يقول أبو عامر: يحدث أحياناً أن تمتنع الزوجة ولكن في حدود معينة كالدلال ولكن لو ازدادت المرات أو طالت فترة النفور أو الهجر، فهذا ما لا نصبر عليه، ولو حدث معي موقف مثل هذا سأحاول معرفة السبب وسأراجع تصرفاتي معها.
أما فاروق يوسف، يقول: إن هجرت الزوجة زوجها فلابد أن هناك سبباً قوياً يدفعها إلى ذلك، ومن خلال الحوار تتضح الأمور، وقد يكون السبب طبياً أو نفسياً.
ويعلق محمد يعقوب، على الموضوع: لو خمدت مشاعر زوجتي سأنتظر حتى تزول الحالة ولن تظل هاجرة طوال الوقت، حتماً ستتغير وستكون ايجابية معي.
خطأ كبير
ويقول راشد العوضي: نسمع أحياناً عن زوجات يمنعن أزواجهن الحق الشرعي، وهذا خطأ كبير والدين لا يقر ذلك، حتى لو كانت غاضبة من زوجها فإنها بهجرها إياه تعالج الخطأ بخطأٍ أكبر، والأولى أن تصارح زوجها بما يضايقها منه لكي يقوم من سلوكه.
ويعرف سعود الكعبي، عدة حالات لشباب تزوجوا، ولم ينجحوا مع زوجاتهم، ويقول: ربما لافتقاد الزيجات عنصر الحب، وربما تزوجت الفتاة رغماً عنها وبالتالي لا ترى زوجها فارس أحلامها.
حالات هجر يعالجها «التوجيه الأسري»
تروي وداد لوتاه، الموجهة الأسرية في قسم التوجيه والإصلاح الأسري في محاكم دبي، بعض النماذج التي ترد إليهم، وتقول: جاءنا رجل يشكو من عدم طاعة زوجته لأوامره، وعندما سألتها عن السبب قالت: زوجي غير طبيعي، فهو يبالغ في طلب حقه الشرعي يومياً وأنا ضعيفة. وتضيف وداد: بأن علاج الزوج كان بأن يبتعد عن المؤثرات والمثيرات، واقترحت عليه أن يشغل نفسه بعمل إضافي أو بالرياضة، والحمد لله نجحت في العلاج.
سيدة أعمال
لا تهتم بزوجها
وتذكر وداد حالة ثانية جاءتهم في التوجيه الأسري، وكانت لسيدة أعمال، تترك زوجها وحيداً وتتعلل بأنها مرهقة، ومشغولة بتدريس الأولاد: عندما سألتها عن سر تمنعها عن زوجها، أجابت، بأنه أمر عادي، وعليه أن يساعدني، ولا يفكر في هذه الرغبة التافهة.
وتضيف وداد: اشتمل علاجها على تعريفها أولاً بأن الامتناع عن الزوج هو نشوز، وأن نجاحها في الأعمال، لا يعفيها من مسؤولياتها الزوجية.
< حتى لو كانت الزوجة متعبة؟
عليها أن تقنعه بأنها متعبة، فإن اقتنع فذاك، وإلا فلتطعه، أما لو كان التعب يحول دون العلاقة الزوجية فلتخبره بأنها تحتاج معالجة نسائية من قبل الطبيبة، وما دامت عاجزة عن تلبية رغباته فإن الله مطلع عليها وعلى الزوج أن يعذرها.
< ما الحد الأدنى الذي لو رفضته الزوجة كانت آثمة؟
ليس من حقها أن ترفض، بل عليها أن تطيع زوجها كلما طلبها، ومهما كانت مشغولة فالزوجة الممتنعة عن زوجها ليست معذورة ولا تنشغل عنه بشيء إلا بطاعة الله وفي الفرائض. وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه». متفق عليه، وهذا لفظ البخاري، فإن ضاق الوقت على أداء الصلاة مثلاً فلتقدم فريضة الله، ولو كان في الوقت متسع فلتطعه ولتؤد الصلاة قبل أن ينتهي وقتها.
