تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تعرفين انك ستخرجين من هذه الحياه فماذا جنيت

تعرفين انك ستخرجين من هذه الحياه فماذا جنيت 2024.

تعرفين أنك ستخرجين من هذه الحياة فماذا جنيت؟ (منقول)

يا نفس..
تعرفين أنك ستخرجين من هذه الحياة فماذا جنيت؟
ذنوب تتبعها ذنوب وسيئات في إثر سيئات.. وبعد عن رب الأرض والسماوات..
يا سبحان الله .. يتودد إلي بالنعم وأبارزه بالمعاصي..
كأنه لا يراني ولا يعلم سري ومكاني.
وكأن كلامي كله ليس مكتوب .. وفعلي ليس محسوب ..
بل كأني غداً بين يدي الله لست مطلوب
"إن كل من في السماوات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبداً لقد أحصاهم وعدهم عداً وكلهم ءاتيه يوم القيامة فرداً"

ومع هذا كله لا أراك عن مكانك تتحركين ولا بالمواعظ تعتبرين!!
رأيت أصحاب القلوب الرقيقة فوددت لو كنت مثلهم.
وتأملت أحوال العابدين فغبطهم على عيشتهم..
وقرأت أخبار السابقين بالخيرات فدعوت الله أن يحشرني معهم..
استأثروا والله بلذة الدنيا والآخرة!!
شدوا الرحال فمنهم من بلغ فهو في النعيم مقيم..
ومنهم من حذا حذوهم فهو على الطريق المستقيم..
أتذكر حال سيد الخلق وخير من وطئ الثرى صلى الله عليه وسلم وكيف كان يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من مائة مرة وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ..
وحال أبي بكر رضي الله عنه وكيف كان سباقاً للخيرات مبادراً إلى الطاعات حتى رجح إيمانه على إيمان الأمة؟!
وحال عمر رضي الله عنه الذي كان في وجهه خطان أسودان من البكاء خشية من رب الأرض والسماء!!
وهو الذي كان إسلامه عزاً وهجرته فتحاً وولايته عدلاً..
وحال عثمان رضي الله عنه الذي كان إذا وقف على قبر يبكي حتى تبتل لحيته.. يفعل ذلك وهو الذي تستحي منه ملائكة الرحمن.. وهو الذي لم يكن يفتر عن قراءة القرآن!!
تفكرت في حال بعض السلف كيف لم تفته تكبيرة الإحرام أربعين سنة!!
تفكرت في حالهم وتذكرت أعمالهم ثم تساءلت …
أين أنا منهم ؟؟ وأين أنت عنهم؟؟
فيا نفس..
كيف أنت مني غداً وقد رأيت ركبهم يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ؟؟
كيف بك وقد حيل بيني وبينهم؟؟
هل سينفع الندم؟؟
وهل ستغني الحسرات؟؟
أم هل سينفع طلب الرجوع عند الممات؟؟
يا نفس.. أما نظرت واعتبرت بمن هم تحت الثرى !!
كيف كانوا وكيف صاروا؟؟
أفتظنين أنهم دعوا إلى الآخرة وأنا من المخلدين؟؟
أو أنهم أخذوا بغتة وأنت من الآمنين؟؟
يا لهف نفسي كيف بي إذا وقفت مع العباد يوم التلاق..
ليت شعري بأي رجل سأخطو إذا نوديت على رؤوس الأشهاد؟؟
وبأي بدن سأقف بين يديه يوم التناد؟؟
ليت شعري بأي لسان سأجيب؟؟
ما حيلتي وكيف احتيالي إذا شهدت الأعضاء؟؟
من سيلهمني حجتي؟!
من سيدافع عني؟؟
ومن لي إذا نادى المنادي بمن عصى *** إلى أين إلجائي؟ إلى أين أهرب؟
فيا طول حزني ثم يا طول حسرتي *** لئن كنت في قعر الجحيم أعذب
إنها النار ..يا نفس إنها النار .. فهل لك قدرة على النار؟؟
أم هل لك صبر على عتب الجبار؟؟
وهل انتهى بي الأمل ؟
هل كتب علي أن أجازى بسوء العمل؟؟
لا وربي بل لا يزال في العمر فسحة لتدارك ما مضى …
والقلب ما زال ينبض بطلب المغفرة والرضا..
فدعيني يا نفس !! دعيني أبادر اليوم بعدما فرطت في أمسي..
دعيني قبل أن تغيب عن هذه الدنيا شمسي..
هي جنة أو نار.. فوز أو خسارة..
نعيم أو جحيم.. سعادة أو عذاب أليم..
كأنك بالتعب قد مضى وبذر الصبر قد أثمر حلاوة الرضا..
ثم ماذا؟؟
جنات تجري من تحتها الأنهار..
فيها مال عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر..
من يدخلها لا يفنى شبابه ولا تبلى ثيابه..
ينعم ولا يبأس.. يحي ولا يموت..
هناك حيث اللذة ..هناك حيث الحبور.. حيث النعيم.. والسرور.. والحور..
هناك حيث نرى الله رب العالمين..
ونلقى سيد المرسلين.

__________________
" رحم الله امرءا أهدى إليّ عيوبي "

تسلمين اختى الفاضله 00000 وجزاكى الله كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.