" ليس هناك من هو أكثر شقاء وتعاسة من الطفل الغيور، فهو يشعر بأنه أخفق في الحصول على الرعاية والحماية من شخص مولع به ولعاً شديداً، لذا فهو يختزن أحزانه ويبالغ فيها حتى يشعر بأن الدنيا كلها تعمل ضدّه…".
وانفعال الغيرة ينطلق من غريزة حب الإنسان لذاته، فالطفل مثلاً ميّال لأن يكون موضع محبة ورعاية والديه، فإذا ماشاركه أحد هذه المحبة انتابه شعور بالخطر، فينطلق ليدافع بأساليب عدوانية قد تكون مؤذية.
ولعل من أهم الأسباب التي تثير غيرة الطفل هي:
ميلاد طفل جديد ينافسه محبة والديه، بعد أن كان هو المحور في هذه المحبة.
المقارنة بين قدراته وقدرات اخوته، مما يثير فيه الإحساس بالنقص والعجز وعدم الثقة "إذ ليس أشد إيذاءً من السخرية بمقدرة الطفل وموازنتها بطفل اخر".
وقد يساهم الأهل في إثارة جذوة الغيرة في نفوس أطفالهم إذا ما أظهروا محبتهم لأطفال آخرين بأسلوب فيه شئ من السخرية والتحدي.
وحتى لا تتحول الغيرة إلى حالة مرضية قد تؤدي إلى خلق عقد نفسية مؤلمة على الأهل والمربين استخدام الأساليب الحكيمة والمرنة التي تهذّب هذه الظاهرة وتردّها إلى حجمها الطبيعي:
أن نهيء الطفل لاستقبال المولود الجديد، فنصارحه بتوقع أخ له سيعيش معه الفرح والمتعة، وبذلك نخفف عليه صدمة المفاجأة.
أن نمارس العدالة في الحب والاهتمام، فلا تظهر رعاية لأحدعلى حساب حصة الاخر.
أن نحذر من الاستمتاع بغيرة الطفل الصغير، كأن نلاعب أطفالاً اخرين لاثارة غضبه وغيرته.
أن نفسح المجال أمام الطفل الغيور ليعبّر عن غيرته على نحو معقول كي ينفّس عن الكبت الذي يعتريه.
وفي الإطار المدرسي على المعلم التخفيف من نتائج الغيرة عند الطفل، فلايقصد تشجيعه على المتفوقين، ولا يبالغ في مقارنة الآخرين لهم، لأن هذا الأسلوب يثير الحقد، ويوتر العلاقات ويبعث على الفوضى.
أخيراً ، لا بدّ من القول: إن الغيرة المعقولة لا تخلو من حسنات، فهي قد تدفع إلى التحدي والتنافس، فإذا ما خرج منها الطفل منتصراً كان أقدر على تحمل المسؤولية، والصبر على مواجهة صعوبات الحياة.
د . محمد رضا فضل الله *
* باحث في الشؤون التربوية-لبنان
بنت ديره
حبيبي
كفيتي ووفيتي بموضوعك
ماشاء الله عليكي
تسلمين يا قمر
🙂
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بنت ديره
تسلميييين على الموضوع الهام
اشكرك اختي الغالية Deira
على مشاركتك القيمة
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك
تسلم ايديك والله يعطيك العافية
تحيتي لك