قال عليه الصلاة والسلام :
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّهم عَنْه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَيْسَ أَحَدٌ أَوْ لَيْسَ شَيْءٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ *
(صحيح البخاري)
وفي أسمائه الحسنى : ( الصبور ) . وصبره تعالى يفارق صبر المخلوقين ؛ فصبره لا يُلحِق به ألماً ولا حزناً ولا نقصاً بوجهٍ ما .
ـ وإن المخلوق يحلم عن جهل ، ويعفو عن عجز ، والرب تعالى يحلم مع كمال علمه ، ويعفو مع تمام قدرته ، وما أضيف شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم ، ومن عفوٍ إلى اقتدار.
ـ وصبره سبحانه وتعالى متعلق بكفر العباد وشركهم ، ومسبتهم له سبحانه ، وأنواع معاصيهم وفجورهم ، فلا يزعجه ذلك كله إلى تعجيل العقوبة ، بل يصبر على عبده ويمهله ، ويستصلحه ، ويرفق به ، ويحلم عنه ، حتى إذا لم يبقَ موضع للصنيعة ، ولا يصلح على الإمهال والرفق ، ولا ينيب إلى ربه ويدخل عليه ، لا من باب الإحسان والنعم ، ولا من باب الابتلاء والنِّقم ، أخذه أخذ عزيزٍ مقتدر ؛ بعد غاية الإعذار إليه ، وبذل النصيحة له ، ودعائه إليه من كل باب .
ـ إن مقابلة أعظم العظماء ، وملك الملوك ، وأكرم الأكرمين ، ومَن إحسانه فوق كل إحسان ، بغاية القبح وأعظم الفجور ، وأفحش الفواحش ، ونسبته إلى ما لا يليق به ، والقدح في كماله وفي أسمائه وصفاته ، والإلحاد في آياته ، وتكذيب رسله عليهم السلام … أمر لا يصبر عليه إلا الصبور الذي لا أحد أصبر منه .
ـ وهنا سر بديع : وهو أن من تعلق بصفة من صفات الرب تعالى ؛ أدخلته تلك الصفة عليه ، وأوصلته إليه ، والرب تعالى هو الصبور ، بل لا أحد أصبر على أذى سمعه منه . وقد قيل : إن الله أوحى إلى داود :
" تخلَّق بأخلاقي فإن من أخلاقي أني أنا الصبور " .
ـ والرب تعالى يحب أسماءه وصفاته ، ويحب ظهور آثار صفاته في عبده ؛ فإنه جميل يحب الجمال ، عفو يحب أهل العفو ، كريم يحب أهل الكرم ، عليم يحب أهل العلم ، قوي والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف ، صبور يحب الصابرين ، شكور يحب الشاكرين .
ـ وإذا كان الله يحب المتصفين بآثار صفاته فهو معهم بحسب نصيبهم من هذا الاتصاف ، فهذه المعيَّة الخاصة عبَّر عنها بقوله :
" كنت له سمعاً وبصراً ويداً ومؤيداً
الودود الشكور
الودود : المتودِّدُ إلى عباده بنعمه ، الذي يود من تاب إليه وأقبل عليه ، وهو الودود أيضاً أي المحبوب ، قال البخاري في صحيحه :
الودود : الحبيب ، والتحقيق أن اللفظ يدل على الأمرين ، على كونه واداً لأوليائه ومودواً لهم . فأحدهما بالوضع والآخر باللزوم ، فهو الحبيب المحب لأوليائه ، يحبهم ويحبونه ، وقال شعيب عليه السلام :
( سورة هود )
وما ألطف اقتران اسم الودود بالرحيم وبالغفور ، فإن الرجل قد يغفر لمن أساء إليه ولا يحبه ، وكذلك قد يرحم من لا يحب ، والرب تعالى يغفر لعبده إذا تاب إليه ، ويرحمه ويحبه مع ذلك ، فإنه يحب التوَّابين ، وإذا تاب إليه عبده أحبه ولو كان منه ما كان .
وهو الودودُ يحبُّهم ويحبُّه … أحبابه والفضل للمنَّانِ
وهو الذي جعل المحبة في قلوبهم وجازاهم بحبٍّ ثانِ
هذا هو الإحسانُ حقاً لا معا ..وضةً ولا لتوقع الشكران
* * *
والواجب أن تكون محبة الله في قلب العبد سابقة لكل محبة ، وغالبةً لها ، ويتعيَّن أن تكون كل المحابِّ تابعةً لها .
ـ ومحبة الله هي روح الأعمال ، وجميع العبودية الظاهرة والباطنة ناشئة عن محبة الله …
ـ ومحبة العبد لربه فضل من الله وإحسان ، ليست بحول العبد ولا قوته ، فهو تعالى الذي أحب عبده ، فجعل المحبة في قلبه ، ثم لما أحبه العبد بتوفيقه جازاه الله بحب آخر ، فهذا هو الإحسان المحض على الحقيقة.
ـ فتبارك الذي أودع المحبة في قلوب المؤمنين ، ثم لم يزل ينميها ويقوِّيها حتى وصلت في قلوب الأصفياء إلى حالة تتضاءل عندها جميع المحاب ، وتسليهم عن الأحباب ، وتهون عليهم المصائب ، وتلذذ لهم مشقة الطاعات .
* * *
جزاكِ الله خير الجزاء أختي الحبيبة وردة الجوري
ونفع الله بك
سبحان الله العظيم
بارك الله فيكِ وجعله فى ميزان حسناتك
سلمتِ على نفاسة موضوعك..
لك أطيب المنى..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هـلا وغـلا فيك
أختي ..وردة جوري
وجـــزاك الله خيــر
على الموضوع القيم
نفعنا الله به ولاحرمك أجره
وربــي يعطيك العافيه ..
*•~-.¸¸,.-~*مروج ذهبيه*•~-.¸¸,.-~*