"خلطة العروس، خلطة التبييض المبهرة، وداعاً للبشرة الداكنة والبقع غير المرغوبة، أعشاب لبشرة الأطفال، ولا لحبّ الشباب بعد اليوم" ، شعارات كثيرة لا حد لها، تزداد إغراء وإيضاحا و"خصوصية"، لدرجة لم نعد قادرين على كتابة نصوصها هنا، اجتهد كاتبوها وتفننوا لاستمالة قلوب اولئك الذين لم تعد بشرتهم او اجسامهم تناسبهم او على الاقل ترضيهم.
اللعب على الوتر الحساس للأشخاص الذين عبثت العولمة بتفكيرهم و"الاعلام" ايضا، والذي جعل حلم الجميع هو الكمال والوصول الى ملامح وأشكال المشاهير التي يرون فيها الكمال وقمة الجمال، فاضطروا إلى اللجوء الى وسائل تمكنهم من الوصول الى ذلك الكمال، عبر اقل الوسائل تكلفة، في ظل ارتفاع اسعار عمليات التجميل والتغيير
البدائل "الاقل تكلفة" يصح اطلاق وصف "الارخص" عليها، نظرا لما تخلفه من عواقب وآثار جانبية وحروق وندوب، كونها لا تأتي من المتخصصين او الاطباء انفسهم، بل عبر تجار او بالأحرى "تاجرات" ، استفدن من حاجة الآخرين للتجمل والظهور بالشكل الانسب، وكثرة الطلب على هذه الصناعة التي يقدر الوارد من موادها في دبي فقط بـ4.5 مليارات درهم العام الماضي، فيما توقع تحليل لغرفة تجارة وصناعة دبي أن يصل حجم الانفاق على مستحضرات التجميل والعطور في الامارات الى 1.2 مليار درهم بحلول عام 2024.
وحول هذا الموضوع قال المهندس رضا سلمان مدير إدارة الصحة والسلامة العامة في بلدية دبي، إن البلدية تحكم رقابتها على مستحضرات التجميل المباعة في السوق فقط أو تلك التي تدخل الى الإمارة، مشيرا الى ان البلدية لا توجد لديها آلية للرقابة على بيع تلك المواد عبر أجهزة البلاك بيري لصعوبة الامر، كما انها لا تملك السلطة لرقابة تلك الاجهزة حيث إن هذا الأمر من اختصاص الشرطة لا البلدية، جاء ذلك في إطار التحقيق الذي أجرته البيان حول عمليات الدعاية والاعلان التي تتم لمستحضرات ومنتجات تجميل مجهولة المصدر والآثار عبر أجهزة "البلاك بيري".
وطالب الجمهور بضرورة إبلاغ البلدية عن أي تاجر من هؤلاء التجار الذين انتشروا بسرعة كبيرة وباتوا يروجون لمنتجات مختلفة غير معروفة المصدر أو المكونات، حيث بمجرد البلاغ يمكن للبلدية تسجيل ذلك رسميا بمثابة شكوى ثم يتم تحويلها للشرطة وبالتعاون بين الطرفين يتم العثور على هؤلاء التجار والتعرف عليهم ووضع حد لما يقومون به، تماما كما حدث مع ابر الشوكولاته وهي حقن طبية كان احد الاشخاص يقوم بتعبئتها الشوكولاته ثم بيعها عبر اجهزة البلاك بيري، ولم يكن بإمكان البلدية التعرف على الموضوع او تسجيل شكوى الا عن طريق البلاغ، او على الاقل "التبليغ" أي احاطة البلدية بالعلم حول ما يتم بيعه من منتجات وإعطائها طرف خيط يمكنها من خلاله المتابعة.
وأشار إلى أن الوسائل كثيرة ومتعددة أمام الجمهور، حيث يمكنهم الابلاغ على مركز الطوارئ التابع للبلدية والذي يعمل على مدار الساعة لتسجيل البلاغات على الرقم 800900 او عن طريق الموقع الالكتروني الخاص بالدائرة، موضحا ان تعاون الجمهور مطلوب في هذا المجال كون البلدية غير قادرة على رقابة التجار عبر اجهزة البلاك بيري كونه أمر صعب للغاية.
