قلمي العزيز ..ليتحدث عن همومه وشجونه ..
عن آفات وأمراض قد يصاب بها ..
بدأ يلين هذا اللسان الذي تحركه أناملي ..
ويستمع لتوأمه .. ويسطر معاناته .. بدأ يتحدث ..
قال :
لقد نكأت جرحا .. وأي جرح .. جرح أزلي فالأمراض
التي أصاب بها .. أصيب بها إخوتي الألسنة
من قبلي ..وسيصاب بها إخوة من بعدي ..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
((إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك بها المجلس
يهوى به أبعد ما بين السماء والأرض،
وإن المرء ليزل عن لسانه أشد مما يزل عن قدميه ))
رواه البيهقي
فاللسان فرس جامح تحتاج الى لجام يتحكم به ..
وإلا أسقط صاحبه أرضا ..
قد يلج اللسان سبلا شتى ..
ويقع في مستنقع الآفات .. مثل الغيبة ..النميمة ..
الكذب .. شهادة الزور.. اللعن والسب ..القذف ..
وكثير من المعاصي التي تحبط أعمال الإنسان ..
وتفتح ثغورا للشيطان ..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء )) رواه الترمذي
ولكن أتعرفون ؟؟؟…
أرجو ألاَ تحملوني التهمة وحيدا..
فما أنا إلا مغرفة لقدر كبير يغلي ..
وهو القلب ..
أنا جندي مطيع .. أنفذ الأوامر ..
أنا مضغة تابعة لمضغة ..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه،
ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ))
رواه الإمام أحمد
حتى الذكر إذا لم يحضره القلب
لا يكون عبادة حقيقية مؤثرة ..
فاللسان رسول القلب ..
يعلن عما بداخله .. أما سمعتم مقولة :
( كل إناء بما فيه ينضح )
فأنا ثمرة لنبتة زرعت ..
فإذا نالت العناية والاهتمام الصحيحين
فلابد أن تكون الثمرة صحيحة النضوج ..
أعلم أن الأمراض تقلل هيبتي
ولكنها تصيبني من عدوى انتقلت إلي من القلب ..
فإذا أردتم إصلاحي ..
فلابد من إصلاح محركي ..
إذا أردتم محاكمتي ..
فحاكموا المشرع وليس فقط المنفذ ..
عفوا رفقا بي
لا تحملوني..
التهمة وحيدا
موضوع جميل جدا
جزاك الله خيرا و هدانا الله جميعا لما يحب من قول و عمل