تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » زوج الحياة الدنيا !!!!!!

زوج الحياة الدنيا !!!!!! 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آيات الله عز وجلّ العُظمى أن خلق السماوات والأرض وخلق فيهن الحياة كهيئة زوج من ماهيّة خلقها المادي ، بمعنى أن الخلق الحيّ المُركب ( الزوج ) في الحياة الدنيا يقوم على ثلاثة مقومات متمثلة في النفس والروح والجسد الذي يتغشى بعضه بعضاً مكونا زوجاً واحداً متجانسا فيما بينه من نشء الحياة الدنيا ، أمّا ذات الأنفس أو الروح فقد سبق نشوئها خلق الحياة الدنيا ، بل وخلق السماوات والأرض لقوله تعالى " مَا أَشْهَدْتُهُمْ ( أيها الناس وأنتم في نشء الحياة الدنيا ) خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ( نشوء الوجود من العدم ) وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ ( أول مرّة في السماء العُلا ) وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا "(51) الكهف ، وبذلك يتضح أن السبب في عدم علم الناس عن خلق أنفسهم أو عن الماهيّة والهيئة التي كانت عليها في السماء العُلا يعود إلى تأثرهم من احتواء النفس والروح والجسد وتغشيهم لبعضهم البعض في وعاء واحد كهيئة زوج مُركب ، لذا يصبح الموت خلقاً أصيلاً كونه سبق خلق الناس في الحياة الدنيا لقوله تعالى " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ ( أولاً ) وَالْحَيَاةَ ( ثانياً ) لِيَبْلُوَكُمْ ( ليمتحنكم ) أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ( في نشء الحياة الدنيا ) وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ "(2) الملك ، ويعود السبب في إظهار الموت على أنه خلق لسبب أنه ينتج عنه خلاص الأنفس من غشاوة زوجها المُركب في الحياة الدنيا ، ومن ثم عودتها إلى طبيعتها الأصيلة التي كانت عليها كيوم خلقها الله عز وجلّ أول مرة في السماء العُلا ، وقوله تعالى " وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا ( أي عدتم إلى الله عز وجلّ بعد موتكم ) فُرَادَى ( بعد تخليكم عن زوجكم المُركب الذي كنتم عليه في الحياة الدنيا ) كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ( كأنفس مجردة النشء من خلق السماء العُلا ) وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ ( من أجساد خصصت لكم في نشء الحياة الدنيا ) وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ( خلفكم في حياة الأرض ) وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ ( أصنامكم وأوثانكم ) الَّذِينَ زَعَمْتُمْ ( اتخذتموهم ) أَنَّهُمْ فِيكُمْ ( في خلقكم الدنيوي ) شُرَكَاءُ ( مع الله عز وجلّ ) لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ "(94) الأنعام ، لذا فأنفس الناس من إنس وجان تعود إلى باريها بعد تخلّيها عن زوجها الدنيوي كيوم خلقها الله عز وجلّ أول مرة في السماء العُلا وهي مجردة دون جسد الأرض " وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ " بعد أن كنتم أزواجاً مُركبة النشء في خلق الحياة الدنيا لقوله تعالى " وَكُنْتُمْ ( أي في الماضي وقبل موتكم ) أَزْوَاجًا ثَلَاثَة ( زوج مُركب من ثلاثة مقومات ) "(7) الواقعةً ، وبالمثل نستنتج أن أنفس الناس لا تعود إلى الله عز وجلّ بعد موتها كأزواج مُركبة النشء كيوم خلقها في الحياة الدنيا ، إنما تعود بحال الفرد المتجرد ، وقوله تعالى " وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم " ، بمعنى أن أنفس الناس تكون قد تخلّت عن أزواجها التي كانت عليها في نشء الحياة الدنيا بعد موتها ، لتعود وتجادل عن ذاتها يوم الحساب بحال التجرد ، كما تركت من ورائها جميع ما اتخذت من دون الله عز وجلّ كشركاء في خلقها الدنيوي ، لذا فخلق الناس من إنس وجان ودواب ونبات في النشأة الأولى يسمى زوجاً أيا كانت ماهيّته أو هيئته شرط أن يكون له جسد حيّ مُخلّق من ماهيّة الأرض ويأكل الطعام … مهم ، كما أن سمة الأكل في الزوج المُركب من نبات الأرض تُعتبر مؤشرا مهماً يدلّ على أن الخلق المشار إليه هو من نشء الحياة الدنيا ! ، وبالمثل فكل ما لا يأكل الطعام لا يعتبر من نشء الحياة الدنيا وبالتالي لا يموت لقوله تعالى " وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ "(8) الأنبياء ، أو كقوله تعالى " مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ "(75) المائدة ، أو كقوله تعالى " وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ "(33) المؤمنون ، أو كقوله تعالى " وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا "(7) الفرقان ، أو كقوله تعالى " وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا "(20) الفرقان ، أو كقوله تعالى " فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ ( لا يأكلون الطعام كونهم من خلق السماء العُلا ) نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ "(70) هود .

{…همسه

من وثق بالله أغناه,, ومن توكل عليه كفاه,,
ومن خافه قلت مخافته,, ومن عرفه تمت معرفته }….

.
.
بارك الله فيك اختي الكريمة
ونفع بما قدمت ان شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.