فالزواج هو الإطار الاجتماعي لتنظيم ممارسة الإنسان لفطرته، كما أنه الوسيلة المشروعة للإنجاب وعمارة الكون، والدين يضفي على العلاقة الزوجية الإطار الأخلاقي والقيمي والإنساني، فالعلاقة الإيمانية والأخلاقية بين الزوجين لها دورها في إيجاد الثقة والمودة التي تربط بينهما، وعلى الزوجين فهم مبادئ الدين وقيمه لكي يستطيعا أن يعيشا في سعادة وهناء وتفاهم.
وقال د. طاهر لـ الفرحة إن الإسلام ينظم علاقة الزوج بزوجته، وحقوق وواجبات كل واحد منهما تجاه الآخر، فهو يأمر المرأة بطاعة زوجها والإصغاء لأوامره وعمل ما يحب ما دام مشروعاً، وأن تحفظ مال زوجها وعرضه، كما يأمر الزوج أن يغمر زوجته بالحنان والحب والسكينة، ويحميها ويحافظ عليها وينفق عليها وعلى الأسرة، وأن يكون لها الظل الذي تستظل به والنجم الذي تهتدي به، فالأسرة التي تتمسك بمبادئ الدين وتعاليمه وقيمه أكثر تماسكاً وأكثر توافقاً وسعادة.
الوسطية والاعتدال
أما إذا كان أحد الزوجين متديناً والآخر أقل تديناً، فيرى د.طاهر أن التدين المقصود هو الوسطية والاعتدال فالله تعالى يقول: وكذلك جعلناكم أمة وسطاً.
فإذا كان أحد الزوجين أكثر علماً من الآخر بالفقه، فهذا يدعوه إلى أن يأخذ بيده، ويلتمس له العذر ويصبر عليه وييسر له السبل للفهم، وأن يكون هناك منطقة متوسطة يلتقيان فيها، كأن تستمع الزوجة لرأي الزوج، وتحاول أن تعمل به، وكذلك على الزوج أن يتفهم طبيعة زوجته وأن يرضيها ويصلح من شأنها، ويوجهها بالحسنى، وأن يكون للحوار موضع في حياتهما وللإقناع مجال.
الرجال قوامون … بالحق
وعن الفهم الخاطئ للدين لدى بعض الأزواج يرى أن هناك قلة من الرجال يفهمون الدين بشكل غير صحيح، ويستغلون بعض الأحكام لصالحهم، كالقوامة التي يجعل منها البعض غطاء لكل سلبياته وممارساته الخاطئة وغير المسؤولة، وهذا ليس من الدين في شيء والدين منها بريء، خاصة إذا كان في تصرفات الرجل ما يسيء للمرأة أو يجرح مشاعرها، أو يهضم حقوقها أو يسيء للأسرة بصفة عامة، فإساءة استخدام القوامة تخلق مشاكل نفسية واجتماعية في الأسرة.
الإعجاب المتبادل
وعن الخلافات وفتور العلاقة الزوجية حتى بين المتدينين يقول: إن ذلك يكمن في عدم وجود الإعجاب المتبادل والاستحسان، فيختل التفاعل الزوجي ويذهب الأمن والسكينة، ويقل الاحترام المتبادل بين الزوجين، فقد يخطئ الزوج الذي لا يميل إلى المداعبة والملاطفة، لأن ذلك يباعد بينه وبين زوجته نفسياً، فتفتر العلاقة الزوجية والعواطف وتختل، كذلك تخطئ الزوجة التي تستحي من زوجها فلا تحدثه عن شوقها إليه وحبها له وأنسها بوجوده، بل إن التواصل بين الزوجين لا يقتصر على الكلام بل يشمل تعبيرات الوجه وحركات الجسم والتقاء العيون، فقد يقرأ الزوج عبارات الشوق والرضى في عيون زوجته مما يشجعه على التقرب منها، وقد تحمل ابتسامات الزوج دلالات الحب إلى زوجته مما يشجعها على التقارب.. والتزين لا يقل أهمية لأنه يحمل عبارات التقدير والشوق والمحبة من كل من الزوجين للآخر.
واستطرد قائلاً: هناك فهم خاطئ لدى البعض من يرى في الدين عائقاً عن الوصول للسعادة الزوجية، وخاصة على صعيد العلاقة الجنسية، والحقيقة غير ذلك، حيث إن الدين يحث على كل ما من شأنه أن يعزز الروابط والعلاقات العاطفية والودية بين الزوجين، فالعلاقة الفطرية التلقائية مسموح بها..
