زيارة المريض 2024.

المريض ذلك الإنسان الذي اشتدت عليه الآلام الجسدية والنفسية. فأثرت في قواه حتى أصبح خائر القوى ضعيف النفس يتأثر بما حوله من أقوال وأفعال. ولا يجد له معينا إلا معين الإيمان والدعاء ثم معين الأنفس الرحيمة التي تحس به وبمعاناته. ولا يخفى على الجميع ما ورد في السنة المطهرة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في زيارة المريض.
(فلقد كان صلى الله عليه وسلم يعود من مرض من أصحابه ، وعاد غلاما كان يخدمه من أهل الكتاب ، وعاد عمه وهو مشرك وعرض عليهما الإسلام . فأسلم اليهودي ولم يسلم عمه.
وكان يدنو من المريض ويجلس عند رأسه ويسأله عن حاله، فيقول: " كيف تجدك ؟" وذكر أنه كان يسأل المريض عما يشتهيه فيقول:" هل تشتهي شيئاً؟" فإن اشتهي شيئا وعلم أنه لا يضره أمر له به.
وكان يمسح بيده اليمنى على المريض ويقول: " اللهم رب الناس اذهب البأس واشفه أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك شفاء لا يغادر سقماًً".
ولم يكن من هديه عليه الصلاة والسلام أن يخص يوما من الأيام بعيادة المريض ولا وقتا من الأوقات.
بل شرع لأصحابه عيادة المريض ليلا ونهارا وفي سائر الأوقات وفي المسند عنه: إذا عاد الرجل أخاه المسن مشى في خرفة الجنة حتى يجلس. فإذا جلس
غمرته الرحمة فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح", وفي لفظ (ما من مسلم يعود مسلما إلا بعث الله له سبعين ألف ملك يصلون عليه أي ساعة من النهار كانت حتى يمسي وأي ساعة من الليل كانت حتى يصبح ). زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم.
قال جعفر بن حذار الكاتب:

فيا أصحاب القلوب الرحيمة وأصحاب الأنفس المؤمنة تفقدوا مرضاكم وزوروهم واتصلوا بهم اسألوا عن أحوالهم أهدوا إليهم فكم منهم من يحتاج إلى بسمه أو إلى كلمه حانية تخفف مصابه أو إلى شراب أو طعام يشتهيه ما أجملها من لحظات وأنت ترى البشر والسرور على قلب المريض وهو يتهلل بالدعاء إلى الله أن يجزيك على صنيعك.

فلماذا نحرم أنفسنا الأجر لماذا نحرم أنفسنا الأجر ومن يعز علينا من المعروف من الكلمة الطيبة من إشاعة الرحمة والمحبة والتكافل والترابط.
وكل ذلك لا يكلف من أوقاتنا سوى دقائق معدودة ننال بها الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى.
فالله الله لا تحرموا أنفسكم من تثقيل الموازين فجميعنا بحاجه إلى حسنه تثقل ميزانه يوم القيامة ولا يبقى إلا العمل الصالح .