<b>
علامات القلب السليم
</b>قد يظن البعض أن على المرء أن يلزم بيته أو مسجدهويعتزل الناس ..من أجل الوصول إلى القلب السليمالذي هو محل نظر الله وبه نجاته .. ومن هنا وجبتوضيح المراد بالقلب السليم.يقول أحد العلماء :السليم هو الذي أصبح يتلقى أوامر الله بمنتهى التسليموالرضا، ويسير الجسم به على حسب أوامر الله بكاملالقوة والحيوية والجدية، ومن أوامر الله الأمر بالجهادوجعل كلمة الله هي العليا."ومن هنا يتضح لنا أن كل أمر أو تكليف إنما هو غذاءودواء للقلب ،وبإهمال أي تكليف فإنه بذلك يكونهناك نقصاً في سلامة القلب ،كمن كتب له الطبيبدواءين لما رآه يشتكي من مرضين ، فأخذ المريضدواءً واحداً فعوفي من مرضه وبقي الآخر، كذلك –ولله المثل الأعلى- أنزل الله التكاليف لتغذي القلوب ،وكل تكليف علاج لمرض.قال تعالىوَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباًوَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَوَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناًلَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُفَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (12)لاحظ أن قسوة القلب هاهنا كانت عقوبة على نقض
الميثاق في معاني بعينها، فما هذه المعاني ؟إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والإيمان بالرسل ونصرتهموإقراض الله قرضاً حسناً ، والآن لاحظ أن الله عز وجلجعل قول المسلم( سمعنا وأطعنا) عهداً وميثاقاً..قال تعالىوَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِإِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ( 7 ) .والآن فلنسائل أنفسنا:أي شئ أخذ على بني إسرائيلفي هذه الآية لم يؤخذ علينا؟ من صلاة أو زكاةأو إيمان بالرسل أو نصرة لهم…فلو أن المشتغلين فيصلاح القلوب لم يلاحظوا مثل هذا فأهملوا شيئاً منهكنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصرةشريعته ونصرة سنته ونصرة دينه ونصرة حملةشريعته .. فكيف يتم صلاح القلب والحالة هكذا.."من كلام الشيخ رحمه الله يتبين لنا :كيف أن تحقيق،وأي طريق سوى ذلك فسينتج قلباً به بقايا من مرض ،بل إن القعود عن بعض التكاليف سيستوجب لعنةالله.– والعياذ بالله – وقسوة القلب عكس ما يظن البعض .علمنا مما سبق ما هو المراد بالقلب السليم ،ولكن كيف يعرف المسلم أن قلبه في طريقه للقلب السليم ؟في ذلك يقول الشيخ رحمه الله :لا يصل القلب إلى أنيكون مؤمناً خالص الإيمان إلا إذا وصل إلى معرفة اللهمعرفة ذوقية قلبية صافية، والإنسان بقدر معرفته باللهيزداد خضوعاً لأحكامه، وتطبيقاً لها والتزاماً بهاوأخذاً بقوة لها…"وينبغي لنا هنا من وقفة ،فكثير منالملتزمين يكرسون جهدهم في الإكثار من العباداتدون الإلتفات لتحصيل أحوال القلب ،أو ينشغلونبالدعوة كذلك دون الإلتفات لتحصيل القلب ،بينما يعلمنا الصحب الكرام الآتي :"كنا نؤتى الإيمان قبل أن نؤتى القرآن"فلنا أن نتخيل ذلك الصحابي الذي يتلقى الإيمان في دارالأرقم ،ولا يكلف إلا بركعتين بالغداة وركعتينبالعشي، وبرغم أنه لا يملك من القرآن كثيراً إلا أنهيؤمر بإحياء الليل إلا قليلاً، فماذا كان يقرأ ذلكالصحابي؟!لاشك أنه كان يحيي ليله بصدر سورة العلق أو المدثرأو المزمل ونحوها مما تنزل في تلك الفترة ولاشك أنهيكررها طوال ليله فهو لا يملك غيرها،حتى يتشبع قلبهبمعانيها ويعلمه الله من أنوارها، بل إن القرآن المكيكله تنزل في ثلاث عشرة سنة ، فيالها من تربية،كان الصحابي يغذي قلبه فيها بتكرار الآيات ،والله سبحانه يصف نفسه في القرآن المكي كثيرا ،ومن ثم يتعرف القارئ على ربه معرفة قوية واضحة،وهي ليست معرفة كتب العقيدة التي تملأ المكتباتوالتي شغل بعضها بعلم الكلام دون أن يصب تركيزهعلى حياة القلب فمعرفة الله المعرفة الذوقية القلبيةالصافية"ليست هي معرفة العقل بوجود الإله فحسبولكن بأن يعرف قلبك الإله صفة تلو صفة فيحبه قلبك، ويخاف منه ،ويرجوه ، ويحن إليه ،وحينها يستسلمللتكاليف استسلام المحب تارة ، واستسلام الخائفعرف الله وامتثل لتكاليفه ،إن كل عبادة يتعلم المرءمنها صفة أو أكثر إذا أعمل قلبه في العبادة ، ونضربمثالاً واحداً لذلك ..قوله تعالى :قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًىوَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ "فالله هنا يريدنا أن نجني من وراء الصدقة :التعرفعلى صفات الله سبحانه ..فهو غني ،وهو حليم جل جلاله ،فأولى بالعباد إذا كانوا أغنياء أن ينفقوا ،ومع نفقتهم أن يحلموا على الفقراء ، إن هم قابلواالإحسان بما لا يليق ..فيتخلقوا بصفات الله بما يناسبواقع البشر.وهكذا كل تكليف إذا تدبر المرء تعلم الإنسان منه صفةأو أكثر ، لذلك كان الجهاد ذروة سنام الإسلام ،ففيه تمارس كل العبادات ، مما سبق يتبين لنا أنقلبية،واستجاب للأوامر والنواهي .. وتعلم من هذهالأوامر والنواهي صفات الله وأسماءه.. واجتهد أنيتخلق بها ترى هل كنا نسير في الطريق السليم،أم أننا كنا في غفلة عن مراد الله منا؟!سؤال يحتاج مناأن نفكر فيه طويلا ..منقول
يعطيكي العافية على الطرح الرائع
جزاك الله خيرا
اقتباس | المشاركة الأساسية كتبها m00n15 |
يعطيكي العافية على الطرح الرائع | ||
الله يعافيك اختي الكريمة سعدت بمرورك العطر ~
يسلموو يالغلا علي الطرح القيم
أسأل الله ان يرزقنا القلب السليم
جزاك الله خيرا
نسال الله ان يرزقنا الاخلاص في كل اعمالنا يا رب
جزاك الله كل خير
جزاك الله كل خير
جزاك الله خير والله يجعلنا من القلوب السليمه يااارب
جزاكِ الله خيراً