قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي والميت)رواه البخاري
ذكر الله عز وجل قوت للقلوب، وقرة للعيون، وسرور للنفوس، به تُجلب النعم وتُدفع النقم؛ فهو نعمة عظمى ومنحة كبرى، له لذة لا يدركها إلا من ذاقها، عبر عنها أحدهم فقال: "والله إن لفيه لذة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف".
قال بعض السلف : متى أطلق الله لسانك بالدعاء والطلب , فاعلم أنه يريد أن يعطيك ؛ وذلك لصدق الوعد في قول الرب عز وجل : (فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)
وليس القصود بالحياة هنا الحياة المحسوسة التي يشترك فيها الإنسان مع باقي الكائنات الحية؛ وإنما يُقصد بها:
1/ حياة الروح (حياة القلب), ومن مظاهر هذه الحياة : اطمئنان القلب ويقينه في الله تعالى, وذكر الله عز وجل هو الطريق الرئيسي لتحقيق هذا اليقين القلبي.
2/ نأتي إلى نوع آخر من الحياة في رحاب الذكر؛ ألا وهو (حياة اللسان). وتتمثل هذه الحياة في الوصية الغالية التي وصى بها الحبيب صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه قائلا: "لا يزال لسانك رطبا بذكر الله" رواه الترمذي ، والرطوبة في الزرع علامة على النضارة والاخضرار والحياة، ورطوبة اللسان علامة على استمرار مقومات الحياة له، وعكس الرطوبة اليبس والجمود، وهو يعني التحجر والموت و القسوة.
3/ ومن مظاهر الحياة في رحاب الذكر (حياة العينين)، وعلامة هذه الحياة الدمع من خشية الله. كما ذكر صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه".
قال القرطبي: "وفيض العين بحسب حال الذاكر وبحسب ما يكشف له؛ ففي حال أوصاف الجلال يكون البكاء من خشية الله، وفي حال أوصاف الجمال يكون البكاء من الشوق إليه".
وقال بعض أهل العلم: "من رأى مبتلى فدمعت عيناه فهو من الذاكرين الله؛ لأن من المبتلين إذا رآهم المؤمن تدمع عيناه؛ لأنه يذكر نعمة الله عليه فهذا كأنه ذكر الله بلسانه".
.
قال تعالى ..( و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )
بارك الله فيك عزيزتي وجعله في ميزان حسناتك..
وأسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين له كثيرا
آميييييييييييييييييييين