< ماذا لو كانت الزوجة غير راغبة؟
الرغبة أو المزاج لا يعتد بهما في الشرع، فأحد أغراض الزواج أن يعف كل من الزوجين الآخر عن الحرام وعليها أن تعفه وتعف نفسها، وعليها أن تعطيه حقه حتى لا يشذ وينحرف فتكون هي السبب في ذلك.
< ولو طلبته فامتنع لسبب ما، هل تلعنه الملائكة لأنه منعها حقها في العفاف؟
هو مطالب بإحصانها في حدود طاقته وإمكاناته. أما لو كان هجره لها وامتناعه عنها بقصد الإضرار فإنه آثم ولا شك.
< إن تكرر هجر الزوجة زوجها، ماذا يفعل الرجل، في حدود الشرع؟
يهجرها، يضربها ضرباً غير مبرح، فإن لم تستجب يجوز له أن يمنع عنها النفقة باعتبارها ناشزاً، ولا تؤدي حقه في الفراش، وهذا الإجراء “منع النفقة” لا يتطلب حكماً من القاضي.
< هل يجوز للرجل أن يتزوج عليها لو ظلت ممتنعة؟
حتى لو لم تهجر وكانت ملبية لرغبات زوجها وقتما طلبها، فمن حقه أن يعدد، وهذا الحق ليس مرهوناً بطاعة الزوجة لزوجها، بل مشروط بالقدرة على تحمل المسؤولية وبالعدل بين الزوجات.
الرأي الاجتماعي
يصبر ويثني عليها!
تقول وداد لوتاه، الموجهة في قسم التوجيه والإصلاح الأسري، محاكم دبي: لا أنصح بتحويل مثل هذه الحالات إلى الطب النفسي كي لا تتوهم المرأة أنها مصابة بالاكتئاب، أو بمرض نفسي آخر، والاستشارة الأسرية تكفي حيث نقترح على الزوجين إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة الزوجية والاهتمام بالأشياء الرومانسية، وننصح الزوجة أولاً بأن تهتم بأناقتها وزينتها داخل البيت، وأن تتهيأ نفسياً لاستقبال. بالمقابل، ننصح الزوج بالصبر على زوجته، وباصطحابها إلى طبيبة نسائية لإجراء فحوصات، فلربما كانت تعاني من مشكلة، وعلى الزوج أيضاً أن يراعي مشاعرها وعاطفتها تجاهه وذلك بالثناء على جمالها، وليؤكد لها أنها أميرته وليست هناك امرأة في الكون تشبهها.
الرأي الديني
هي ناشز لو امتنعت عنه ليوم واحد!
يقول الدكتور أحمد الحداد، رئيس قسم الفتوى بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي: إذا هجرت الزوجة فراش زوجها ونامت في فراش آخر كانت ناشزاً، كذلك الحال لو نامت في فراش الزوجية، وهجرت زوجها وامتنعت, فهي ناشز وآثمة، وتظل في سخط الله وغضبه حتى يرضى عنها زوجها، وقد ورد في الحديث الصحيح “أيما امرأة باتت وزوجها غضبان عليها بات الذي في السماء يلعنها حتى يرضى عنها زوجها”.
فتوى لابن عثيمين: يجوز لها أن تعاقبه
في شرحه لكتاب رياض الصالحين، باب حق الزوج على المرأة، قال العلامة الراحل ابن عثيمين:
ذكر المؤلف، رحمه الله، فيما نقله حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت عليه، لعنتها الملائكة حتى تصبح».
ولعن الملائكة يعني أنها تدعو على هذه المرأة باللعنة، واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله، فإذا دعاها إلى فراشه ليستمتع بها بما أذن الله له فيه فأبت أن تجيء، فإنها تلعنها الملائكة والعياذ بالله، أي تدعو عليها باللعنة إلى أن تصبح.
