هذا المكان إلى عصور ولّت تمتاز بعراقة البناء،
حتى يخال الزائر أنه يسبح في كتاب تاريخ قديم!
يناهز عمر هذا المنزل الأثري 160 سنة، وقد شهد ترميماً في العام 1982، بدون المساس بجوهره الذي يجسّده عقد الحجارة! وهو يتألف من سبع غرف للنوم وثلاثة صالونات، بالإضافة إلى بهو (ديوان خانا) مقتبس عن الصالونات التركية. وفي طابقه الأرضي، يلاحظ الزائر تسعة أقبية من العقد تمتدّ على مساحة 444 متراً مربعاً. وتحيط بهذه الدار أبنية قديمة تتّكئ على بعضها البعض، فيما الطرق التي تقود إليه اقتطعت من مساحة حدائقه التي تشهد أشجارها المعمّرة على قدمه! واللافت أن الأحجار التي بني بها هذا المنزل كانت تستقدم على ظهور الجمال، أيّام الجد من المقالع الجردية، وقد عمدت العائلة عند ترميمه إلى إيداع الطلاء الأزرق اللون على أبوابه ونوافذه!
خطّ العمارة القديمة
تزدان الجدران بلوحات قديمة وصور بالأبيض والأسود للعائلة، ويكثر وجود السيوف الأثرية عليها.وتعلو الأسقف رسومات حافظت على رونقها، وقاومت الرطوبة. ففي الدار أو صالون الإستقبال الرئيسي، ثمة لوحة مرتسمة على السقف الشاهق العلوّ، تجعل نظرنا معلّقاً بينها وبين النوافذ المميّزة بتصميمها، ليرتسم لنا خط العمارة القديمة بخطوطه الواضحة والدقيقة!
مفروشات كلاسيكية
تحتلّ المفروشات الكلاسيكية المكان الذي يمتاز بوجود القناطر والزجاج الملوّن، وتنيره المصابيح الشامية، ليتسلّل إلى زائره شعور وكأنه يطالع أحد صفحات كتب التاريخ، نظراً إلى الكمّ من الاكسسوارات القديمة! ولعل ما يلفته هو وجود وكالات خطّية موضوعة داخل إطارات، يفيده السؤال عنها، بأنه ولفرط ثقة أهل هذه القرية بالجد الراحل الشيخ يوسف اغناطيوس فرنجيّة، كانوا يعهدون إليه بأرزاقهم وممتلكاتهم عندما يهاجرون، ليعيدها إليهم، عندما يرغبون بذلك!
عقد من الحجر
يكثر وجود الأسرّة القديمة، لا سيّما سرير الطفل الخشبي في زوايا الأقبية التي تتغنّى بعقد من الحجر، فضلاً عن صناديق قديمة كانت تستخدم لحفظ جهاز العروس، وأوانٍ من النحاس و«كونسولات» خشبية محفورة تبيّن دقة أعمال الموبيليا.
منقول من مجلة سيدتي
دمتي بود
دموع