الأضرار تطال تراكيب القدم والركبة وفقرات أسفل الظهر
تظل أهم أسباب حرص النساء على ارتداء أحذية ذات كعب عال، كما أشارت إحصائيات الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام، هي دواعي إبراز جمال الجسم، أو المساعدة على تضخيم أجزاء منه، أو ضرورات الموضة، أو الارتقاء بالمظهر في العمل.
وإن كان هذا الأمر منتشراً جداً في السابق، لكن الواقع يتغير اليوم، فبحسب قول البروفيسورة كارول فيري من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، كانت إحصائيات التسعينات من القرن الماضي تشير إلى أن حوالي 34% من النساء العاملات يرتدين أحذية ذات كعب عال، وأن 67% يرتدين أحذية مريحة ومنخفضة الكعب أثناء العمل، وهو ما علقت عليه حينها بالقول لو استمر هذا الأسلوب فإنني أتوقع أن نلاحظ مشاكل أقل بكثير في أقدام النساء في المستقبل. وبالفعل أكدت إحصائيات السنوات القليلة الماضية، أن نسبة من يرتدين الكعب العالي انخفضت إلى 21%، وبتحليل أدق للأمر وجدت البروفيسورة فيري المتابعة للموضوع منذ سنوات أن نسبة من يرتدين الكعب العالي من النسوة اللائي أعمارهن تتراوح بين 20 إلى 30 سنة هو 12%، وبين 31 و40 سنة هو 26%، وبين 41 إلى 50 سنة هو 24%. وأن النساء الأقل دخلاً مادياً أكثر ارتداء للكعب العالي. وأضافت قائلة إن تعريف الكعب المنخفض هو ما كان ارتفاعه بوصة واحدة( حوالي 2.5 سم) أو أقل، وأن العبء على مقدمة القدم عند ارتداء حذاء ذي كعب يبلغ 3 بوصات يزداد سبعة أضعاف مقارنة بارتداء حذاء بكعب ذي بوصة واحدة من الارتفاع.
* نظرة طبية
* هناك جملة من الملاحظات الطبية على ارتداء النساء أحذية ذات كعب عال يتجاوز طوله بوصة واحدة. وهي مبنية بالأساس على دراسة الآثار بعيدة المدى لارتدائها مما لاحظه الأطباء، إضافة إلى ما عبرت عنه الكثيرات حين مقارنتهن أعراض القدم لديهن بارتداء أحذية مختلفة ارتفاع الكعب. والتحليل الطبي باختصار شديد لأضرار أحذية الكعب العالي يشمل أربعة أمور يجب أن تحيط بها المرأة علماً، وهي:
الأولى: تأثيراتها الضارة على وضعية الجسم أثناء الوقوف وهو ما يُبنى على فهم وتخيل للجسم والهيكل العظمي عند ارتدائها تحديداً، ففي حال وقوف المرأة المرتدية للكعب العالي نلحظ أن الصدر وفقرات أسفل الظهر تندفع إلى الأمام، كما وتندفع منطقة الوركين والحوض إلى الخلف، إضافة إلى انثناء الركبتين، كل هذا مقارنة بالوضع المعتدل للوقوف بارتداء حذاء ذي كعب منخفض. من هنا فإن الوقوف الطبيعي المُريح للجسم الناتج عن اعتماد الهيكل العظمي على كل سطح باطن القدمين يتحول إلى تركيز ثقل الجسم على مقدمة القدم فقط، مما يؤدي إلى وضعية الجسم المتقدمة في حال الوقوف. وهو ما يؤدي إلى الأمور الآتية:
ـ الشد المتواصل للعضلات التي في خلف الساق Calf muscles (بطة الساق)، وكذلك الشد المتواصل لوتر العرقوب Achilles tendon، والنتيجة هو أن العضلات والوتر إضافة إلى الألم الناتج عن طول مدة الانقباض، فإنهما بالتالي يفقدان طولهما الطبيعي، كما ويصعب عليهما أن ينبسطا ويتمددا حين الحاجة إلى ذلك كحين ارتداء كعب منخفض أو أثناء المشي العادي أو حتى عند الاستلقاء للنوم.
ـ تركيز ثقل الجسم على مقدمة القدم أو مشطها، يؤدي إلى إجهاد متواصل للعظام والأربطة فيها، كما ويتطلب شداً وإجهادا متوصلاً لطبقات العضلات الصغيرة الموجودة في باطن القدم، أي في المنطقة السفلية ما بين جلد راحة القدم وعظام القدم نفسها. ـ تزاحم الأصابع وعظامها وطول مدة الضغط عليها يؤدي إلى ظهور نوع من التشوه في أصابع القدم يدعى الاصبع المطرقة hammer toe عند ظهور انحناء دائم في المفصل الأوسط للأصبع، وذلك كحل تلجأ إليه عظام الاصبع كي تخفف الضغط عليها عبر إعطاء شكل للاصبع يتحمل الإجهاد المتواصل. هذا بالإضافة إلى حصول انتفاخ في قاعدة مفصل أول الاصبع الكبير bunions. ونمو أظفر الاصبع الكبير إلى الداخل In-grow nail عند طرفه الداخلي. وتكون انتفاخ في الأعصاب neuroma يسبب عقداً مؤلمة.
