تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ثقافة التعامل مع المشاكل الزوجية

ثقافة التعامل مع المشاكل الزوجية 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم

الزواج سكن ومودة لطرفي العلاقة الزوجية، ومن شأن السكن والمودة أن يتصف بالديمومة والثبات والاستقرار، لكن مع فقدان الوعي وارتفاع نسبة الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية يبقى ذلك السكن أملاً منشوداً، إذ من شأن تلك الضغوط أن تزعزع استقرار الأسرة، وتقتحم عليها ذلك الهدوء.

فن التعامل مع المشكلة:

في سبيل حل المشكلة التي تواجه الزوجين لا بد من الشعور بها أولاً، فإدراك المشكلة، والوعي بها، ثم البحث عن أسبابها يعتبر نصف الحل، كما أنه لا بد من المصارحة بين الزوجين، فهي أساس الثقة، والثقة هي أُسُّ الأسرة وأساسها.

فإذا تمت معرفة الأسباب، ومراجعة الحقوق والواجبات في حوار هادئ أمكن حَلّ المشكلة وتجاوزها، وليحذر الزوجان من حب "الإدانة" بحيث يسعى كل واحد منهما إلى إدانة الآخر، لأن ذلك ربما ولّد النقمة والحرص على تَلَمُّس العثرات، وتتبع العورات.

الألفة بين الزوجين:

كثيراً ما تشكو الزوجات من انهماك أزواجهن في العمل وانصرافهم عنهنّ، وربما يعود ذلك إلى أن بعض الأزواج يحبون فكرة "الزواج" أكثر مما يحبون "معناه" وما يشتمل عليه من حقوق وواجبات و"سَكَن ومودة"، أو يكون الزواج طموحاً يسعى إليه الرجل، فإذا تحقق ذلك الطموح ملَّه ورغب عنه، وعاد كما لو أنه ما زال يعيش فرداً وحيداً، أو ربما لأن العمل يشعره بالرضا عن نفسه، ويولّد عنده الثقة بالنفس والاستقرار الداخلي أكثر مما يولّدهُ عنده السَّكن العاطفي بوجود رابطة الزوجية، وربما لأن عمله يسبب شعوره بالاقتدار والسيطرة أكثر مما يشعر بذلك عندما يرتبط بزوجة عاطفياً، فإن كثيراً من الرجال لا يدركون أن التعلق العاطفي لا يبدأ إلا بمعزل عن السيطرة، فالسيطرة إنما تكون في عالم الأشياء، والتعلق العاطفي والمودة إنما تكون في عالم الأشخاص، والخلط بين العالمين يسبب مشاكل كبيرة.

وثمة مسألة على جانب من الأهمية كبير، وهي أن كثيراً من النساء، وبعض الرجال يفرطون في تعلقهم العاطفي بأزواجهم مما يشكل عبئاً كبيراً على المتعلَّق به أشبه ما يكون بالحصار العاطفي، فيشعر الزوج بالضيق، ويتململ من تلك الحالة فيسعى إلى الانشغال عنها والهروب منها، لأن الرجال لا يتحملون المرأة المفرطة في التعلق العاطفي بزوجها، وكذا النساء مما يولِّد النفور.

وهذا التعلق المفرط له أسباب كثيرة منها أن لا يكون للمرأة صديقات يتقاسمن مع الزوج تلك العاطفة الفيَّاضة التي يفيض بها قلب المرأة، وقد يكون سبب ذلك الفراغ الذي تعاني منه المرأة إذا لم يكن لها ما يشغلها، وخاصةً إذا لم يكن لديها أطفال، مما يجعل الزوج شغلها الشاغل، ومن ثمَّ وجب على المرأة أن يكون لها اهتمامات متنوعة تحرص من خلالها على تحقيق وجودها المنفصل عن زوجها بصفتها فرداً له كينونته، مكمِّلاً للزوج وليس متناحراً معه
منقول للفائدة

كلام جميل يعطيك العافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.