تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » عارضات الأزياء السعوديات: هل يحلمن أم يطمحن للوصول إلى العالمية؟

عارضات الأزياء السعوديات: هل يحلمن أم يطمحن للوصول إلى العالمية؟ 2024.

  • بواسطة
عروض الأزياء، مهنة تستقطب العديد من الفتيات السعوديات، وأصبحنا نشاهد الكثيرات منهن يعرضن الأزياء، بعد أن كانت هذه المهنة مقتصرة فقط على المقيمات من جنسيات عربية أو أجنبية، فكيف جذبتهن هذه الهواية، وهل أصبحت مهنة لدى بعضهن؟ وهل هن راضيات عن مهنة عرض الأزياء، بعد أن اقتحمن مجالاً كان إلى وقت قريب ممنوعاً أو غير مرغوب العمل فيه؟ “سيدتي” طرحت هذه الأسئلة وغيرها على مجموعة من العارضات:.

البداية كانت مع مروة، بكالوريوس إحصاء حاسب، حيث حدثتنا عن دخولها لهذا المجال قبل ثمانية أعوام، تقول: في السابق لم تكن عروض الأزياء منتشرة بشكل كبير كما هي الآن، كما أن أغلب العروض كانت تتم بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية، وداخل مبانيها، وعلى نطاق ضيق، ويعود ريعها لصالح الجمعية، لذا لم نكن نعرف بأن هناك عروض أزياء تقام إلا نادراً، وشيئاً فشيئاً بدأت تنتشر بين سيدات الأعمال السعوديات، واللاتي يملكن «بوتيكات» كبيرة، ولديهن توكيلات لماركات تجارية عالمية يردن تسويقها، وبالتالي يطلبن فتيات أجنبيات وسعوديات للعروض، لكن السمة الغالبة والأفضلية كانت للعارضة الأجنبية.

تعامل فظ

< هل يمكننا أن نعتبر عرض الأزياء مهنة أساسية تعتمد عليها الفتاة في حياتها؟
بالتأكيد لا، ومعظمنا إن لم يكن كلنا، نمارسها كهواية فقط، خاصة وأن بعض المصممات أو صاحبات توكيل الأزياء، يكون تعاملهن غير لطيف أو فظ مع العارضات، ويحاولن التقليل من شأنهن، ولو بشكل غير مباشر، لذا عندما يكون هناك عرض أشارك فيه فإنني أذهب فقط لأعرف تاريخ العرض ومكانه وعدد الفساتين التي سأرتديها، بالإضافة إلى أن العائد المادي من وراء هذا العمل ضعيف جداً، وغير مجز، إذ لا يتجاوز الألف ريال في العرض الواحد، وأذكر بأننا طالبنا بزيادة في الأجر من المنظمات للعرض، لكنهن لم يستجبن لنا، وكان الحل الأسهل بالنسبة لهن الاستعانة بالفتيات المتطوعات، وهن كثيرات، وبعضهن لا يطلبن أي مقابل مادي عن العرض الذي يقدمنه، لأنهن غير معروفات، وكل ما يردنه الشهرة فقط.

