بإمكانك التأكد من سلامة سمعه
فجأة صاحت الأم لطفلتها الصغيرة التي كانت تلعب في غرفتها.. لكن الطفلة لم تجب!
كررت الأم النداء: تعالي يا رنا.. أين أنت يا رنا؟
أيضاً لم تسمع الأم أي جواب، لكنها عندما دخلت إلى الغرفة وجدت طفلتها غارقة في اللعب فقالت لها ضاحكة: هل انت زعلانة مني؟
ولما لم ترد الصغيرة على سؤالها غضبت الأم وطلبت منها ان تكف عن مشاكستها.
لكن الطفلة لم تكن تسمع ما تقوله الأم، إذ قالت لها ببساطة: لم أسمعك. وكانت هذه العبارة بداية رحلة اكتشاف الأم مشكلة في السمع تعاني منها صغيرتها.. وقد كانت مشكلة عابرة.
غير ان الاختصاصيين ينصحون كل الأمهات بعدم اهمال فحص السمع الروتيني لأطفالهن حتى لو لم يكونوا يعانون من أي ارتباك في السمع.
في بداية اللقاء سألنا د. أحمد قعقع اختصاصي أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحتها في مستشفى الحمادي في الرياض عن تطور السمع عند الأطفال وأهمية تقييمه فقال:
أولاً: لا بد أن نعلم أن تطور السمع عند الأطفال يمر بثلاث مراحل أساسية، ويمكن تقييم السمع لدى الطفل في أي عمر.
المرحلة الأولى: تبدأ منذ ولادة الطفل وحتى بلوغه 7 أشهر بتعلم الطفل كيف يسمع الأصوات، خاصة العالية منها (صوت الأم، أصوات أواني طعامه).
المرحلة الثانية: تمتد بين 10
أشهر حتى عمر السنتين وهي مرحلة بدء الكلام، حيث يستطيع الطفل ربط بعض الكلمات مع بعض الأشياء المحيطة به.
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة التكلم ما قبل سن المدرسة بين (2 ـ 5 سنوات) حيث يزداد قاموس الطفل من الكلمات بشكل سريع ويقوم بتصحيح أخطائه اللفظية وذلك بالانتباه للآخرين، ويعتمد النطق السليم عند الأطفال على سلامة الجهاز العصبي المركزي وأيضاً على سلامة الجهاز السمعي، وأي خلل في أحدهما سوف يؤدي الى خلل في النطق والتطور الثقافي والاجتماعي للطفل.
متى تتأكدين؟
تقييم السمع لدى الأطفال مهم جدا، خاصة عند الأطفال ذوي الخطورة العالية كما يؤكد الدكتور أحمد مثل وجود قصة صمم عائلي، أو اصابة الأم أثناء الحمل بالحصبة الألمانية، أو تناولها بعض الأدوية المضرة بالعصب السمعي أو تشوهات الوليد (الشفة المشقوقة، وانشقاق شراع الحنك) وكذلك المولودون بوزن أقل من 1500 غرام حيث تكون نسبة الصم عندهم حوالي 10 في المائة.
> ما هي طرق تقييم السمع عند الأطفال حتى عمر سنتين؟
ـ تنقسم طرق تقييم السمع عند الأطفال إلى عدة مجموعات حسب عمر الطفل، إذ يتضمن التقييم السمعي عند الوليد حتى عمر 6 أشهر:
ـ تصرفات الرضيع وانعكاساته التي تلبي التنبيه الصوتي، كاستيقاظه من النوم، تقلص عضلات العين (إغلاق سريع للعينين)، وهناك حالة تدعى «منعكس مورو»، حيث يحدث بإعطاء منبه صوتي بعد الأسبوع الثامن فيبسط الطفل أطرافه الأربعة ويباعد اليدين ويتجه رأسه للخلف، ويغيب هذا المعنكس بين الشهر الرابع والخامس.
أما التقييم بين ستة أشهر وسنتين، حيث تصبح الاستجابة للمنبه الصوتي سهلة، فالطفل يبحث عن مصدر الصوت ويدير رأسه باتجاه المنبه الصوتي، ارتكاس الطفل في هذه المرحلة للمنبه الصوتي دون الإلتفات لجهة معينة (استجابة) دليل على وجود تفاوت كبير في السمع بين الأذنين، أما عدم الإستجابة لهذا المصدر فدليل على وجود نقص شديد بالسمع ويجب أن يتم هذا الاختبار في غرفة هادئة تحتوي على مكبر للصوت، طبعاً يجب عدم تجاهل النتائج الخاطئة.