بائعو الوهم
كما زاد الطلب على المنتجات المقاومة للشيخوخة في الاعوام القليلة الماضية ويتوقع "طبقا لنفس التحليل" استمرار هذا التوجه، مع وجود احتمال لنمو هذه المنتجات خاصة مع دخول شرائح جديدة في السوق تستهدفها هذه المنتجات ومنها الذكور، حيث ظهرت في الاعوام القليلة الماضية منتجات متخصصة للرجال فقط، ويعتبر هذا المجال قابلا للنمو في الامارات نظرا لكون ثلاثة ارباع السكان في الدولة من الذكور وكون تلك المنتجات معروفة ومسجلة وخاضعة للرقابة أمراً لا يعد مشكلة على الاطلاق، هو يشير فقط الى توجه الناس نحو الاهتمام بالشباب ومحاربة الشيخوخة والحفاظ على المظهر الجميل، ومحاولة الوصول الى افضل معايير الجمال كل من وجهة نظره.
الهواتف الذكية مجال حيوي
الأمر اللافت، هو وجود مستحضرات للتجميل والعناية بالبشرة "كما يطلق عليها"، ولتغيير الشكل، غير مسجلة او معروفة الهوية، تباع عبر اجهزة الهواتف الذكية بشكل خاص ومكثف ايضا، تخصصت فيه بعض الفتيات بشكل لافت، يقمن بتوزيع ارقام الرمز الخاص بجهاز البلاك بيري او "البن كود" كما يطلق عليه، ويطلبن في اعلاناتهن ان تتم اضافتهن "أي التواصل معهن عبر هذه الاجهزة الاخرى" من قبل النساء فقط، معللين ذلك بخصوصية ما يبيعون من منتجات، منها لتبييض الوجه والابطين والاماكن الحساسة، الى تبييض الوجه والتخلص من حب الشباب وآثاره، او من البقع الداكنة الناتجة عن الحمل او الكلف او غيرها من مشكلات البشرة.
قالت منيرة عبدالله، ربة منزل، إنها تلقت من صديقاتها اعلانا عبر جهازها النقل تعلن فيه احدى السيدات عن بيعها تلك المستحضرات واستعدادها التام لتوصيلها للمنازل في أي إمارة، مشيرة الى انها بمجرد اضافتها لتلك التاجرة على جهازها الخاص، شاهدت المعروض لدى تلك التاجرة التي تحمل اسما مستعارا "تحتفظ البيان بعدد من الاسماء وارقام الهواتف التي تقوم ببيع وترويج تلك البضائع".
وأضافت: (لا أعرف رقم هاتف هذه التاجرة ولا اسمها الحقيقي، تماما كأغلب البائعات على البلاك بيري، اسماء مستعارة او "أم فلان" ، سألتها عن كريم تبييض الابطين، فمدحته لي كثيرا وقالت إنه مجرب وانها خلطة من الاعشاب لا تحتوي على أي نوع من الكيميائيات، وكان سعر العلبة الصغيرة بحجم فنجان القهوة 350 درهما والعلبة الاكبر 500 درهم، والتوصيل مجانا الى بيتي، فطلبت العلبة الكبيرة كي تكفيني شهرا كما اكدت لي البائعة.
وعندما تسلمت الخلطة كانت عبارة عن دهان ابيض في علبة لا تحتوي على اسم او مكونات او أي شيء، تماما كالعلب الصغيرة التي نشتريها من السوق لنحفظ بها بعض المأكولات او البهارات، فاستخدمت المرهم كونها اكدت لي انه مجرب، لكن وللأسف في اليوم الاول اصاب جلدي بالاحمرار، فظننت انه رد فعل طبيعي لأن الدواء بدأ مفعوله، لكن مع اليوم الثاني كان الألم في جلدي لا يطاق، ما اضطرني إلى الذهاب الى الطبيب الذي اكد لي ان جلدي اصيب بنوع من الحروق، وان الاثار تحتاج الى وقت كي تزول).
