التعامل مع الطفل المعوق!
د.علي رضا
إن الطفل المعوق له نفس الحاجة العميقة التي للطفل العادي.. وهي أن يكون محبوبا ومرغوبا فيه.. إنه يحتاج إلى الإحساس بالأمان ويحتاج إلى أن ينتمي للآخرين وأن يكون نشيطا مبدعا بعد أن تستوفي هذه الاحتياجات ويصبح الطفل ملما بالعالم المحيط به وهذه الاحتياجات التي يولد بها الطفل تكمن دائما في وعي الوالدين عندما يرغبان في مساعدة طفلهما على الحياة الطبيعية أيا كانت درجة العجز أو نوعه.
فما هو دور المجتمع ودور الأسرة بوجه خاص في التعامل مع الطفل المعاق ,ينبغي أن تكون العلاقة بين الوالدين يسودها المحبة والتقدير حتى يتمكنا معا من مساعدة ابنهما على النمو في جو هادئ بعيدا عن الصراعات النفعالية التي تضيف عبئا انفعاليا ونفسيا على الطفل المعوق.
ينبغي أن تكون الروابط الأسرية قوية بين أفراد الأسرة لأن تدعيم هذه الروابط سوف يضيف قوة وقدرة للأسرة ككل على تحمل أعباء الطفل المعوق.
الطفل المعوق والأطفال الآخرين بالأسرة:-
على الوالدين إتاحة الفرصة للاهتمام بالأطفال الآخرين بالأسرة سواء كانوا كبارا أو صغارا لأنهم يشعرون بحاجاتهم لذلك – اهتمام فردي أو جماعي ليس فقط اهتماما عمليا بل أيضا توفير الوقت للمرح معهم.
– يشجع الأطفال الأصحاء أن يتعاونوا في الاهتمام بالأخ المعوق وأن يشركوه معهم دون حرج.
– مساعدة الطفل المعوق كأي طفل طبيعي على مشاركة إخوته المنافسة والمشاركة أحيانا لأن هذا يخلق جوا من الحب والمشاركة وعدم الغيرة وهو الجو الطبيعي للأطفال جميعا.
– أن يكون هدف الأسرة التي بها طفل معوق أن توفر له حياة طبيعية بقدر الإمكان بما في ذلك ردعه أن يكون هدف الأسرة التي بها طفل معوق أن توفر له حياة طبيعية بقدر الإمكان بما في ذلك ردعه إذا أساء التصرف فهو في حاجة إلى تعلم أصول اللياقة والأدب تماما كالأولاد الآخرين وبهذا يمكن تجنب خطورة جعل الطفل مركزا تدور حوله حياة باقي أفراد الأسرة وفي نفس الوقت اعتماد الطفل على واحد أو أكثر من الأشخاص القريبين له في بيئته سوف يجعل التكيف الاجتماعي للطفل مع الآخرين أمرا صعبا.
الطفل المعوق وقلق الأم:-
– على الأم ألا تعزل نفسها عن المجتمع والناس والأصدقاء والجيران فإذا كان في استطاعتها أن تشرح لهم بعضا من حاجات طفلها الخاصة فسوف يظهر بعضهم الاستعداد لتقديم أي مساعدة – إن القلق في مثل هذه الظروف طبيعي ولكن ينبغي أن تشرك الآخرين معها ولا تحاول التخلص من هذا الإحساس بمفردها فالأصدقاء والعائلات والأطباء والعيادات النفسية سوف يقدمون لها كل مساعدة ممكنة من الناحية الطبيعية أو النفسية أو الاجتماعية أو التعليمية أو التأهيلية.
– على الأم أن تشرك الأسرة في مساعدة طفلها على نمو ثقته بنفسه وعلى نمو قدراته الأساسية، فالطفل المعوق يحتاج إلى مساعدة قوية وتشجيع من جميع أفراد الأسرة: الوالد والوالدة والإخوة والأخوات الأمر الذي سوف يساعد على التقدم السريع.
– على الأم أن تتذكر أن طفلها سوف يتقدم حتما إذا كان متخلفا عن الأطفال الآخرين وسوف يمكنه الوصول إلى السعادة والإحساس بالرضا بطرق غير متوقعة إذا توافرت له البيئة المتفهمة لحاجاته.
إن حاجات الطفل سوف تتغير بالنمو فينبغي دائما أن تساعده الأم على النمو الصحيح السليم والاستقلال.
وإذا كانت قلقة فلتسأل دائما المتخصصين لمعرفة ما تجهله وسوف تجد من يساعدها ويوجهها.
تحيااتي