كــثــير مـن الأزواج و الـزوجــات يـشـكـون مـن خـلو حـياتـهم من الـدفء العـاطـفي
و يشعرون بأن حـياتهم تسـير بروتـين ممل و كأن برودة
الأجواء الطبيعية انتقلت داخل بيوتنا من داخل النوافذ المفـتوحة .
و يمكنكِ بسهولة تـشـبـيه عـلاقـتك بزوجـك و أولادك
بهذا الموقـف و بإمكانـك أن
تـسعي إلى خـلق جـو مـن الدفء و التقارب كما تفعلي بإغلاق كل منافذ الهواء في
المنزل و تـقــومي بغـلق كل النوافذ بإحكام و يمكنكِ أن ترفعي من درجة حرارة المنزل
بتشغيل المدفأة و ستكون النتيجة عظيمة خلال دقائق بسيطة ولكي نتعلم كيف يكون
هذا الدفء و كيف نحافظ عليه تعالوا نستعرض سلوكيات الأسرة الربانية التي يعرضها
لنا القرآن كأنها مشاهد من قصة سيدنا إبراهيم الخليل و أبنه الذبيح إسماعيل وزوجته
الطاهرة القدوة هاجر و كيف أنهم جميعاً حافظوا على هذا الدفء حتى في أصعب
المواقف و أشدها على الثلاثة و تعالوا نرى كيف حافـظ كل فرد على الدفء بدءاً من
أمـنا الصابرة المـحـتـسـبة هــاجــر و كيف تـلقت خبر الذبح باحـتـساب عند الله و كيف
أن إبليس كـلما جاء ووسـوس إلــيــها رجــمــتـه و اســـتعاذت بالله منه … و ليس غريباً
عليها فهي التي صمدت قبل ذلك حينما تركها سيدنا إبراهيم وكيف كان أبنها يموت بين
يديها من العـطـش و مع ذلك لم تـذكر زوجـها بســوء أو أوغرت صـدرها ضـده و لكنها
لجأت إلى الله العلي القـديـر الــذي أكرمها و استجاب لدعائها و خلد ذكراها إلى الأبد
إعظاماً لدورها ثم نأتي لدور أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم و لنا أن نقف مع طريقة عرض
سيدنا إبراهيم لسيدنا إسماعيل هل نشعر أنه قدم الأمر لأبنه بطريقة عادية أو بسيطة أم
أنه فكر و خطط ثم صاغ الأمر بأسلوب محبب إلى النفس يخفف عنه ألم الصدمة بل
ويساعده على الطاعة و ذلك حتماً تعامل بالحوار ، ووجه الـخـطاب لأبنه بكلمات كلها
دفء و حب و حنان و لنا أن نتخــيل نــظــرة سـيدنا إبراهـيم و نبرة صـوته و ملامح
وجهه بلا شك كانت تنطق بالحب و العطف و الرعاية و الاحتواء ثم ننتقل إلى نقل الأمر
الرباني بتوضيح الأحداث بقوله ( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك ) أي أن معايشة أولادنا
في أحداث حياتنا بطريقـة حانية لابد أن يسبقه حـوار معهم حـتى يـتـفاعل معنا
الأبناء و يشاركونا في القرار و حتى يحدث ذلك لابد لنا كمربيين من وقفات مع أنفسنا
ولا نجعل ضغوط الحياة مدعاة لأن ينفث كل فرد منا غضبه فيمن حوله مدعياً أنه
مضغوط و لنسأل أنفسنا هل هناك ضغطة أشد من الضغط النفسي الذي تعرض له سيدنا
إبراهيم ؟ وهل تحدث مع سيدنا إسماعيل بنفس درجة الضغـط النفـسي الخاص به أم
أنه تحـكم في نـفـسه ، هــذا هــو الدور المطــلوب منا و الذي يعلمنا إياه الله تبارك و
تعالى حتى لا نرتكب معاصي وذنوب لا حصر لها مدعين أننا عصبيين أوأ ن الضغوط أكبر منا أو …..
وقمة الحرية حينما يقول له ( فأنظر ماذا ترى ؟)
إنه استفهام يعطي الأبناء شعور قوي
بالحرية ويعـطـيه أتزان انفعالي مما يساعده على التفكير المتوازن و الصحيح وهذا ما
نراه في ما قاله سيدنا إسماعيل :
( يا أبتِ أفعـل ما تؤمر سـتجــدني إن شاء الله من الصابرين )
أي أنه لم يختار القرار الرباني فقط بل و كان حريصاً على مشاعر أبيه و هذا سر
الدفء الأسري أي أن كل فرد حريص على مشاعر الباقين فلا أمنا هاجر تعاتب سيدنا
إبراهيم ولا سيدنا إسماعيل يعاتب أبيه ، و هذه المشاعر لا تأتي إلا بقواعد :-
بركة الطاعة :
فالمعصية لها شؤم و الطاعة لها نور في القلب و راحة و اطمئنان .. لقول رسولنا
الكريم ( ص ) :
" إن الله بقسطه جعل الروح و الفرح في الرضا و اليقـين و جعل الهم و الحزن في الشك و السخط "
إن آثار المــعــصية تظهر على أقرب شئ إلى المرء .. في الزوج أو الزوجة أو الأبناء
أو …. الحوار معهم بطريقة جافة و كذلك من الشـؤم تـكرار الشكوى من الزوج أو أهله
بلا صبر و احـتساب .