واكدت انها عندما راجعت التاجرة التي اشترت منها العبوة، واخبرتها بما اصابها، أبدت الثانية استغرابها كون احد لم يشتكِ من قبل من مثل تلك الآثار وان المواد المصنعة طبيعية ولا تؤدي لمثل هذا الضرر، وانها هي من استخدمت المرهم بشكل خاطئ، الى ان فوجئت بأن تلك التاجرة مسحت اسمها من قائمة الاتصال ولم تعد تستطيع التواصل معها.
مخاطر صحية
من جهتها، قالت ام حميد، انها هي ايضا تاجرة لكنها تبيع بعض الاواني والأدوات المنزلية التي لا تدخل في نطاق الصحة العامة، لكن كونها تاجرة، فهذا جعلها تتعرف على الكثير من التاجرات الموجودات معها على البلاك بيري، وتقول: "أفاجأ بكمية الاعلانات التي تصلني حول مستحضرات التجميل وتخفيف الوزن، والخلطات التي دائما ما يرفقون معها وصف "سحرية" حيث إنها وللأسف تعمل مفعول السحر لدى الفتيات اللاتي يصدقن الاعلانات ويجرين وراء تلك المواد التي لا نعلم من أين تأتي لها تلك التاجرات، او كيف تم خلطها، فأغلب الصور التي يرفقنها مع الاعلان هي صور لمواد دون اسم او توصيف او اي تفاصيل اخرى، كما ان حبوب تخسيس الوزن ايضا نراها في اكياس او علب وهي عبارة عن كبسولات لا تحمل اسما او محتويات، فكيف لهذا الجيل المتعلم ان ينجر وراء مثل تلك الامور التي تهدد الصحة وتؤثر عليها بشكل مباشر!"
الدكتورة رغد القيسي، اخصائية طب تجميلي وليزر، رأينا في عيادتها عددا من الحالات التي تعالجها من حروق تسببت بها تلك المستحضرات مجهولة الهوية، والتي تباع خارج الاماكن المعتمدة كالصيدليات او العيادات او المستشفيات او غيرها، حيث أشارت الى أنها بدأت بعلاج عروس كانت قد اشترت خلطة لتبييض الاماكن الحساسة فأصيبت بحروق من الدرجة الثانية، ثم لجأت إليها لأنها طبيبة تجميل كي تعمل على ازالة تلك الاثار قبل حفل زفافها، الا ان الحروق من الصعب ازالة اثارها كليا كونها من الدرجة الثانية.
وقالت: (تردني دائما اتصالات من مرضاي الذين يثقون برأيي فيسألوني ان كنت اوافقهم الرأي على شراء دواء معين من هؤلاء التجار على البلاك بيري، لكني دائما ما اردد على مسامعهم واسألهم ان يحكموا العقل، فهل تحتوي تلك المراهم او الادوية على وصفات وتتضمن شرحا تفصيليا للمكونات، وهل هي ادوية مستوردة من الخارج ومعتمدة من وزارة الصحة ام لا، فإذا كانت معتمدة فلماذا لا تباع الا عن طريق هؤلاء ولا نراها في الاماكن المخصصة لها، اذاً فالأمر مريب، لذلك دائما ما أنصحهم بالابتعاد عن كل ما هو غير موثوق او من غير مصدره الصحيح).
ضد العلم
قالت الدكتورة رغد القيسي: (ما أثار الدهشة بالفعل هو نوع من الادوية المنتشرة وهي "تحاميل" تبلغ قيمة الواحدة منها 1000 درهم، يدعي بائعوها ومروجوها ان نتائجها مضمونة في تكبير المؤخرة)، حيث أكدت الدكتورة القيسي ان ذلك غير ممكن علميا بل ومستحيل من الناحيتين الطبية والعلمية، ولا توجد ادوية بامكانها نفخ مكان ما او تكبيره، داعية المستهلكين الى التوقف عن الانجرار وراء تلك الدعايات الخادعة والانتباه لصحتهم بشكل أكبر كونها تعد خطراً حقيقياً عليهم، إذ من غير المعروف محتوياتها الحقيقية ولا آثارها على الجسم.
