والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين ، الذي قال :
الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة
أما بعد ..
… هذه مشكلة من عجائب عالم النساء المهول
لأحد الأزواج سأوجزها لكم لان ذكرها سوف يطول
طلب صاحبها عرضها للحصول على تعليق أولو النهى وذوي العقول
بعد أن دعا الله بكشف همه إنه سبحانه وتعالى خير مسئول
وقد وجه رسالته إلى من كان الجواب عندهم مأمول
فلما لم يسعفوه طلب رفع رسالته للحصول على بعض الحلول :
من : ———-(أعانه الله تعالى وعافاه من ما ابتلاه )
الى :———–(غفر الله لكم ورزقكم عفوه ورضاه )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
فمما لا شك فيه : تشرفى بمعرفتكم ، وسرورى بمكاتبتكم ، وسعادتي عند لقياكم واجتماعكم .
كما أنني لا أنكر : علو شأنكم ، وعظيم فضلكم وكرمكم ، ونبل أخلاقكم وحسن أدبكم ، وخفض الجناح وبسط الوجه لى عند لقاءكم
فنعم الإخوان كنتم ولا زلتم ، وبالثناء الجميل منى ومن الناس فزتم
وكل هذا منى ومنكم ثابت معلوم ، لا ينكره إلا ظالم غشوم
ولقد كان عقد النكاح من قريب بيني وبين زوجتي مبروم .
والذي من مقاصده :
سكن ومودة ورحمة بين الزوجين تبقى وتدوم
وصبر ورضا بالمقدر والمقسوم
وسمع وطاعة للزوج فى المعروف أمر ثابت عندكم وعند المسلمين معلوم
ولين فى الحديث ورعاية للزوج لا سيما وهو مكلوم .
لكن وللأسف !! :
وجدت ذلك في بيتي شي متعذر ومعدوم
بل حل نقيضه شرا من مس ال الملعون
من سوء عشرة وعدم طاعة ورفض لكل ماعون
ورميا باللسان ما يجهد من سيله الفم والبلعوم .
وكأن ذلك كله صار لبيتى سبيل مرتضى مرسوم
وكأن أمر زواجنا كان لأحدنا غير مروم .
ولقد أكثرت لآحادكم ولجمعكم كثير شكاية وكثير لوم
وألمحت ثم صرحت بهذا بكل شكل وكل لون
بل وأصبح ذلك على وجهى ظاهر لكم وللناس بات معلوم
وما أحدث كل ذلك إلا تحسنا معدوم
بل كثر الخلاف والنزاع فى أمور ما كان لها لزوم
وتنوعت أساليبه باللسان والبنان
ليته كان بالإشارات و بالعيون
حتى قربت من الصرع ومن الجنون .
فكيف بأطفال صغار فى مثل هذا يعيشون وينشئون ؟!
وأين يلعبون و يضحكون وهم على الصراخ ينامون ويستيقظون ؟!
فهم بلسان حالهم ومقالهم منا يشتكون ويصرخون .
وذلك أدى إلى :
سوء حالي وألم في النفس مكنون
واهمالى لبعض عباداتى من علم وذكر وصلاة وصوم
ومن حسن تركيز فى حرفتى بت محروم
فكل ما ذكرت دون إفراط يكاد يكون فى بيتي مسنون .
هذه مشكلتي نثرتها لكم
فماذا تقولون ؟
وبماذا تحكمون ؟
و هل فراقنا صار حلا مقترح محتوم؟
أجيبونى بارك الله فيكم قبل تفاقم الأمر لحال غير مأمون
فما لأحد من البشر مثلكم يهتمون ويعتنون
وأنتم إن شاء الله على حسن الاجابة قادرون .
الله أسأل أن يغفر لى ولكم ما كان ظاهرا وما كان مكنون
وما كان بالماضي وما سوف يكون
وأن يكشف عنا كل الأسى وكل الهموم
وأعوذ بالله من الكفر والفقر ومن نار السموم
ومن دعاء ضعيف أو ( عجز عن ) استغاثة مظلوم .
قال الله تعالى :
" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"
سورة "البقرة" الآية(155)
بعد البسملة والحمدلة والحوقلة ، أقول :
سألت أخي مع سيلان همّ
عن سوء عشرة صاحبة في كهف غمّ
شكاية متوجع متضرع يخشى الضيم
ينشد راحة ويرجوا سعادة تعمّ .
كأنك – أحبيب- نسيت البلا إلى البلى
كأنك تروم الجنا قبل الفنى .
ألا فاعلم أنه قد كُتب على كل مكلف حظ من الإصابة :
فصابر شاكر، وآخر ضاجر
والقضاء جار
والناس فيه بين بار وفار
والكل مجموع مسؤول : فمستور وعار .
إذا علمت هذا – يا رعاك الله – فكن
نبيل الفعال، كريم الخصال، سهل المنال
احتسابا واتباعا .
وليكن شعارك : دعاءا، ودثارك : بناءا
ولا تستعجلن رفع بلاء ولا لثمرتك نماءا
صبرا يعالج صبرا
حلما يطلب حلما
نصحا يعانق نصحا
كلمة تداعب كلمة
لمسة تناكح لمسة
فلا تستعجلن وارجوا " لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا"
لقد امتن المنان على نبي له بإصلاح زوجه ، بشرطه
"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ"
سورة "الأنبياء" الآية(90)
وأخبر السميع البصير أن صلاح الوالدة وما ولد مطلب أوليائه وحاجة أحبائه
"وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً"
سورة "الفرقان" الآية(74)
فليكن لك في الأولى : سلوى . وفي الأخرة : ذكرى .
واعلم أن ذا لا يَتِرُكَ عملا، كما أنه لا ينقصك فضلا .
ألم تر كيف أخبر نبينا – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم – في بعضهن
: " … ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن …"
متفق عليه، من حديث أبي سعيد الخدري
كسلوى أخرى في تلكم البلوى
تحمل بين تضاعيفها أجرا ووزرا :
أجرا، لصابر عائز .
ووزرا ، لشيطانة ناشز .
قاله بمعناه الحافظ ، في فتحه الحافظ .
ولا يمنعنّ هذا من تفتيش نفسك واتهامها نصوحا
فللنفس جنوح ينوح كبوحا .
فلو عالجتها فعرضتها طلبا لسلامة فاستقامة
على نص وناصح مع استخارة .
ولا تغفلنّ مراتب تأديب تأدبا
في الوحيين بُيّنا تزيّنا
وإلا فالمزايلة بعد استرجاع تدينا .
واحفظ جميل أصهارك
وعانق الفضل عند الفضّ واستمسك بإحسانك
صن عهداً، واحفظ وداً ، ذا من مقتضى إيمانك
واحمد الله أنها دون الدين وهو العافية
وعند الله تجتمع الخصوم وتكون القاضية .
قد نصحتك في عجالة وسعي
وأخلصت لكما في نصحي
وبقي دعائي من أعماق نفسي :
سلمنا اللهم في إيماننا واتباعنا
اسعدنا اللهم في ديارنا
احفظنا اللهم وأهلنا
فرج اللهم كربنا واجبر كسرنا
وفقنا اللهم وولاة أمرنا إلى ما فيه رضاك، والعمل وفق تقواك
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وإخوانه وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
كتب
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة رحمه الله
في : 7/11/1429هـ – 5/11/2008م
حفظتها في المفضله رادلها تركيز
أسلوب رائع
جزاكِ الله خير
يا أم حفصة
~
°•◦● ₪ °•◦● ₪°•◦● ₪
شكرا لكم