ý لذلك ركزي جـهودك في بذل الجهد للوصول لأقصى درجات السعادة و الراحة واصنعى
من الليمون اللاذع شراباً حـلواً – و ضخــمي من إيجــابيات زوجك و أولادك و
سيــقــابلوا ذلك بنفـسي التقدير لك ولو بعد حين و أحذري أن تركني إلى
التكاسل في البحث عن أسباب السعادة
بالتـشـمير عن ساعد الجـد و الصبر و
الاحتساب و ترفعي عن الوساوس و مفاتيح الشيطان التي تجعل أوهام الشقاء
في قـلبك حـقـيقـة و تحرمك من دخول الجنة و من الهناء التام و السعادة
الخالصة .. كوني مرحة و صمي أذنيك عن ما يغـضـبك .
و اجـعلي هـدفـك الأساسي هـو نـشـر الـحـب .
يقـول الله تعالي :
" ومن آيات أن خلقه لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا أليها و جعل بينكم مودة و رحمه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون "
أنها آية شـمـلت مـعاني كـثـيرة للحـياة العاطـفـيـة بين الزوج و الزوجة والتي
بدورها ينتشر عبيرها للأبناء و أول هـذه العاطـفة هي سكينه النفس التي إذا توفرت
يعيش الدفء و السعادة و الفرح و أدت إلي تمتع كل فرد بصحة نفسيه تـساعده على
الأقـدام على أمـور حـياته و تـخطي صعابها فـتـقـدم الأسرة للمجـتمع جـيلا من الأبناء
يـفـخر به الجميع و أباء وأمهات مربين لا معقدين و منفرين .
ý كوني لطـيـفة مع زوجـك و أولادك بـكلمة طيبة أو قبله عابرة أو لمسه حانية
للتعبير عن مدى حبك لهم و احرصي عليها باستمرار .
ý عـدم تجريح الأبناء كأن تنـسـبي أحـد الأبـنـاء للأب أو الأم ( طالع لأبوك )
( طالع لأمك ) فـإن ذلك يترك أثرا ً محزنا في النـفـس و بالتالي ينعكس سلبا
على الأسرة كالـجـفـاء أو العناد .
ý التـسامح و ذلك بالحرص على عدم حـصر الأخــطاء و تذكر السلبيات و تكرار الحديث عنها
عند آي خلاف مع تحري الهدوء في معالجة المشاكل و دون تهويل أو تـضـخـيم
مع نسيان الذنب بمـجرد المناقـشة فيه و عدم إذلال الطرف الأخر به سواء كان
الزوج أو الأبناء .
ý كوني طـفـلة بعـض الوقـت مع زوجـك أو أولادك و ألعبي معـهم .. بـل و قـومي
ý بتــبادل الأدوار كـأن تــكـوني أنتِ الإبنة و هـم الأب أو الأم مع مراعاة القـواعد
ý التربوية مثل عدم مناداتك باسمك أو سبك أو شتمك .
ý
ý فاجـئي أســرتــك كل فـترة بعـمل حــفـلة بـسـيـطـة لأي مناسبة و قـومي بإلتـقاط
صور تذكارية لهم مع بعض الهدايا البسيطة
فهي تـؤلف القـلوب و تنـشر الدفء .
أ/ حنان زين
خـبـيرة متـخـصصة في العلاقات الأسـرية
و مدير مركز السعادة للاستشارات الأسرية بالإسكندرية
احذري أن تركني إلى التكاسل في البحث عن أسباب السعادة بالتشمير عن ساعد الجد والصبر والاحتساب، وترفعي عن الوساوس ومفاتيح الشيطان التي تجعل أوهام الشقاء في قلبك حقيقة، وتحرمك من دخول الجنة ومن الهناء التام والسعادة الخالصة.. كوني مرحة وصمي أذنيك عن ما يغضبك.
نعم عزيزتي .. بهذا تخلق أجواء الأسرة الدافئة .. تحيتي لج [/frame]
سلمت يداك على النقل المتميز اختي العزيزة
وبارك الله فيك
دمتم سالمين
اختكم شريفة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع ممتاز ويستاهل التميز فعلا
بارك الله فيكِ
بانتظار المزيد من هذه المشاركات القيمة
اشكركم كثيرا لقد اعجبنى الموضوع جدا لذلك احببت ان انقله لكم
فكاتبته استاذة فى الاستشارات الاسرية وكاتبة اكثر من رائعة
لذلك احببت ان انشر مواضيعها لانها تستحق الكثير
ولم اجد افضل من عروس حتى انشره فيه
واتمنى ان تزيدنا الاستاذة حنان زين دائما من مواضيعها ونصائحها الغالية جدا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشاركة قيمة جزاك الله كل خير