انطلاقاً مما ورد أعلاه نعرف أن للوالدين دوراً كبيراً هاماً في تربية وصياغة شخصية ولدهما وفق الآمال والطموحات، فيجب على الأبوين أن يُبديا حبهما وتفهمهما لولدهما، ويقيما معه تلك العلاقة الطيبة المتبادلة التي تمكّنه من تنمية قدراته والسير على خطى والديه، فالوالدان يؤهلان ولدهما لدخول معترك الحياة من خلال ما يؤمنان به من آداب أو تقاليد اجتماعية خاصة بعد عدة سنوات.
وقد يظن كثير من الآباء والأمهات أن مسألة التربية من أبسط الأمور وأسهلها، وهذا ناتج إما عن الجهل أو الاستخفاف، ولدى ملاحظة الكثير من التجارب بين الأهل والأبناء، نجد نوعاً من التوتر والنفور المتبادل، فالأب مثلاً يشقّ عليه هضم أفكار وتصرفات ولده، وكذلك الولد لا يتقبل أسلوب الأب الفوقي في العلاقة معه، عندما يوجّه له الأب سيلاً من النصائح والمواعظ المستمرة، فما هو الحل؟ وكيف السبيل لإعادة اللحمة والتماسك، ليقف كل في مكانه المناسب يمارس دوره؟
أمام هذه الأزمة العابرة، والتي قد تتأصل إن لم يُحسِن الوالدان تداركها، فتترك بصماتها السلبية على الوالدين من جهة وشخصية ومستقبل الولد من جهة أخرى. وبما أن هذا الموضوع يدخل في صميم التربية، اقتضى الأمر توضيح صورة التربية ودورها
ما هي التربية؟
إن التربية تعني بذل الجهد والعمل الواعي من قبل الإنسان لإيجاد التغييرات المنشودة، فالمربّون الواعون يسعون من خلال التربية إلى تعليم الطفل أسلوب الاستمتاع بالحياة، وتنمية قواه الجسمية وملكاته الروحية، لبلوغ الكمال المنشود، إنهم ينقلون إليه أسس التفكير والشعور والعمل المدروس، ويعملون على كشف الاستعدادات والقدرات والملكات الكامنة لدى الطفل وتوجيهها صوب الجوانب المراد تحقيقها.
فالعمل التربوي له عدّة أبعاد منها التربية الجسمية والأخرى التربية الذهنية وثالثة التربية الروحية والعاطفية، فإذا حسنت وتكاملت هذه الأبعاد الثلاثة كان يمكن لنا صياغة شخصية طفل ناجح يراد له أن يكون رجل المستقبل.
والتربية في الرؤية الإسلامية هدفها كيان الإنسان وبناؤه وفق مقوّمات تقوم على العقيدة الإسلامية الصحيحة والثقافة الواعية والعاطفة الإنسانية والتوازن بين الإرادة والسلوك.
فالمسلم بالدرجة الأولى مكلّف بتربية ولده تربية صالحة ليكون مصداق قوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة). فهذه مهمة صعبة وشاقة وحساسة وليست مجرد تسلية عقيمة.
تحياتي
humsat.77
لاشكر على واجب وشكرا على مرورج
تحياتي