وعن الشجار بين الأزواج يقول د. طاهر إن الشيطان قد يكون وراء كل شجار، يقول الله تعالى: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله.
وهذا يؤكد أن الشيطان موجود بل حتى في فراش الزوجية حين يلح أحياناً على الزوجين بممارسة علاقتهما الزوجية بما لا يرضى الله، ولذلك يستحب قراءة بعض الأحاديث الشريفة أو الآيات القرآنية قبل النوم، والشيطان أيضاً يزين الثغرات للمرأة ويظهرها بصورة المقهورة المظلومة ويقوي عندها إحساس العناد والتحدي، وقد يوسوس لها أن زوجها يهملها ولا يقدر صفاتها وجمالها ومواهبها ويجسم لها أخطاء الزوج وهفواته.
ويؤكد د. طاهر أن الشيء الأخطر من كل هذا وذاك هو البيئة المحيطة بالزوجة والوسط الذي تعيش فيه، فإما أن يمتص غضبها ويحذرها من مغبة التمادي في أفكارها ووساوسها، وإما أن يزين لها تمردها ونشوزها، ويؤكد تجاهل الزوج لها وضرورة معاقبته بالمثل، ويبدأ الصراع الداخلي والنفسي في هذه المرأة يأخذ أبعاده حتى النهاية، فإما أن تنتصر الأمومة والأخلاق والفضائل والقيم، وإما أن ينتصر الشيطان، وهذا يعكس التضحية والتحدي الذي تعيشه حتى تخرج منه منتصرة لبيتها وزوجها وأطفالها ودينها.
الألفة تتخطى المصاعب
وفي حال اختلاف ديانة الزوجين أو اختلاف مذهبهما، يرى الدكتور طاهر أن العلاقة بينهما ستكون صعبة وخاصة من الناحية العقائدية التي يكون قد فطر كل منهما عليها منذ صغره، مما يعني صعوبة تبديلها والأخذ بغيرها، وعلى الشباب الاحتياط من هذه الناحية وهم بصدد اختيار الشريك الآخر، ولكن إذا حدث الزواج فالألفة والمحبة بين الزوجين ستساعدهما في اجتياز الكثير من العقبات العقائدية التي قد تصادفهما، وخاصة إذا كان لحياتهما الزوجية خصوصيتها التي تساعدهما على تجاوز الصعوبات والتغلب عليها، وأضاف: قد تشهر الزوجة إسلامها إرضاءً للزوج، وفي هذه الحالة لا يكفي إشهار الإسلام شفهياً، لأن الدين هو الاقتناع الذي يصدقه العمل، فلابد من صدق النية وإخلاص العمل، والإيمان نابع من القلب لأن إتباع المرأة لدين زوجها من باب المجاملة أو المسايرة، سرعان ما ينكشف وهنا يأتي دور الزوج في أن يساعد زوجته في التعمق في فهم الدين وحثها على العمل به.
ومن المشاكل النفسية التي تظهر بسبب الفهم الخاطئ لأحد الزوجين أو كليهما للدين وللعلاقة الزوجية، سوء فهم الزوجة للمساواة، إذ إنها قد تعتقد خطأ أن الإسلام كفل لها حرية الخروج والدخول في أي وقت وإلى أي مكان مثل الرجل دون ضوابط شرعية، وهناك أيضاً حق العمل الذي كفله الإسلام لأفراده ويساء فهمه أحياناً، فعمل الزوجة يجب أن يتناسب وطبيعتها من جهة وأنوثتها من جهة ثانية، ودورها في المجتمع من جهة ثالثة.
مجلة الفرحة
العدد (16) يناير 1998 ـ ص: 36
وفعلا التدين … هو الحل الناجع للكثير من مشكلات الحياة الزوجية فديننا حدد حقوق وواجبات كل من الزوج والزوجة … ولو التزمنا بها لعمرت البيوت حبا وسعادة ….
اللهم انر بنور وجهك الكريم بيوت المسلمين بنور حبك وطاعتك ….
ياارحم الراحمين …. آمين
جزاك الله خير على هذا الموضوع……….
اختي الكريمة
فعلا كلامك صحيح واتمنى ان كل البنات يعتبروا منه عند اختيارهم لازواجهم
وتحياتي لشخصك الكريم
تسلمييييين