ويروي الطبري بسنده عن ابن عمرو قال: إذأ كان يوم القيامة مد الأديم وحشر الدواب والبهائم والوحش ثم يحصل القصاص بين الدواب يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء نطحتها فإذا فرغ من القصاص بين الدواب قال لها : كوني ترابا قال : فعند ذلك يقول الكافر : يا ليتني كنت ترابا
ويقول الله تعالى: )إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً((النبأ:40) وقال أيضاً:)وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ( (لأعراف:179) فالذين لا يعرفون مقصد خلقهم ووجودهم في هذه الحياة الدنيا هم أهون على الله من الدواب، ويوم القيامة يتمنى أحدهم لو أنه كلبا أو حمارا حتي يصير ترابا مثلها ، ولكن حتى هذه ليس لهم شرف نوالها، وهؤلاء الناس في هذه الحياة الدنيا أصناف:
· فبعض الناس بهيمة في مسلخ البشر…حيوان في صورة إنسانفمنهم حمار يدور برحاء دون أن يتقدم إلى الأمام خطوة واحدة، طلق أخراه وتزوج دنياه، جلبة بالنهار خشبة بالليل، سبحان من رفع البهائم فوقه درجة، فالبهائم تنفع غيرها، وهو لا ينفع نفسه فضلا عن غيره…ألم يقل رب العزة: ) )أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً((الفرقان:44)
· ومنهم دودة قز يموت وسط ما ينسج، الألفة بينه وبين شهواته عجيبة، والمؤاخاة بينه وبين شيطانه حميمة، يسعى لحتفه بيده، ويسير إلى النار في خطى ثابتة، شعارهم في الحياة: ) يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ((التوبة: من الآية42)
· ومنهم نعامة يدفن رأسه في الرمال يظن أن أحدا لا يرى فسقه ولا يلمح فجوره، يزعم أنه لم يقتل ودماء الضحية تلطخ يديه، ويدعي عدم السرقة وبصماته تملأ موقع الجريمة، يرتدي ثوب التقى وقطرات الخمر تقطر من فمه فهؤلاء وأمثالهم: ) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ( (البقرة:9)
· ومنهم حرباء في تلونها ، يدخل مجلس الصالحين فيخشع لسماع الأعراف وهود ويَثَنِّي على مجالس الصالحين فيطرب لسماع العود والجيثار ، حرم من المعية لأن نفسه إمَّعية وعقولهم غير ألمعية منهجهم في الحياة: ) )مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ((النساء: من الآية143)
· ومنهم خفاش في هيئته المقلوبة يعشق الظلام ويكره النور يتلذذ بالمعصية ويستقبح الطاعة، مفاهيمه معكوسة لأن فطرته منكوسة فوصفهم الله بقوله: ) وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ((الزمر:45)
· وهكذا فإن هذه الأصناف هي أقل مرتبة من الدواب والكلاب وهم أهون على الله من الدواب فلا يبالي بإلقائهم في جهنم خالدين فيها إلى أبد الآباد ….فسحقا لهم وأبعدنا الله عنهم
في ميزان حسناتكم أشواق إن شاء الله
ابعدنا الله وإياكم عن هؤلاء الذين تصفيهم ..
أخوكم طائر الحب
غفر الله لنا وأدخلنا برحمته الجنه