فالحج فريضة شرعية ومناسبة عمرية ، إذ يجب على المسلم المستطيع في حياته مرة واحدة ينتقل فيه من بلده إلى بلد لا يعرفها وظروف لم يألفها .
ينفق فيه ماله ويترك عياله ويبذل جهده ويتكبد مشاق السفر ومتاعب الحل والترحال والنزول والانتقال في مواقف يزدحم فيها الناس في الزمان والمكان نفسيهما .
وفي ظل انتشار الجهل في صفوف الكثير من المسلمين يتجلى آثار الجهل العقائدي والعلمي والوعي الصحيح في اجتماع الحجيج لأداء مناسكهم فتروعك مظاهر الشرك والبدع والمعاصي والمخالفات في أمور النسك خاصة والعبادات عامة وتحزنك أمارات التخلف بصوره المختلفة ويزداد الحال سوءا عندما يسعى بعض تجار الدنيا لتحقيق أعلى المكاسب على حساب إخلال الحجيج بنسكهم واستمرار جهلهم بدينهم وتخلفهم فيشعر طالب العلم والدعاة إلى الكتاب والسنة بثقل التبعة وعظيم المسئولية .
وانطلاقا من رسالة الإسلام الصحيحة الصافية واهتمام الدعاة إلى الله بنشر العلم الشرعي الصحيح ليتأسى المسلم بالسنة ويتجنب البدعة والمنكر .
ولما كان الطريق الوحيد إلى معرفة ذلك هو التعرف على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج وأحواله فيه جعلنا هذا العدد في احوال السلف في الحج . نسأل الله ان يقبل من الجميع عملهم.
الترهيب في ترك الحج
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله عز وجل : إن عبدا صححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي محروم) رواه ابن حبان
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( تعجلوا في الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) رواه أحمد ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم( الحجة المبروره ليس لها جزاء إلا الجنة ) رواه النسائي عن أبي هريرة
حال السلف في الحج
لقد كان للحج تأثير عظيم في تزكية النفوس وإصلاح القلوب ، لما فيه من معاني العبودية ، ومظاهر الربانية التي تجلت في كل أعماله ومناسكه ، فأثمرت في واقع السلف قلوبا تقية ، وأفئدة زكية وأبدانا طاهرة نقية ، فكانوا مع إحسانهم للعمل يخشون الرد وعدم القبول أما نحن – إلا من رحم الله – فلا إحسان ولا خشية ، ومع ذلك ينام أحدنا ملء جفونه وكأنه حاز النعيم وضمن من الجنة فردوسها الأعلى !!
ولئن ورد عن بعض السلف أنه قال : الركبُ كثير والحج قليل ، فما عسانا نحن أن نقول ؟ نسأل الله ألا يمقتنا .
فما أحرانا نحن المسلمون أن نعود إلى ما كان عليه السلف الصالح عقيدة ومنهاجا ، عبادة وسلوكا حتى نفوز بما فازوا به من سعادة الدارين ، العز في الدنيا والنعيم في الآخرة .
من أخلاق السلف في السفر والحج
كان السلف – رحمهم الله – يعلمون حق رفيق السفر فيحسنون صحبته ويواسونه بما تيسر لديهم في طعام وشراب وكان كل واحد منهم يريد أن يخدم أخاه ويقوم بأعماله فلا يمنعه من ذلك نسب ولا شرف ولا مكانه عليه .
قال مجاهد : صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني .
وكان عبد الله بن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم وكان إذا أراد الحج من بلده جمع أصحابه وقال : من يريد منكم الحج ؟ فيأخذ منهم نفقاتهم فيضعها في صندوق ويغلقه ثم يحملهم وينفق عليهم أوسع النفقة ويطعمهم أطيب الطعام ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من هدايا ثم يرجع بهم إلى بلده فإذا وصلوا صنع لهم طعاما ثم جمعهم عليه ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فردَّ إلى كل واحد نفقته !!
عبادة السلف في الحج
ذكر الإمام ابن رجب – رحمه الله – أن من أعظم خصال البر في الحج ، إقام الصلاة ، فمن حج من غير إقام الصلاة – لا سيما إن كان حجه تطوعا – كان بمنزلة من سعى في ربح درهم ، وضيع رأس ماله وهو ألوف كثيرة ، وقد كان السلف يواظبون في الحج على نوافل الصلاة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على صلاة النافلة على راحلته في أسفاره كلها ويوتر عليها . فعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي السُّبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت . متفق عليه . ( والمقصود بالسبحة النافلة) .
حذر السلف من الرياء والمباهاة
ومما يجب على الحاج اجتنابه ، وبه يتم بر حجه ألا يقصد بحجه رياءا ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخرا ولا خيلاء ، ولا يقصد به إلا وجه الله سبحانه وتعالى ورضوانه ، ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه . وقد كان السلف – رحمهم الله – شديدي الحذر من أن يدخل في عملهم شيء من الرياء أو حظوظ النفس ، لأنهم يعلمون أن الله عز وجل لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه صوابا على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه مسلم .
