تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » البستان الأزرق

البستان الأزرق 2024.

{البستان الأزرق}
بقلم: عارف الخطيب

كانتْ سمكةٌ صغيرةٌ، تعيشُ في نهرٍ جميل..‏

النهرُ الكريمُ، غذّاها بطعامِهِ، وربّاها بحنانِهِ، حتى صارتْ كبيرة.‏

السمكةُ لم تفارقِ النهرَ، ولم تعرفْ وطناً غيرَهُ. في مياهِهِ تسبحُ، وعلى أمواجِهِ ترقص، وفي أعماقه تغوص.‏

النهرُ يحضنها بين ضفتيهِ، كأنَّهُ أُمٌّ رؤوم.‏

عاشتِ السمكةُ، هانئةً سعيدة..‏

* *‏

ذاتَ يوم.. قالت لها الضفدعة:‏

– صديقتي السمكة!‏

– ماذا تريدين؟‏

– هل شاهدْتِ الأزهار؟‏

– لا.‏

– هل تعرفينَ الأشجار؟‏

– لا.‏

– اصعدي إلى الشاطئ.‏

– لماذا؟‏

– سأُريكِ أشياءَ جميلة.‏

– أين؟‏

– في البستان.‏

قالت السمكة:‏

– أيكونُ البستانُ أجملَ من النهر؟!‏

– نعم.‏

– أنا لم أرَ أجملَ من النهر.‏

– وهل خرجْتِ منه مرَّةً؟‏

– لا.‏

– اخرجي، وشاهدي بعينيكِ.‏

* *‏

قفزَتِ السمكةُ إلى الشاطئ..‏

وحينما صارتْ على الرمال، شعرَتْ باختناقٍ شديد..‏

أخذَتْ تتلوَّى، وتتقلَّب..‏

جمعَتْ قواها، وزلقَتْ إلى الماء.. وعندما احتضنها النهر، عادت إليها أنفاسُها، وآبَ إليها نشاطها، فبدأَتْ تغوصُ، وتقفزُ، فرحةً آمنة..‏

صاحتِ الضفدعةُ:‏

– لماذا رجعْتِ أيَّتُها السمكة؟!‏

– النهرُ وطني، ولن أتركه.‏

– اتركيه قليلاً، ثم تعودين إليه.‏

– لن أفعل.‏

– لماذا؟‏

– إذا تركْتُهُ فسوف أموت.‏

– لن تموتي.‏

– وما يدريكِ؟‏

قالت الضفدعة:‏

-أنا أعيشُ تارةً في الماء، وتارةً في البستان.‏

قالتِ السمكةُ:‏

-أنا ليس لي إلاّ وطنٌ واحد.‏

* *‏

انصرفَتِ الضفدعةُ يائسةً..‏

وانطلقتِ السمكةُ، داخلَ النهرِ، ترقصُ وتغنِّي:‏

يا نهري يا وطني الغالي‏

يا أحلى كلِّ الأوطانِ‏

لا أبغي غيرَكَ لي وطناً‏

فالموجُ الأزرقُ بستاني‏

أستمتعوا بالقراءة أحبائي الحلوين:smile::smile::smile:
:smile::smile:


أجل ومالي غير وطني
وطني الحبيب وما أحب سواه 🙂
مشكوره أختي Egyption Sama
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكرك عزيزتى سلوف على مرورك الكريم.

مع تحياتي:smile:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.