#!# التوكل: حقيقته وصوره #!# 2024.

الحمد لله القائل (وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
والصلاة والسلام على أفضل المتوكلين وإمام المتقين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فالتوكل عبادة محضة لا تصرف إلا لله وحده، وهي من صفات
عباد الله المتقين. وقد غلط في مفهومها كثيرٌ من الناس
فكانوا على طرفي نقيض، فمنهم من ترك التوكل على الله

تعالى وآمن بالماديات وحكّم العقلَ وخاف البشر.

وهناك من أفرط في هذا الجانب وأساء فهم المقصود من
التوكل فتواكل وقعد عن العمل والأخذ بالأسباب.
أما حقيقة التوكل: فهي تفويض الأمر لله وحده مع فعل
الأسباب المباحة.

وستتضح الصورة أكثر في هذه الأمثلة إن شاء الله:
– نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما هاجر
إلى المدينة كان بأمر الله تعالى ومع ذلك أخذ بالأسباب،
فقد اختبأ قبل أن يُهاجر وخرج ليلاً واتخذ دليلاً مع أنه
منصورٌ ومؤيدٌ بالوحي.

– أيضاً في غزوة الأحزاب ظاهر رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم بين درعين وحمل السيف وأعد الخطة وحصّن المدينة
واتخذ الأعين وتعاهد مع بعض القبائل، وإلا فالله عاصمٌ نبيه
وقادر على حفظه.

– والقصة المعروفة عندما جاء رجل للنبي عليه الصلاة
والسلام وأراد أن يعقل ناقته فقال يا رسول الله هل أعقلها
أم أتوكل ..؟ فقال له: اعقلها وتوكل.

من هذه الأمثلة وغيرها يتبين لنا مفهوم التوكل الذي هو فعل
الأسباب مع تفويض الأمر لله سبحانه وتعالى.
أما من ركن إلى الأرض وقال إني متوكل على الله
فهو في الحقيقة متواكل وليس متوكل.

والله تعالى أعلم وأحكم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

كتبه أخوكم ومحبكم
ابــ داحم ــو

صدقتي: فالمطلوب هو العمل بمعناه الفعلي
وليس بمعناه اللفظي الذي لا يعني شيئاً

أسأل الله لنا ولكم صدق التوكل وحسن العمل

بارك الله فيك أخي أبو داحم على هذا الموضوع القيم

الذي خلط الناس فيه الأمور بين حقيقة التوكل والتواكل

فالكثير منهم يعمل دون توكل وأعتمد على التواكل

نسأل الله العظيم أن يرزقنا حسن التوكل قولا وعملا

جزاك الله خير الجزاء ورفع منزلتك في الجنة