عدت اليكن أخواتى و حبيباتى فى الله
و مع حديث جديد و هذه الوقفة الرائعة للتأمل
و خير ما نستهل به كلامنا هو الصلاة و السلام على خير الأنام
محمد صلى الله عليه و سلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ إن لله تعالى أهلين من الناس : أهل القرآن ، هم أهل الله و خاصته}
الراوي: أنس بن مالك .
المحدث: الألباني .
المصدر: صحيح الجامع .
خلاصة الدرجة: صحيح .
أخواتي في الله
إن لإهل القران هيبه ومنظر وأخلاق يعرفون بها ويتميزون بها
لذلك يعرفهم الناس . و حتى تعرف انك منهم يجب ان تتوفر فيك احدى هذه الصفات…
ولو توفرت بعضها فقد وصلت الى مرحلت التدبر وان لم تتوفر فيك فعلى الدنيا السلام…
أولاً:
آهل القران تفيض أعينهم عندما يسمعون كلام الله لقوله تعالى :
(واذا سمعوا ما أنزل الى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع
مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين )
قال تفيض ولم يقل تدمع لأن عندما تفيض تمتلئ بالدمع فتصب بغير إرادتهم
ثانيا:
لهم قلوب توجل عند سماع الذكر أي لهم قلوب تخشع عند سماع كلام رب السموات والأرض لقوله تعالى :
(الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون )
أي ان المؤمن الحق هو الذي يلج قلبه لذكر الله.
قال وجلت أي استشعرت الخوف وفزعت ورقت استعظاما وهيبه لكلام الله وكذلك تفيض عينه من الدمع.
ثالثا:
يزيد القرآن كلام الله الإيمان في قلوبهم لقوله تعالى :
(إنما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون )
اي مع فيضان العين ووجل القلوب كذلك تزيدهم إيمانا على إيمانهم.
رابعا:
مع زيادة الإيمان يفرحوا اذا زادتهم آيات الله إيمانا على إيمانهم لقوله تعالى :
( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا
فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون)
يستبشرون أي يفرحون بذلك بزياده الإيمان فحقا نعم القوم هم.
خامسا:
تخر الأذقان لكلام رب الأنام وتزداد في الخشوع لرب السموات لقوله تعالى :
( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا )
قال يخرون ولم يقل يسقطون لإن السقوط قد يتمالك نفسه الشخص فينهض اما كلمه يخرون فهو ليس بإرادة الشخص
ولكن بسبب تأثره وزياده خشوعه لملك الملوك .
سادسا:
تقشعر جلودهم عند سماع كلام الأرباب ثم تلين من قسوتهم لقوله تعالى :
(الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم
ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء
ومن يضلل الله فما له من هاد )
أي قلوب أهل القرآن تضطرب وترتعد من قوارعه لذكر رب الأرباب ثم تلين وتطمئن.
فيا سبحان الله
هل نحن من أهل القرآن ؟
هل توافرت فينا صفات أهل القرآن وخاصته التى وصفهم الله بها ام لا ؟
فإن كان: لا
فإن هنالك إشارة تنبيه
بأن قلبِك مريض وقد غلب عليه الران فسارعي و بادري
فبدار البدار الى التمسك بالقرآن …
فالعمر يجري والموت حان …
يامن بدنيا انشغلتي .. الموت يأتي بغتة .. والقبر صندوق العمل..
وان كانت فيكِ بعض هذه الصفات فإنكِ وصلتي الى مرحلة تدبر القرآن .
وان كانت جميع الصفات فيكِ فهنيئا لكِ , فما يسعني إلا ان أقول..
أبشري بالجنان
و أخيرا حبيباتي في الله
أسأل الله ان يجعلنا من أهل القرآن وخاصته
وان يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وقائدنا الى جنات النعيم
نسأل الله دائما ودوما أن يرزقنا الأنس بقربه .
آمين