي لمن أراد رواية حديث أو ذكره أن ينظر ؛ فإن كان صحيحا أو حسنا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ، أو فعله ، أو نحو ذلك من صيغ الجزم .

وإن كان ضعيفاً فلا يقل : قال أو فعل أو أمر أو نهى وشبه ذلك من صيغ الجزم ، بل يقول : رُوي عنه كذا ، أو جاء عنه كذا ، أو يروى أو يُذكر أو يُحكى أو يُقال أو بلغنا وما أشبهه . والله سبحانه أعلم " انتهى . وقال أيضا :

" لا فرق في تحريم الكذب عليه صلى الله عليه وسلم بين ما كان في الأحكام وما لا حكم فيه ، كالترغيب والترهيب والمواعظ وغير ذلك ، فكله حرام من أكبر الكبائر، وأقبح القبائح بإجماع المسلمين الذين يعتد بهم في الإجماع ، خلافاً للكرّامية الطائفة المبتدعة في زعمهم الباطل أنه يجوز وضع الحديث في الترغيب والترهيب ، وتابعهم على هذا كثيرون من الجهلة الذين ينسبون أنفسهم إلى الزهد أو ينسبهم جهلة مثلهم " انتهى .

وأما ما وقعت فيه من نشر هذا الحديث الموضوع ، فكفارة ذلك أن تستغفر الله تعالى ، وأن تجتهد في إخبار من يغلب على ظنك أنك أرسلت له هذا الحديث ، بأن الحديث موضوع لا يجوز نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .
فإن فعلت ذلك ، فهذا هو ما في وسعك ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .

وعليك أن لا تنشر شيئاً من الأحاديث بعد ذلك إلا بعد التأكد من صحة نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

جزاكم الله خير

{…همسه

من وثق بالله أغناه,, ومن توكل عليه كفاه,,
ومن خافه قلت مخافته,, ومن عرفه تمت معرفته }….

بارك الله فيك .. أخي .. محب الخير ..
على هذا التوضيح المفيد ..
وبارك الله فيكِ أخيتي .. سحائب الخير ..
على هذه الإضافة القيمة ..
فقد كثر في هذه الأيام تداول مثل هذه الأحاديث والأدعية المكذوبة على المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ..
وياليتهم يعلمون عظم هذا الذنب وعقابه ..
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
يرفع للتذكير

أرجو من الأخوات الإستفادة مما يكتب هنا من احاديث موضوعة
للتنبيه على أي موضوع مماثل
وهذه هي الإستفادة الحقيقية من الموضوع
وفقكنّ الله

الله يجزاكم خير جميعاً
ينقل لركن المواضيع المميزة
جزاكم الله كل خير
شكراااااااااااااا على الموضوع
جزاك الله خير على النشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.