اختبارات مهمة
> ماذا عن تقييم السمع عند الطفل قبل دخول المدرسة؟
ـ اختبارات ما قبل سن المدرسة تكون بين 3 ـ 5 سنوات، وتعتمد على اختبار تخطيط السمع باللعب حيث نستطيع استخدام تواترات صوتية معينة لشدة الصوت، اذ يتم هذا الاختبار بتعليم الطفل وضع شيء ما في مكان معين (لعبة مثلاً، أو كبس زر معين لإظهار صورة جميلة) وذلك عند سماعه لصوت ذي تواتر معين.
وهناك أيضاً اختبارات أخرى (اختبار تمييز الكلام، اختبار عتبة سماع الكلام وأيضاً الإعاقة السمعية).
أما الأطفال فوق عمر 6 سنوات فنستطيع اجراء التخطيط السمعي لهم كما عند البالغين لكن بشيء من الحكمة والصبر.
> كيف يمكن تشخيص نقص السمع؟
ـ يتم تشخيص نقص السمع بالاعتماد على التأثيرات الثانوية لهذا الاضطراب وذلك بمراقبة النطق فنلاحظ تأثيرات على الصوت وذلك لعدم استطاعة الطفل القيام بمراقبة ذاتية لصوته.
وكذلك التأثيرات على تطور الطفل الدراسي فيواجه الطفل ذو المشاكل السمعية صعوبات دراسية قد تصل للإخفاق التام.
ويترافق اضطراب السمع مع اضطرابات نفسية «تطور الشخصية، اضطرابات في تطور الانتباه وفي الطباع مثل (العدوانية أو الإنعزالية).
وكذلك يتبع الكشف على اضطرابات الوظيفة السمعية للعمر. ففي الأشهر الأولى نلاحظ غياب الاستجابة لعالم الأصوات (النوم الهادئ الذي لا يعكره أي ضجيج، ارتكاسات شديدة للإهتزازات واللمس).
أما في عمر 3 أشهر إلى بلوغ الطفل العام الأول فيلاحظ غياب الاستجابة للأصوات، ويكون لصوت الطفل نبرة ولحن غريبان، ويجب الانتباه الى أن المناغاة التي تظهر بين الشهر الخامس والسادس من عمر الطفل تعتبر عملا انعكاسيا لا علاقة لها بالسمع، وهي تختفي عادة في نهاية العام الأول. أما في سن دخول المدرسة فنلاحظ غياباً أو تأخراً في النطق، واضطرابات في اللفظ، الصوت يكون غير مراقب والطفل غير منتبه (شارد، يطلب التكرار) وكذلك تلاحظ صعوبة كبيرة في تعلم القراءة والكتابة، وكذلك اضطرابات في شخصية الطفل.
متى يتمارضون؟
> نسمع عن الشكوى من أن الطفل يكون طبيعياً ثم فجأة يتعمد أو لا يتعمد عدم الإنتباه للأصوات التي حوله؟
ـ هنا يجب ألا نتجاهل نقص السمع المكتسب عند الأطفال، حيث يكون تطور الكلام طبيعياً عند الطفل ضمن سن معينة، ثم يصاب الطفل بمرض ما (التهاب السحايا، التهابات أذن وسطى متكرر) فيؤدي ذلك لاضطرابات سمعية ونطقية اذا لم تعالج.
لهذا تكون أهمية الفحص الروتيني عند الأطفال الذي يتضمن الفحوص الشخصية التي تعتمد على تعاون الطفل مهمة.
وهناك الفحوص الموضوعية وفيها نستغني عن تعاون الطفل، الحسية وتعتمد هذه الفحوص على تخطيطات علمية دقيقة. وبذلك نستطيع القيام بإجراءات التأهيل باكراً ما أمكن، ومما نقوم يخفف من الآثار الجانبية لنقص السمع.
( منقووووووول )
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رائعتنا ام غاده
ربي يسلمك ويحفظك يالغاليه
على مواضيعك الروعه
اختك
بنت المملكة
ام غاده
موضوع رائع اختي العزيزه ,, الف الف شكر لك ,, ان شاء الله تعم الفائده للجميع
لا حرمنا الله منك
ام نوره
نبض الحبارى الله يجزاك خير على مرورك .
ام غاده