تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » احوال القلوب

احوال القلوب 2024.

احوال القلوب أمام الفتن:
يقول النبى صلى الله عليه وسلم "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ، فأى قلب اشربها نكت فيه نكتة سوداء ، وأى قلب انكرها نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى تصير على قلبين : على ابيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض والأخر اسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما أشرب من هواه" _رواه مسلم_
-نقل النووى قول القاضى عياض بن ابى الحسين بن سراج قال: ومعنى (تعرض) أنها تلتصق بعرض القلوب أى بجانبها كما يلتصق الحصيربجنب النائم ويؤثر فيه شدة التصتقها به ، وقال معنى (عودا عودا ) أى تعاد و تتكرر شيئا بعد شىء.
*وصف الرسول ص.ع هذا القلب المؤمن بوصفين:
·الوصف الأول أنه (أبيض) وهذه هى القوة العلمية -قوة البصيرة-والتى يبصر بها الحقائق، هذا القلب الذى لم تصبه غشاوات الشبهات ولا ظلمات المعاصى يجعل الله عز وجل له فرقانا يفرق به بين الحق والباطل.

-كما وصف الله عز وجل قلب المؤمن بالزجاجة التى فيها مصباح ، قال تعالى: "الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله على بكل شىء عليم"_النور:35_
-فالله سبحانه وتعالى نور السماوات والارض، فلأجل اتصافه بصفة النور خلق النور فى السماوات والارض وفى قلوب المؤمنيين.
(مثل نـــوره) أى فى قلوب عبده المؤمن
(كـمــشـكــاة) كوة فى الجدار_أى تجويف مغلق_بعيدة عن الرياح التلى قد تطفىء المصباح ، وكذلك قلب المؤمن محفوظ من أن تضره رياح الفتن.
(فيها مـصباح) وهى الفتيلة.
(المصباح فى زجاجة) فالزجاجة قلب المؤمن ، أبيض شفاف يخرج منه النور ويدخل فيه النور فاذا وعظ اتعظ ، واذا علم تعلم ، واذا ذكر تذكر.
-فهذا مثل قلب المؤمن شفاف يدخله النور من خارجه أما اذا كان فى بيئة مظلمة فينتشر منه النور ويشع فيعرف الناس الحق به ويهتدون به الى الطريق المستقيم.
-أما اذا كان على الزجاجة سواد وغبرة وقترة فلا يدخل فيها نور ولا يخرج منها كذلك ، فانظر الى حال قلبك ؟ هل اذا ذكرت تذكرت؟ واذا وعظت اتعظت؟ واذا أمرت استجبت؟ واذا نهيت انتهيت؟ واذا خوفت بالله خفت؟ وكذلك حين توجد فى بيئة فيها منكر ماذا تصنع؟ هل تنير الطريق للناس؟ أم تظلم عليك الدنيا كما اظلمت عليهم؟ هل تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ هل تعلم الناس الحق وتدعوهم الى الله؟ وعلى قدر النور الذى فى قلبك يكون تأثيرك في من حولك.
·أما الوصف الثانى انه (مثل الصفا) أى الصخر وهذه هى القوة العملية –قوة الارادة- فقلب المؤمن قوى صلب لا ينطبع –بمعنى انه لا يتأثر بما حوله- كما ان الصخر لا ينطبع.
-فهونفس الوصف فى المثل القرأنى لقلب المؤمن بالزجاجة فالن الزجاجة تجمع بين وصفين الشفافية والصلابة ، فالبياض والسفافية القوة العلمية والصلابة فى الحق والثبات عليه القوة العملية.
·فاذا اكتملت للمؤمن قوته العلمية وقوته العملية فانه (لا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض).
*ووصف الرسول ص.ع القلب الاخر الذى قبل الفتن ورضيها:
·بأنه (أسود) لضلاله وجهله فلا يستطيع ان يميز بين الحق من الباطل ولا يدخل اليه نور فلا يقبل الوعظ والتذكير ولا يشع منه نور فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن منكر.
·وأنه (مربادا) أى متسخا فالوسخ والقذر فى القلب هو الارادة الخبيثة.
-فليس للكفرة والظلمة والفاسقين والمنافقين هم الا شهوات الدنيا وما تمليه عليهم أهوائهم من الشهوات الحيوانية كشهوة البطن والفرج والعين والاذن والشهوات الشيطانية كالكبر والعلو والفخر والعجب وحب الرياسة والرياء وهكذا.
·وانه (كالكوز مجخيا) أى كالكوز المنكوس اذا اردت ان تضع فيه خيرا لم يقبل ، وما كان فيه من خير سابق زال عنه بالانقلاب.
·وعلامة وقوعه فى الفتن أنه (لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما أشرب من هواه)

واسأل الله أن يسلمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن

منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.