«سيدتي» حاورت الاختصاصي بالغدد والسكري وعلاج الشيخوخة المبكرة الدكتور شارل صعب، الرائد في الأبحاث الطبية المتعلقة بالشيخوخة المبكرة في فرنسا وسويسرا حول التدابير التي يمكن اتخاذها للتمتع بالشباب الدائم..
بيروت ـ رلى معوض
> ما هي الشيخوخة المبكرة؟ وكيف نحدّدها؟
ـ عندما يشعر الإنسان ببعض الخمول أو الآلام غير المبررة أوالتجاعيد الكثيرة أو بانخفاض في الشهية الجنسية أو باضمحلال العضلات أو ترقق العظام المبكر أو البدانة، خصوصاً في محيط البطن دون سبب أو انقطاع مبكر في الحيض أو فقدان الثقة في النفس…فكل هذه العوارض أو بعضها لدى الشعور بها من قبل رجل ما يزال في سن الأربعين أو امرأة في سن الخامسة والثلاثين، يستدعي البحث عن سبب عضوي يظهر الصلة بين ما يحصل من متغيرات نفسية وجسدية وارتباطها بما يعرف بالشيخوخة المبكرة.
إفرازات الغدد
> ما هي أسباب هذه المتغيرات المبكرة؟
ـ هناك عوامل ثلاثة تؤدي الى الشيخوخة المبكرة، وهذه الأخيرة متداخلة في ما بينها ولعل أبرزها الخلل في إفرازات عدد من الغدد الصماء المسؤولة عن هورمونات معينة, والإصابة ببعض الأمراض المزمنة والشيخوخة الناتجة عن خلل في الخلايا.
وعلى صعيد الخلل في الهورمونات، قد يؤدي كسل الغدة الدرقية الى تعب جسدي وفكري وجنسي أو إلى زيادة غير مبرّرة في الوزن.ومعلوم أن الغدة النخامية، ومن افرازاتها هورمون النمو، تؤثر على العوامل الإستقلابية عند المريض وخصوصاً تلك المتعلقة بالعضلات. وهي مسؤولة أيضاً عن إفرازات الهورمون الذي يتحكّم بحركة المبيض عند المرأة وافرازات الخصيتين عند الرجال، وأي خلل في إفرازات هذه الغدة يمكنه ان يؤدي الى خلل في عمل المبيض وافراز الخصيتين والعضلات. وهنالك صلة بين المنطقة المحيطة بالغدة النخامية والدماغ، وأي خلل بهورمون «السيروتونين» قد يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب أو الى التوجه الى الشراهة في تناول السكاكر.
ومقابل الغدة النخامية تظهر غدة تفرز هورمون «الميلاتونين»، والخلل في وظائفها يؤدي إلى الأرق والشيخوخة المبكرة.
اما الغدة الكظرية فدورها متشعب، وهي تؤثر على المبيض والخصيتين والخلايا العضلية أينما كانت، علماً أنها مسؤولة عن شدّ الجلد وسماكته، أي خلل فيها يؤدي الى خلل في وظائفها.
ومن المهم الإشارة إلى أن عمل هذه الغدد متداخل في ما بينها، وأي خلل في دور إحداها قد يؤثر على دور الغدد الأخرى. وإذا كنا في حالة البحث عن أمراض هورمونية عادية نتدخل علاجياً عند الخلل الواضح. أما في حال معالجة الشيخوخة المبكرة فلا بد من التدخل عندما نلحظ أي خلل ولو بسيط او أي استعداد للخلل لأننا بذلك نتفادى حصول الشيخوخة لا بل نستبقه. والفحص المخبري الشامل مع الفحص السريري يؤديان إلى التشخيص السليم، ثم العلاج الفعال والمتخصص لكل حالة.
السكري والبدانة
> ماذا عن الأمراض المزمنة المؤدية الى شيخوخة مبكرة؟
ـ ان داء السكري والبدانة هما من أبرز الأسباب المؤدية إلى الشيخوخة المبكرة، إذ تبدّل زيادة السكر في الدم وظيفة البروتين الموجود في الجسم، فتتحول هذه الوظيفة الموجودة مباشرة تحت الجلد «الكولاجين» و«الإلستين» من الطراوة إلى التكسّر، ما يؤدي إلى ظهور التجاعيد المبكرة.
أما البدانة، والتي أصبحت مرض العصر، فتؤدي بدورها إلى الشيخوخة المبكرة لأن أسبابها المعروفة تتمثّل في النظام الغذائي غير السليم والذي تنقصه المواد المغذية كالفيتامينات الموجودة في الخضر والفاكهة، وأيضاً المواد المضادة للأكسدة.