الشهرة ليست سهلة

وتقول منى، العاملة في العلاقات العامة، عما إذا كانت مهنة عرض الأزياء تحقق الشهرة لمن تعمل بها، أو تمتهنها، صحيح أن هذا المجال يقدم شهرة للفتاة، لكنه ليس مهنة سهلة، أو كما تظن الأغلبية بأنها تسلية ومرح فقط، وإنما مهنة تتطلب الكثير من العمل الجاد، حتى تستطيع الفتاة أن تثبت أقدامها فيها، وبالتالي تلغي نظرة بعض فئات المجتمع القاصرة والرافضة لها، على الرغم من تعميم النظرة السلبية لأي مجال تعمل فيه الفتاة، وهذه المهنة بها الكثير من الأمور التي قد تحدث للعارضة وتصيبها بخيبة، وأولها قلة العائد المادي، والذي لا يتناسب مع حجم العرض أو الأسعار المطلوبة في الموديل أو التصميم المعروض. فأنا عندما بدأت في تقديم عروض الأزياء لم أتقاض أي مقابل مادي، لأن العروض التي شاركت بها يعود ريعها للجمعيات الخيرية والخدمات التي تقدمها، لكنني عندما بدأت أشارك في عروض أزياء أخرى تقيمها مصممات وسيدات أعمال، للترويج لأزيائهن أو تصميماتهن، أصبحت أطلب مقابلاً مادياً عن كل عرض أقدمه، خاصة أنني بدأت كعارضة منذ أيام المدرسة، مما أكسبني خبرة كافية في هذا المجال، مثل السير على خشبة المسرح، والوقفة، والابتسامة، وتجعلني في نفس الوقت أقدم عرضي بهدوء ودون أن أتعرض للمشاكل التي تحدث للعارضات المبتدئات، لكن للأسف الشديد فإن حقوقنا المادية مهضومة وضائعة، وبدلاً من أن تقوم صاحبة العرض بزيادة المبلغ تستعين بفتيات أخريات لا خبرة لديهن في هذا المجال، وتتحجج بأن العرض لا يعود عليها بفائدة كبيرة من الناحية المادية، لذا لا تستطيع أن تدفع لنا ما نطلبه منها، لذلك العديد منا يعملن في مكان آخر بالإضافة إلى عملنا كعارضات، لنستطيع أن نوفي بكل التزاماتنا.

وكالات متخصصة

< إذن ما البديل لحل مشكلة تدني الأجور وغيرها من المشاكل التي تواجهكن؟
تقول «مروة»: لا توجد حلول لهذه المشكلة لعدم وجود الاحتراف، لذا فكرت بحل بديل يمكن أن يساعدنا، وهو إنشاء وكالة خاصة بنا كعارضات، مثل الوكالات المتخصصة في هذا الأمر في الدول الأوروبية وبعض الدول العربية، لتدريب وتخريج عارضات متخصصات، وفي نفس الوقت تحمي حقوقنا المادية، لكن ظلت أمامي عقبة متمثلة في أن مصممي الأزياء لا يدفعون لنا مقابل عملنا «كموديل» فكيف سيدفعون لوكالة؟

الجمال ليس أساساً

وحول مدى الاستفادة من عملهن كعارضات تقول عارضة الأزياء «كريمة»: بدأت عملي كعارضة أزياء منذ فترة بسيطة، بعد أن شاهدتني إحدى مصممات الأزياء السعوديات في مناسبة، ولم أواجه صعوبات كبيرة أو رفضاً من أسرتي للأمر، لأن عروض الأزياء في السعودية، متماشية مع الإطار العام للمجتمع، فهي مقتصرة على السيدات فقط، كما أنني لم أدخل هذا المجال سعياً وراء كسر عادات وتقاليد تربينا عليها، واهتمامي كله منصب على الدراسة أكثر من العمل في الوقت الحالي، وعروض الأزياء هي هواية بالنسبة لي، لذا لا أشارك في عروض أزياء كثيرة، وإنما تعاوني يكون مع مصممات الأزياء، وتصوير ما قمن بتصميمه فقط، وبشكل عام عمل الفتيات في عروض الأزياء يعلمهن أموراً كثيرة مهمة في الحياة هن بحاجة إليها، مثل مواجهة الآخرين بشجاعة ودون تردد، الإتكيت، كيف تكون سيدة مجتمع راقية، طريقة اختيارها لما يناسبها من ملابس، وما يناسبها من إكسسوارات، وبالتأكيد نتعلم من هذه المهنة أن الجمال الخارجي ليس أساساً في عمل عارضة الأزياء، بل هو مكمل، خاصة إذا أوجدت العارضة لنفسها شكلاً وأسلوباً مميزين عن الأخريات في كل شيء، بما في ذلك طريقة السير على خشبة العرض، التوقف والاستدارة وغيرها من الأمور.

