موقف غرست من خلاله فى قلب ولدها الرغبة فى نيل البر فعندما تقدم له أمه الإفطار يدور بينهما الحوار التالى :
(الإبن) : ما شاء الله كم أحب اللحم مطهوا بهذه الطريقة طريقتك الخاصة يا أمى .
(الأم) : هل تحبه ؟ .
(الإبن) : نعم باسم الله .
(الأم) : لحظة يا بنى هذا ليس طعامنا سنتصدق به .
(الإبن) : أوليس لدينا طعام غيره نتصدق به يا أماه ؟ .
(الأم) : بل لدينا الكثير بفضل الله لكننا نحب هذا الطعام بعينه أكثر من غيره وتشتهيه أنفسنا الآن وهو أمامنا لذا سنتصدق به فإذا حرمنا منه ذقنا الحرمان الذى يكابده الفقير وإذا رضينا نلنا البر ألا تحفظ قول الله عز و جل :
" لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " ] آل عمران 3 : 92 [ .
وهكذا فقد غرست الأم حب نيل البر فى نفسية ابنها من خلال تجربة عملية للتربية على المنهج الإسلامى وعودته منذ الصغر على الإيثار والتصدق و هو ما جعل صلاح الدين الأيوبى مغدقا بالصدقات حتى أن المستشرقين يأخذون على صلاح الدين كثرة تصدقه على شعوب المسلمين فى مصر والشام ومناطق أخرى وكلما امتلأت خزائن بيت مال المسلمين أخذ فى توزيع الأموال على الفقراء حتى تفرغ الخزائن من كل ما كان فيها .
وعليه فان أى سلوك يتعلمه الطفل فى الصغر يحفر بداخله مصداقا للمثل الشائع : " التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر " ولا تقوم بهذه الوظيفة السامية إلا أم عندها وعى ودراية بأسلوب متابعة الطفل وتغذيته بمعانى إيمانية وتربوية وسلوكية كثيرة .
منقول "