ـ اندفاع الوركين إلى الخلف وكذلك اندفاع فقرات الظهر السفلية إلى الأمام يُخل بشكل كبير في دور العضلات الكثيرة في هذه المنطقة الكبيرة وذات الدور المركزي في تحمل وتوزيع ثقل الجسم ودعم الفقرات والحيلولة دون إجهاد الأقراص بين الفقرات (الديسك)، بكل تداعيات اضطراب هذه الأمور المُتصورة.
الثانية: تأثيراتها الضارة على وضعية الجسم أثناء الحركة أما في حال الحركة، فإننا لو نظرنا إلى أمرين فقط دون الإطالة، وهما انثناء الركبتين وضرورة المحافظة على التوازن، نلحظ الأمور الآتية:
ـ المشي بهذه الوضعية المنثنية للركبة نتيجة ارتداء حذاء ذي كعب عال يزيد من ضغط عضلة مقدمة الفخذ على تراكيب مفصل الركبة وبالتحديد عظمة الرضفة ( الصابونة) بنسبة 26%، مما يؤدي بحسب الدراسات الطبية الحديثة إلى نشوء حالة روماتيزم المفاصل على المدى البعيد. ـ تطلب ارتدائها ضرورة مداومة المحافظة على توازن الجسم عند الحركة، مما يؤدي اختلاله إلى زيادة عرضة إصابة أجزاء من القدم أو الركبة خاصة عند السقوط أو انخلاع الكعب عن الحذاء فجأة. خاصة تمزق أربطة الكاحل Ankle strain إما جزئياً أو كلياً. الثالثة: العمليات الجراحية لتعديل التشوهات وهي إما محاولات للتغلب على المشاكل الناجمة من طول ارتدائها أو إجراء عمليات التعديل الجراحية لتسهيل مواصلة ارتدائها، وهما من الأمور التي يجب النظر إليها بعناية لأن فيهما مخاطر بحد ذاتهما. فمنها تقصير الأصابع الطويلة، أو إعطاء حقن الكولاجين لباطن مشط القدم، أو تعديل تشوهات الأصابع والأوتار في القدم.
الاهتمام بارتداء الحذاء الصحي أمر يهم كلا الجنسين وإن كانت النساء يتأثرن بشكل أكبر، والأساس هو ارتداء ما كان مريحاً للقدم والساق والظهر في الوقوف والحركة وبعد الخلع. وهذه النصيحة تتأكد حين اختيار نوع الحذاء الذي ترتديه المرأة لفترة طويلة وبشكل يومي كما في العمل.
* تأثير الأحذية على أمراض القدم > أمراض القدم الناجمة عن ارتداء أحذية غير مناسبة هي مشكلة شائعة، كما أن معالجتها أمر مُكلف اقتصادياً، ففي دولة كالولايات المتحدة تشير الدراسات إلى أن حوالي 44 مليون شخص يعانون بشكل أو آخر من احدى المشاكل الصحية في القدم نتيجة مجرد ارتداء ما هو غير صحي وسليم من الأحذية، ناهيك عن الحالات الأخرى الناجمة عن الإصابات أو غيرها من الأسباب. كما وأن الكلفة السنوية فقط للعمليات الجراحية التي تُجرى لمعالجة فقط مشاكل القدم الناتجة عن ارتداء الأحذية غير المناسبة هو حوالي 2 بليون دولار، وإذا ما أضفنا الخسائر نتيجة التغيب عن العمل أثناء وبعد عمليات القدم هذه فإن الكلفة تصل إلى 3.5 مليار دولار. هذا وعلى وجه التحديد تقول إحصائيات المجمع الأميركي لأطباء عظام القدم والكاحل بأن 9 من بين كل 10 نساء يرتدين أحذية صغيرة مقارنة بحاجتهن، وأن 8 من بين كل 10 نساء تُؤلمهن أقدامهن بسبب الحذاء الذي يرتدين، وأن 7 من بين كل 10 نساء قد ظهرت لديهن احد التشوهات بدرجات مختلفة كأثر لسوء اختيار الحذاء على القدم، وأن 9 من بين كل 10 تشوهات في أقدام النساء هي بسبب الحذاء، وأن النساء بشكل عام عرضة بنسبة تسعة أضعاف أن تصيبهن إحدى المشاكل من نوع الحذاء مقارنة بالرجال.
والسموحه
جزاك الله خير ويعطيك العافية
بس مااااااااا أظن نستغني عن الكعب
لأنه يعطي منظر أنثوي للمرأة خصوصأ لو كان من النوع
الابرة أو الشوكة ……..
شرااايكم بنات :cool2: