أما بعد …أحبتي في الله ..
في الحلية (5/382) عن كعب الأحبار أنه قال : كان داود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام يصوم يومًا ويفطر يومًا ، فإذا هو وافق صيامه يوم جمعة ، أعظم فيه الصدقة ، ثم يقول : صيامه كصيام خمسين ألف سنة ، كطول يوم القيامة ، وكذلك سائر الأعمال ، الأجر فيه مضعف .
فهذا يوم جمعة ، ويوم من أيام العشر ، والأجر مضاعف ، والرصيد الإيماني يزيد لمن يريد
فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا ، وأعملوا جهدكم فقد قربت نسمات يوم العتق الأكبر ، وغدا تروى القلوب المتعطشة لحنان ربها يوم التروية .
فاجعلوا من يومكم هذا عدة لما سيقدم علينا – إن شاء الله – في الأيام الثلاثة القادمة من نفحات ورحمات .
تقدموا ولا تملوا ، وانشطوا ولا تغفلوا ، والهجوا بالذكر والدعاء ، وتأدبوا بآداب الجمعة المباركة هذه ، ولتكن ساعة الإجابة اليوم مختلفة .
كان عامة دعاء إبراهيم : اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك .
وكان من دعاء موسى عليه السلام : اللهم لين قلوبنا بالتوبة ، ولا تجعل قلبي قاسيا كالحجر .
وكان صالح المري يقول : اللهم ارزقنا صبرا على طاعتك ، وارزقنا صبرًا عند عزائم الأمور .
اللهم إني اسألك خوفًا غير ناهض ولا قاطع ، خوفًا حاجزًا عن معصيتك ، مقويًا على طاعتك ، وأسألك صبرًا على طاعتك ، وصبرًا عن معصيتك .
وكان شقيق يقول : رب اغفر لي ، رب اعف عني ، إن تعف عني فطولا من فضلك ، وإن تعذبني غير ظالم لي ولا مسبوق .
وكان بعض التابعين يقول : اللهم أنت تعطيني من غير أن اسألك ، فكيف تحرمني وأنا أسألك ، اللهم إني اسألك أن تسكن عظمتك قلبي ، وأن تسقيني شربة من كأس حبك .
اللهم تقبلنا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
كتبه الشيخ هانى حلمى حفظه الله
[/SIZE]