قبســات من الإعجاز الطبي في القرآن الكريم
د. شريف كف الغزال
من حوالي مائة عام تقريباً بدأت تظهر أبحاث طبية تتحدث عن وظائف جسم الإنسان عند الصعود إلى الإرتفاعات الشاهقة ، وتأثره في طبقات الجو العليا . وفي طب الطيران والفضاء هناك تفصيل كبير لهذا ، حيث فسر ضيق التنفس على أنه يعود لسببين رئيسيين:
1- انخفاض نسبة الأوكسيجين في الارتفاعات العالية.
2- انخفاض الضغط الجوي: ينخفض الضغط الجوي كلما ارتفعنا عن سطح الأرض مما يؤدي إلى نقص معدل مرور الهواء عبر الأسناخ الرئوية إلى الدم، كما يؤدي انخفاض الضغط إلى تمدد غازات المعدة والأمعاء التي تدفع الحجاب الحاجز إلى الأعلى فيضغط على الرئتين ويعيق تمددها.
مراحل أعراض ظاهرة نقص الأوكسيجين :
وتنقسم إلى أربعة مراحل تتعلق بالضغط الجوي، ومستوى الارتفاع، ونسبة تركيز الأوكسيجين في الدم.
1 ـــ مرحلة عدم الـتـغيير (من مســتوى ســطــح الـبـحـر إلى ارتفاع 3 كم ) في هذه المرحلة لاتوجد أعراض ظاهرة لنقص الأوكسجين ولاتتأثر الرؤية بالنهار.
2 ـــ مرحلة التكافؤ « الفسيولوجي » ( من ارتفاع 3 كم إلى 5 كم ) : تعمل أجهزة الجسم في هذه المرحلة على عدم ظهور أعراض نقص الأوكسجين ، إلا إذا طالت مدة التعرض لهذا النقص ، أو قام الفرد بمجهود جسماني في هذه الظروف فتبدأ عملية التنفس في الازدياد عدداً وعمقاً، ويزيد النبض وضغط الدم ، وكذلك سرعة الدورة الدموية.
3 ـــ مرحلة الاختلال « الفسيولوجي » (من ارتفاع 5 كم إلى 8 كم ) : في هذه المرحلة لاتفي أجهزة الجسم وخاصة الرئتين بالمطلوب ، ولاتستطيع توريد الكمية الكافية من « الأوكسجين» للأنسجة ، وهنا يبدأ ظهور الأعراض. وفي هذه المرحلة نجد تفسيراً واضحاً لضيق الصدر الذي يشعر به الإنسان عندما يصعد إلى هذه الارتفاعات (الإجهاد والصداع، والشعور بالرغبة في النوم، وصعوبة التنفس ، وضيق الصدر ).
وكذلك نتيجة انخفاض الضغط الجوي يخرج كامل الهواء من الرئتين ويخرج الهواء من الأسناخ الرئوية فيصغر حجمها وبالتالي يصغرحجم الصدر ( أي يضيق الصدر بالفعل !) …
4 ـــ المرحلة الحرجة من ارتفاع (8 كم فأعلى ) في هذه المرحلة يفقد الإنسان
الوعي تماماً بسبب فشل الجهاز العصبي وتكون حالة الشخص حرجة تماماَ !!
وإذا نظرنا إلى القرآن الكريم الذي نزل منذ أكثر من أربعة عشر قرناً على نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نجد قوله تعالى : {فّمّن يٍرٌدٌ اللَّهٍ أّن يّهًدٌيّهٍ يّشًرّحً صّدًرّهٍ لٌلإسًلامٌ ومّن يٍرٌدً أّن يٍضٌلَّهٍ يّجًعّلً صّدًرّهٍ ضّيٌَقْا حّرّجْا كّأّّنَّمّا يّصَّعَّدٍ فٌي السَّمّاءٌ} (الأنعام:125)
تقدم هذه الاية الكريمة تشبيها معجزا وهي تعرض حقيقة علمية ثابتة في إسلوب بلاغي دقيق، ومن وجوه هذا الإعجاز:
أولا: صعود الإنسان في السماء، فيوم سمع الناس بهذه الاية اعتبروا الصعود إلى السماء ضربا من الخيال، وأن القران قصد الصعود مجازا لا حقيقة، والواقع في هذه الاية تعتبر نبوءة تحققت في حياة الناس فيما بعد.
ثانيا: صحة التشبيه فالارتفاع في الجو لمسافات عالية يسبب ضيقا في التنفس، وشعورا بالاختناق كلما زاد الارتفاع (يصَعَد)، حتى يصل الضيق إلى درجة حرجة وصعبة جدا يمكن أن يتوقف فيها التنفس ومن أجل ذلك يتم اصطحاب اسطوانات الأوكسجين عند الارتفاع الهائل في السماء كما في سفن الفضاء وغيرها.
بارك الله فيك حبيبتي هايدي
وفي موضوعك المفيد ومعلوماته المهمه.
شكرا جزيلا
ويارب ينفعنا بكل ماهو خير