تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هل الميت يسمع السلام والكلام ويشعر بما يفعل لديه أم لا؟

هل الميت يسمع السلام والكلام ويشعر بما يفعل لديه أم لا؟ 2024.

  • بواسطة

الجواب

للشيخ ابن عثيمين

الشيخ: هذه مسألة اختلف فيها أهل العلم والسنة فيها قد بينت بعض الأشياء فقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أن الرجل إذا دفن في قبره وانصرف الناس عنه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فامتحناه فأثبت النبي عليه الصلاة والسلام أنه يسمع قرع النعال وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما من رجلٍ مسلم يمر بقبر رجلٍ مسلم فيسلم عليه وهو يعرفه في الدنيا إلا رد الله عليه روحه فرد عليه السلام وهذا الحديث صححه ابن عبد البر وذكره ابن القيم في كتاب الروح ولم يتعقب وربما يؤيد هذا أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان إذا خرج إلى المقابر قال السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين فإنه قد يشعر بأنهم يسمعون ذلك ويردون من أجل أنه وجه هذا الدعاء إليهم بالخطاب وعلى كل تقدير مهما قلنا بإن الميت يسمع فإن الميت لا يسمع غيره ولو سمعه يعني أنك لا يمكن أن ينفعك الميت إذا دعوت الله عند قبره كما لا ينفعك إذا دعوته نفسه
ودعاؤك الله عند قبره معتقداً أن في ذلك مزية ، بدعةٌ من البدع .
ودعاؤك إياه، شركٌ أكبر مخرجٌ عن الملة .
فإن قال قائل إن بعض الذين يدعون الأموات قد ينتفعون بدعائهم فالجواب على ذلك أن هذا الانتفاع لم يكن بدعائهم الميت لكن كان عند دعائهم الميت وفرق بين حصول الانتفاع بدعاء الميت وحصول الانتفاع بدعاء الميت لأنك إذا قلت حصل الانتفاع عند دعاء الميت كان دعاء الميت هو السبب في ذلك الانتفاع وإذا قلت عنده لم يكن هو السبب ولكن كان قريباً منه في الوقت فنحن نقول إن الله قد يبتلي الإنسان الذي يدعو أصحاب القبور بحصول ما يدعو به عند دعائه امتحاناً له واختباراً له وإلا فنحن نعلم أن كل من دعا غير الله فإنه من أضل الناس بل قد قال الله تعالى (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كان لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين)
ولا عجب أن يبتلي الله الإنسان بمثل هذه البلوى فهاهم أصحاب السبت قومٌ من بني إسرائيل من اليهود كانوا في قريةٍ على شاطئ البحر وكان عمل صيد الحوت محرمٌ عليهم يوم السبت فابتلاهم الله عز وجل فكانت الحيتان تأتي يوم السبت شرعاً على سطح الماء كثيرة وفي غير يوم السبت لا تأتي الحيتان فطال عليهم الأمد وقالوا كيف نحرم من هذه الحيتان وما الحيلة في الحصول عليها فزين لهم الشيطان حيلةً بأن يضعوا شبكاً يوم الجمعة في الماء فإذا أتت الحيتان يوم السبت وقعت في هذا الشبك ولم تستطع الخروج منه فإذا كان يوم الأحد جاءوا فأخذوها تحيلوا على محارم الله بأدنى الحيل فماذا كانت النتيجة قال الله تعالى (واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذا يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون) (وإذا قالت أمةٌ منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً قالوا معذرةً إلى ربكم ولعلهم يتقون) (فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذابٍ بئيسٍ بما كانوا يفسقون) (فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردةً خاسئين)
فقلب الله هؤلاء القوم قردةً خاسئة ذليلة والمهم من سياق هذه القصة أن الإنسان قد يبتلى بما يكون فتنةً له في دينه إن اتبعه فهؤلاء الذين يدعون الأموات ربما يفتنون فيحصل لهم المطلوب عند دعائهم الأموات فتنةً لهم .
وإلا فنحن نعلم علم اليقين أن الأموات لا ينفعون أحداً مهما كان الأمر لو دعاهم بالليل والنهار ما نفعوه كيف وهم أمواتٌ جثث هامدة ولكن من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور .

جزاك الله خير ونفع بماكتبت
جزاك الله خير
جزاك الله خير ونفع بماكتبت
جزاكى الله خير علي موضوعك ونفع بك الاسلام والمسلمين

جزاك الله خيراً على النقل نفع الله بك

ورفع الله الشيخ في أعالي الجنان جزاء ما قدم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.