بالأمس القريب والله يا إخوان أحدهم كان يصلي بجانبي فتفاجأت به يخرج جواله ويبعث برسالة نصية – الله أكبر – لو كان أحدهم أمام مديره أو ضابط وحدته أيفعل هذا؟ بالتأكيد كلا – لماذا هذا الاستخفاف بالوقوف أمام الله العظيم عز وجل، والذي مصيرك الأبدي بيده إما الفوز بالجنة أو تذوق ألوان العذاب والعياذ بالله، وليس زيادة راتب أو خصم منه، إما حجز ثلاثة أيام أو ما شابه، ولهذا ولأننا بالعشرة الأواخر من شهر المغفرة والرحمة أحببت أن أبين أحكام الحركة بالصلاة وأقسامها لعل الله يرحمنا برحمته ويهدي من ضل منا سواء السبيل ويجازينا خير الجزاء.
وأريد أن أوضح بدءا انه من اقامة الصلاة أن يكون الإنسان فيها خاشعا لله تعالي بظاهره وباطنه، فالخشوع في الباطن حضور القلب، والخشوع في الظاهر السكون وعدم الحركة.
أقسام الحركة في الصلاة:
وهنا نبين أن الحركة في الصلاة تنقسم الي خمسة أقسام:
أولا: الحركة الواجبة: وتجب الحركة اذا كان يتوقف عليها صحة الصلاة، أي انه اذا كان ترك الحركة مبطلا للصلاة، فإن الحركة تكون حينئذ واجبة.
مثال: رجل كان يصلي الي غير القبلة فجاءه أخر فقال: ان القبلة علي يمينك، فهنا يجب أن ينحرف الي اليمين، لأنه لو بقي علي اتجاهه الأول، لكانت صلاته باطلة، فيجب أن يتجه الي اليمين.
ومثال آخر: رجل ذكر أن في غترته نجاسة فيجب عليه أن يتحرك لخلع الغترة، ونظير ذلك ما فعله الرسول صلي الله عليه وسلم حين جاءه جبريل فأخبره أن في نعليه أذي فخلعهما.
ثانيا: حركة مستحبة: وهي الحركة التي يتوقف عليها فعل مستحب.
مثال: أن يتقدم الإنسان الي الصف الذي أمامه اذا انفرج فهذه سنة مستحبة، لأن فيه وصلا للصف، وسدا للفرج، وتقدما الي المكان الفاضل.
ومثال آخر: كذلك أيضا لو أن الصف قرب بعضه من بعض فإنك تقرب الي الصف، وهذه حركة نعتبرها مستحبة، لأنه يتوقف عليها فعل مستحب.
ثالثا: حركة مكروهة: وهي الحركة اليسيرة بلا حاجة، لأنها عبث مناف للخشوع، كما نشاهده في كثير من الناس ينظر الي ساعته وهو يصلي، أو أن يصلح الغترة أو يذكره الشيطان وهو في صلاته امرا نسيه فيخرج القلم ويكتب الذي نسيه لئلا يضيعه بعد ذلك، وأمثلتها كثيرة.
رابعا: حركة محرمة: وهي الحركة الكثيرة المتوالية لغير ضرورة، فقولنا الحركة الكثيرة خرج به الحركة اليسيرة، فإنها من المكروهات.
وقولنا المتوالية خرج به الحركة المتفرقة، فلو تحرك الانسان في الركعة الأولي حركة يسيرة، وفي الثانية حركة يسيرة، وكذلك في الثالثة والرابعة، لو جمعنا هذه الحركات لوجدناها كثيرة لكن لتفرقها صارت يسيرة، فلا تأخذ حكم الحركة الكثيرة.
وقولنا لغير الضرورة احترازا من الحركة التي للضرورة، مثل أن يكون الانسان في حالة أهبة للقتال يحتاج الي حمل السلاح وتوجيهه الي العدو، وما أشبه ذلك. وقد قال الله تبارك وتعالي: فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخري لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم سورة النساء.
ومن ذلك لو أن عدوا لحقه وهو هارب منه فإن هذه الحركة الكثيرة مغتفرة، لأنها للضرورة.
وكذلك أيضا لو هاجمته حية وهو يصلي، وحاول مدافعتها عن نفسه فإن هذه الحركة ولو كثرت فلا بأس بها، لأنها ضرورة.
خامسا: حركة مباحة وهي الحركة اليسيرة للحاجة أو الحركة الكثيرة للضرورة.
مثال: لو كانت الأم عنها صبي ويصيح فإذا حملته سكت، فلا حرج عليها حينئذ أن تحمله حال القيام، وتضعه في حال الجلوس، فهذه الحركة يسيرة ولحاجة فهي مباحة ويدل لذلك أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب فإذا قام حملها، وإذا سجد وضعها.
منقول
بارك اله فيج يالغالية على النقل..
تسلمين عالمرور