اللفظ الثاني: في رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها». أي أنها إذا هجرت فراش زوجها، فإن الله تعالى يغضب عليها حتى يرضى عنها الزوج، وهذا أشد من الأول، لأن الله سبحانه وتعالى إذا سخط، فإن سخطه أعظم من لعنة الإنسان، نسأل الله العافية.
وأيضاً قال في الحديث: «إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها» أي الزوج، وهناك قال: «حتى تصبح»، أما هنا فعلّقه برضى الزوج، وهذا قد يكون أقل، وقد يكون أكثر.. يعني: ربما يرضى الزوج عنها قبل طلوع الفجر، وربما لا يرضى إلا بعد يوم أو يومين، المهم ما دام الزوج ساخطاً عليها فالله عز وجل ساخط عليها.
وفي هذا دليل على عظم حق الزوج على زوجته، ولكن هذا في حق الزوج القائم بحق الزوجة، أما إذا نشز ولم يقم بحقها، فلها الحق أن تقتص منه وألا تعطيه حقه كاملاً، لقول الله تعالى:
(فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) البقرة: 194 ولقوله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) النحل: 126.
لكن إذا كان الزوج مستقيماً قائماً بحقها فنشزت هي ومنعته حقه، فهذا جزاؤها إذا دعاها إلى فراشه فأبت أن تأتي.
والحاصل أن هذه الألفاظ التي وردت في هذا الحديث هي مطلقة، لكنها مقيدة بكونه قائماً بحقها، أما إذا لم يقم بحقها فلها أن تقتص منه وأن تمنعه من حقه مثل ما منعها من حقها، لقوله تعالى: (فمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) وقوله: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ).
رأي الطب النفسي: امتناعها.. قلق واكتئاب وإحباط!
يقول د. محفوظ الجومرد، اختصاصي الطب النفسي: الأكثر شيوعاً في هجر الزوجات أو امتناعهن عن المعاشرة تشخص الحالة على أنها قلق واكتئاب، أو أفكار قهرية تسلطية.
وقد تكره المرأة الزواج دون سبب ظاهر، وقد تغار الزوجة على زوجها بدرجة كبيرة تؤدي إلى إصابتها بالبرود، وقد تكره زوجها لأن أهله يتدخلون في شؤونهما فتنفر منه، ولو طال أمد الهجر والتمنع فلا بد من مراجعة الطبيب حتى لا يتحول البرود من مؤقت إلى دائم.
عش الزوجية أيضاً له تأثير كبير، فالمسكن غير الفسيح أو المشترك في بيت العائلة، أو ملاحظة الأولاد لما يدور بين الأبوين من خصوصيات، أو تعرض الزوج لأزمة مالية أو لمشكلة في العمل، أو فقد عزيز، أو ولادة طفل.. كل ذلك يؤثر سلباً في حالة الزوجة النفسية ويجعلها مبتعدة، في المقابل، يتحمل الزوج مسؤولية كبيرة في إحياء مشاعر زوجته أو وأدها.
الرأي الطبي:
هناك أسباب عضوية ونفسية
تشير الدكتورة سامية سعفان، اختصاصية أمراض النساء والتوليد، إلى أن هناك أسباباً عضوية تجعل الزوجة نافرة من زوجها، وأسباباً أخرى نفسية وهي الأكثر شيوعاً. فقد الرغبة أو الرفض، قد يكون أولياً، وقد يكون ثانوياً، ويتم تشخيص الحالة الأولى منذ الليلة الأولى للزفاف، وهي حالة لا شعورية تمنع الزوج من الاقتراب من زوجته، نتيجة أفكار خاطئة وفكرة مسبقة لديها. أما فقدان الحماسة الثانوي فيصيب الزوجين بعد فترة من الزواج، وربما بعد 10 سنوات، وهناك علاج لكل حالة.
منقووول
وتسلمين احتي على الموضوع
حياج الله