ولذلك لما قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما :- ما أكثر الحاج ! قال : ما أقلهم ! وقال شريح القاضي : الحاج قليل والركبان كثير ، ما أكثر من يعمل الخير ، ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه .
وليس على كل الوجوه قبول وجوه عليها للقبول علامة
أسباب توقان النفس إلى مكة
الأول : من تكون وطنًا له فيخرج عنها فيتوق إلى وطنه.
والثاني: من يذوق في تردده إليها حلاوة ربح الدنيا فذاك يتوق إلى ربحه لا إليها، لكنها لما كانت سببًا تاق إليها.
والثالث : من يكون محصورًا في بلده فيحب النزهة والفرجة ويرى ما يطلبه في طريقها فينسى شدة يلقاها للذة التي يطلبها وتبهرج نفسه عليه أني أحب الحج، وإنما يحب الراحة.
والرابع : من تبطن نفسه الرياء وتخفيه عنه حتى لا يكاد يحس به، وذلك حبها لقول الناس : قد حج فلان ، ولتلقبه وتسميه بالحاج ، فهو يتوق إلى ذلك، وتبهرج عليه بحب الحج، وهذامن رقائق الغرور فيجب الحذر منه.
والخامس : من يعلم فضل الحج فيتوق إلى ثواب الله – عز وجل – لأن مضاعفة الثواب في تلك الأماكن بزيد على غيرها، وهذا هو المؤمن.
السادس : توقان عام ، وسببه دعاء الخليل – عليه السلام – حين قال : { فَاجْعَل أَفئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلَيْهِم} (إبراهيم/37).
قال ابن عباس – رضي الله عنهما : تحنُّ إليهم ، قال : وأراد حب سكنى مكة ، ولو قال : اجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لحجّه اليهود والنصارى ، ولكنه قال : من الناس.
الشوق إلى الحج و أماكنه
[poet font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="double,6,red" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يحنّ إلى أرض الحجاز فؤادي ويحدو اشتياقي نحو مكة حادي
ولي أملٌ مازال يسمو بهمّتي إلى البلدة الغراء خير بلاد
بها كعبة الله التي طاف حولها عبادهٌم الله خير عباد
لأقضيَ فرض الله في حج بيته بأصدق إيمان وأطيب زاد
أطوف كما طاف النبيون حوله طواف قيادِ لاطواف عناد
وأستلم الركن اليماني تابعاً لسنّة مَهْدِيًّ وطاعة هادي
وأركع تلقاء المقام مصلياً صلاةً أرجئها ليوم معادي
وأسعى سبُوعاً بين مروةً والصفا أهلّ ربي تارة وأنادي
وآتي منى أقضي بها التَفَثَ الذي يتم به حجي وهدييَ شادي
فياليتني شارفت أجْبُلَ مكة فبتّ بوادٍ عند أكرم واد
وياليتني رويت من ماء زمزم صدا خاله الجوانح صادي
[/poet]
نقلا عن موقع سلسلة العلامتين ابن باز والألباني رحمهما الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هـــلا وغــلا
أختي الغاليه سحائب الخير
هذا حال السلف اللهم أرض عنهم
جزاك الله خيـــر ونفع بك
وربي يعطيك العافيه
الله يعافيكِ أختي الحبيبة رذاذ المطر
نعم هذا حال السلف رحمهم الله
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكرام فلاح
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن اقتفى أثرهم وسار على نهجهم
بارك الله فيكِ عزيزتي وجزاكِ الله خيرا على مرورك
وفقكِ الله
أثرهم وسار على نهجهم …
جزاك الله خيرا حبيبتي سحائب
وبارك الله فيك..
لك شكري وتقديري
رحمهم الله تعالى وأعلى منازلهم في الجنة
اللهم ارزقنا حسن الاتباع وجنبناطريق السمعة والرياء
أثابكِ الجنة أختي الكريمة
على هذه الاختيارات الطيبة
وإياكِ حبيبتي شجونة الحلوة
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيرا على تواصلكِ
وفقكِ الله
أخي في الله أبوداحم
اللهم آمين بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا على مرورك
وفقك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هـــــلا وغــــــلا فيك
أختي .. سحائب الخير
وجــــزاك اللــه خـــــــــــــــــــــير
على المشاركة القيمة
مـــــروج ذهبيـــــه
جزاك الله وبارك فيك غاليتي الحبيبة
سحائب الخير على هذا الموضوع الرائع ،،،
الذي يربطنا بسلفنا الصالح الذين ضربوا اروع الامثلة
في طاعة الله عزوجل واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ولا عز لنا الا بان نتمسك بديننا كما تمسك به سلفنا الصالح ،،
بارك الله فيك اخيه ،،
بنت المملكة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وإياكِ أختي الحبيبة مروج ذهبية
بارك الله فيكِ ورزقنا وإياكِ حسن الإتباع
جزاكِ الله خيرا عزيزتي على مرورك
وفقكِ الله