لا للتمثيل

< هل عروض الأزياء مهنة أم هواية، أم وسيلة للانتقال إلى التلفزيون والتمثيل؟
تقول سارة (تدرس تصميم داخلي): مهنة عرض الأزياء جديدة في عالمنا العربي عامة، وفي السعودية خاصة، مقارنة بالدول الأجنبية، لكن هذا الأمر لم يشكل عائقاً أو مشكلة، بل استطاعت العارضة السعودية أن تنجح في هذا المجال الجديد عليها، رغم أنها غير مدربة بالشكل الكافي، ومما لا شك فيه أن مهنة عرض الأزياء اختلطت مؤخراً بمهن فنية أخرى، وأصبحنا نرى العارضات العربيات يمثلن أو يغنين أو يقدمن البرامج التلفزيونية، وبالتأكيد هذا الأمر يحقق لهن شهرة كبيرة، لكننا لا يمكن أن نعتمده كأساس لدينا، وكل سعودية تعمل في عرض الأزياء لن تتجه للتمثيل أو الغناء، فنحن لنا ثوابتنا التي لا نحيد عنها، والمرتبطة بالدين والعادات والتقاليد، ولا ننسى بأن عروض الأزياء التي نشارك فيها تتم داخل أوساط نسائية، كما أننا لا نقبل بالتصوير وعرض صورنا في المجلات أو الصحف، وبالتالي لا نسعى لأن نكون ممثلات أو مذيعات، ويكفينا ما حققناه من شهرة محلية.

الاحتراف

< مهنة عارضة الأزياء في السعودية ما الذي ينقصها؟
تجيب سارة: ينقصنا الاحتراف، لأن عدم وجود متخصصات في هذا المجال، يعلمن الفتيات فنون عروض الأزياء من السير على خشبة العرض، وما يتعلق بها مثل وضع الماكياج، والإيتيكيت، والعناية بالبشرة والأظافر، وما شابهها، يضيع علينا الفرصة لنثبت أقدامنا في هذه المهنة، كوننا نتعلمها من خلال الفضائيات، فهي لا تقل عن غيرها من المهن الأخرى التي أثبتت الفتاة السعودية نفسها بها، على الرغم من أنني لا أفكر في احترافها مستقبلاً، أو أشارك في عروض أزياء خارجية، لأنها لا تناسبنا.

منقول من مجلة سيدتي

مواطن الجمال

< ما الذي يميز العارضة السعودية عن الأجنبية؟
تقول ندى (تدرس تصميم الأزياء): هناك مواصفات معينة متوافرة في جميع العارضات، أو من تعمل في هذا المجال، منها الطول والوزن، لكن أبرز ما يميز العارضة السعودية أنها تعرف مواطن الجمال في ما ترتديه، ومثال على ذلك العباءة السعودية «الجلابية» فهي تعرف كيف تبرز جمالها وتضيف عليها، كونها ابنة البيئة المحلية، وشاهدت جدتها ووالدتها كيف تسيران بها، أو كيف ترتديانها في المناسبات، واكتسبت تلك المعرفة وبرعت فيها.
< هل العارضة مطالبة بأشياء معينة؟
تضيف ندى: مؤكد، فهي مطالبة طوال حياتها بالحفاظ على شكلها وبشرتها، وممارسة الرياضة باستمرار للحفاظ على قوامها، هذا بالإضافة إلى مطالبتها دوماً بمتابعة ما كل جديد في عالم الموضة، سواء في ما يتعلق بالماكياج أو الأزياء أو طرق تصفيف الشعر، وهذا الأمر مرهق ومتعب جداً، خاصة إذا كانت العارضة متزوجة.

منقوول من مجلة سيدتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.