وعلى صعيد الخلايا، لا تزال الأبحاث جارية لمعرفة سبب الخلل. والتوجه الحديث هو في البحث عن الأسباب المؤدية الى ذلك، ومنها الخلل في عوامل النمو المحلية. ومن أبرز العلاجات الحديثة لهذا العامل المؤدي الى الشيخوخة, استخلاص بعض المواد الموجودة في «البلاسينتا» (الخلاص الذي يحيط بالجنين) عند المرأة بعد الولادة لاستعمالها لأغراض علاجية.
«البلاسينتا» ومحاربة التجاعيد
> ما هي الحالات التي نستعين فيها بالعلاجات المستخلصة من «البلاسينتا»؟
ـ غالباً ما نستعمل هذا العلاج في الوقاية من التجاعيد المبكرة. وكما أنه علاج وقائي، فهو يعالج أيضاً بعض الحالات المتقدمة من تجاعيد البشرة في الوجه والعنق.
وقد أشارت بعض الدراسات الى المنافع الناتجة عن هذه المنتجات العلاجية إذا ما تم حقنها تحت الجلد بكميات قليلة جداً، لمعالجة الترهل المركّز في العضلات أو البقع الملونة في الجلد أو لتغطية عدم توازن البشرة الناتج عن الدوالي الصغيرة.
> بالإضافة إلى الدواء المستخلص من «البلاسينتا»، ما هي أبرز العلاجات للشيخوخة المبكرة؟
ـ إن أهمية الوسائل العلاجية الحديثة تتمثّل في التشخيص السليم لكل حالة, لأننا عند معرفة الخلل عند كل مريض، نتوصل إلى العلاج الأفضل. فإذا كانت المشكلة ناتجة من خلل في الهورمونات يعطى المريض المادة التي تنقصه ليصل الى المستوى الطبيعي من الهورمونات لكل عمر.
وهناك علاجات للتنشيط أساسها بعض الفيتامينات التي قد تكون ناقصة ومضادات الأكسدة. ولا بد من الاهتمام بالطعام، والنظام الغذائي المبني على الخضر والفاكهة والأسماك التي تحتوي على مادة «البوليفينول» المعروفة بخصائصها المنشطة والمطيلة للعمر، وبعض الزيوت مثل زيت الزيتون ومن منافعه المحافظة على الخلايا بسبب الفيتامينات الموجودة فيه. ولكن، لا بد من الاشارة الى ان تخفيض كميات الطعام، والرياضة الخفيفة المنتظمة هي من أبرز العوامل التي تساعد على المحافظة على الشباب وابعاد الشيخوخة المبكرة.
التصوير الصوتي
> ماذا عن الجانب التجميلي؟ وما هي الوسائل الحديثة المتبعة؟
ـ بعد معالجة الأسباب المؤدية إلى الشيخوخة المبكرة من الناحية الجسدية والصحة العامة، ننتقل إلى العلاجات الأساسية من ناحية الشكل. وهناك وسائل حديثة لتشخيص المشاكل الجلدية كالتصوير الصوتي الذي يعطي معلومات دقيقة عن نوعية الجلد ومكوناته ومتى يستطيع الطبيب التدخل.
وللتجاعيد، هناك الحقن بمادة «التوكسين بوتولينيك». من خصائصها شل العضلات المسؤولة عن تشنج ما يؤدي الى التجاعيد الصغيرة. وهذه الحقن يعاد استعمالها عند الضرورة مرتين أو ثلاثاً في السنة. ومن الضروري اللجوء الى الطبيب المتخصص لأخذها منعاً من مشاكل قد تصيب الشخص كشلل في العين أو هبوط الجفن.
كما نلجأ الى الحقن تحت الجلد في منطقة الوجه وأساسها «يالورونيك اسيد» الذي يلعب دوراً في استعادة الترطيب العميق للبشرة، وهذه الحقن تزيل ارتخاء الوجنتين حول منطقة الفم.وهذه الحقنة يجب تكرارها مرتين في السنة للحصول على نتيجة حسنة. واليوم، توصّل الطب الحديث الى إيجاد مواد جديدة تحقن مرة كل سنتين او ثلاث.
المأكولات المفيدة
ان ابرز المأكولات الغنية بمضادات للأكسدة، هي: بعض الأعشاب البرية كالصعتر والحبق, والشاي على أنواعه. والفاكهة كالحامض والبرتقال والدراق والموز واللوز والجوز والعنب. والخضر كالبندورة والجزر والبصل والثوم والسبانخ والملفوف. والحبوب كالحمص والعدس. ومشتقات القمح الكامل كالخبز الاسمر والبرغل والأرز الكامل والشعير, وكل ما هو غني بالالياف..وكذلك اللبن خصوصاً المصنوع بالطريقة التقليدية.
وعلى صعيد اللحوم، تبقى البيضاء اكثر افادة مثل السمك والدجاج والبط لأنها غنية بنوع من الأسيد الحمضي وهو بدوره يدفع الخلايا الى فرز مادة تحمي من السرطان.
منقول
جزاك الله كل خير
اشكرك اختي الغالية
اختيار رائع لموضوع جدا قيّم
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك
احرجتيني