الحروق الجلدية إحدى نتائج استخدام مستحضرات التجميل المزيفة
أشارت الدكتورة رغد القيسي الى ان الحالات المصابة من جراء مثل تلك المنتجات والتي تتردد على العيادة، اغلبها حروق في الاماكن الحساسة كالإبطين، وتحت الصدر، ومنطقة الفخذين والوجه، وخاصة ما يتم استخدامه للتبييض او ازالة حب الشباب، واضافت: "واجهت احدى الحالات التي استخدم فيها احد المرضى خلطة تباع على البلاك بيري لا يعلم مكوناتها، كان وجهه محمرا ومنتفخا بالكامل وبالطبع تعرض لحرق، فيما بقي حب الشباب في وجهه بل زادت حالته سوءا، وعندما طلبت منه رؤية الدواء الذي استخدمه تفاجأت بعلبة بلاستيكية لا تحوي أي معلومات عن محتواها، كما أني لا اعلم طبيعة المواد الموجودة بداخلها".
وأكدت أن الدهانات الموضعية قد تشكل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان نظرا للحروق الناتجة عنها والتي غالبا ما تظل آثارها وفي معظم الاحيان تصل الحروق الى مرحلة لا يمكن معها إعادة تجميل الجلد وإخفاء آثار الحروق، مشيرة الى ان هناك انواعا اخرى من الادوية تباع ايضا اكتشفتها عن طريق الصدفة من خلال مرضاها والمترددين عليها، ومنها حبوب "التخسيس" كما يطلق عليها او الخاصة بتخفيف الوزن.
واضافت: "تلك الحبوب تشكل خطرا بالغا على الصحة، فلا يعلم مستخدموها حقيقة مكوناتها كونها تأتي ايضا في اظرف لا تحمل تفاصيل المكونات، او علب بنفس الوضع، أي لا يعلم مستخدموها حقيقتها، ويعتمدون فقط على الضمانات التي يؤكدها البائع لهم من خلال الاعلان واللعب بالكلمات".
وبينت أن حبوب تخسيس الوزن عادة ما تسبب سرعة في دقات القلب وخفقان قد لا يتحمله كل شخص بالمقدار نفسه، فقد تتسبب بأخطار جسيمة على من لديهم تاريخ مع السكر او الضغط او امراض القلب، وقد تؤدي الى اخطار حقيقية حتى مع من لا يعانون من تلك الامراض، اذ ان اغلب تلك الادوية يتم اضافة الهرمونات لها لزيادة العمليات الايضية او عملية حرق الدهون، وبالتالي تعمل تلك الادوية على التسبب بخلل في الهرمونات كون كل هرمون في الجسم مرتبط بالآخر، وبمجرد حدوث خلل في أحدها فإن الهرمونات الاخرى لابد أن تتأثر.
واضافت: "ما نسمع عنه اليوم من كثرة الموت المفاجئ غير معروف الاسباب نسبة كبيرة منه تعود لاستخدام ادوية تسبب اضرارا بالصحة وبالتالي تتسبب بالموت، منها تلك الخاصة بتخفيف الوزن، او المتعلقة بالهرمونات التي يستخدمها الشباب لنفخ اجسامهم وعضلاتهم".
منقول من جريدة البيان
من جد دايم تشوفون الوحدة تشتري أي شي بهدف ان تكون طلتها طلة مشاهير
و هذا شي غلط
مشكورة ع التحذير
اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفوا عنا..
انشاءالله الفائدة تعم الجميع
الله يجعلة بميزان حسناتج
سلامي
وفعلا لو أى من هذه الأدوية صالح لكان يباع فى الصيدليات وبترخيص من الصحة
حتى إنى عرفت من طبيبة فى العائلة إن لصقات تنظيف الجسم والتى تثبت على باطن القدم وتغمق بعد مرور الوقت
ما هى إلا عشبة يسود لونها بفعل الحرارة وفى بعض الحالات سببت قرحات بالجلد
ربنا يحفظنا ويكفينا شرهم
الله يهديهم و يهدينا جميعا يارب
مشكورات خواتي على تفاعلكم لموضوعي