فأجاب رحمه الله السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط :
الشرط الأول : أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات ويدعو لدينه. الشرط الثاني : أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات . الشرط الثالث : أن يكون محتاجاً إلى ذلك .
فإن لم تتم هذه الشروط فإنه لا يجوز السفر إلى بلاد الكفار ؛ لما في ذلك من الفتنة أو خوف الفتنة ، وفيه إضاعة المال ، لأن الإنسان ينفق أموالاً كثيرة في هذه الأسفار ، وفيه أيضاً تنمية لاقتصاد الكفار . أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك لعلاج ، أو تلقي علم لا يوجد في بلده ، وكان عنده علم ودين ويدعو الناس إلى التمسك بتعاليم الإسلام على ما وصفنا فهذا لا بأس به .
أما بالنسبة لأولئك الذين يهاجرون إلى بلاد الكفار مثل أمريكا وأوربا فينطبق عليهم الحكم والوصف المشار إليه ، حيث أن الخطر عليهم وعلى ذراريهم يفوق الخطر على من يذهب للسياحة ونحو ذلك ، وهؤلاء يقعون في إثم عظيم وقد ينتكسون على أعقابهم ، وقد يتأثرون بالفكر الغربي فيكفرون بالله عز وجل ، غير ما يصل إلى بناتهم من عادات وتقاليد تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحة .
أما سفر البنات دون محرم للدراسة والسياحة والإقامة في بلاد الكفار ، فهذه طامة كبرى ، وخطورة هذا الأمر لا يعلم به إلا الله سبحانه وتعالى . وكلكم راع وكل مسؤول عن رعيته
فالواجب على المسلمين الحذر من السفر إلى بلاد أهل الشرك إلا إذا كان المسافر ذا علم وبصيرة ويريد الدعوة إلى الله والتوجيه إليه فهذا أمر مستثنى ، وهذا فيه خير عظيم لأنه يدعو المشركين إلى توحيد الله ويعلمهم شريعة الله ، فهو محسن وبعيد عن الخطر لما عنده من العلم والبصيرة .
ولهذا كله وجب التحفظ والحذر في هذا الأمر ، خاصة في بعث الأحداث وصغار السن للانضمام في مدارسهم أو حتى ما يسمى بروضة الأطفال ، إذ فيه خطر على سلوكهم وتصوراتهم وأخلاقهم
ولا يخفى عليك أخي أن الخطر الذي يلحق أولادك غير مقتصر بمشاركتهم لهم في أعيادهم ، بل إنه حاصل بمجرد المخالطة والتعايش معهم ، فعليك أيها الأب الكريم أن تكون فطناً في ذلك كله مدركاً لهذه الأخطار قائماً على وقاية أبنائك من أن يتلوثوا بأفكارهم ويتأثروا بهم ، والله تعالى يقول : "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً". التحريم /6 .
وأبناؤك أمانة في عنقك، فكن حذراً من كل ما يضر دينهم وسلوكهم ، وأسأل الله لك الإعانة وأن يسددك وييسر لك الخير أينما كنت .
سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ علينا ديننا ، وأن يثبتا على الحق إلى أن نلقاه
وبهذا تم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأرجو الله أن تكونوا قد انتفعتم به، وأن تعملوا به.وأن يعم به النفع .
جزاك اللهـ خيراً .. ورحـــــم اللهـ الشيخ محمد رحمة واسعهـ ..
جزاكـ الله خير